الوقت - ارتكبت عناصر داعش الإرهابية مجزرة بحق المدنيين راح ضحيتها قرابة الـ 300 مدنياً داخل حي البغيلية من مدينة دير الزور السورية، فيما تتواصل العمليات العسكرية لإستعادة السيطرة على الحي الذي تسلل إليه عناصر داعش عبر القوارب التي انطلقت من قريتي الحصان والجنينية على الضفة الشمالية لنهر الفرات.
مصدر عسكري رفيع المستوى أكد أن الهجوم بدأ بعد منتصف ليل أمس بعد أن تسللت مجموعات داعش التكفيرية الإرهابية إلى الحي، وتفيد المعلومات المتوفرة أن المجموعة ضمت بما فيها 30 انتحارياً من داعش مهدوا للدخول إلى قرية البغيلية بريف دير الزور لإرتكاب المجزرة تبعها فيما بعد مجموعات أخرى من عناصر داعش، وعمدوا إلى منع المدنيين من النزوح إلى الأحياء الآمنة بعد أن ارتكبت مجزرة بحقهم في الحي، فيما تعمل وحدات الجيش العربي السوري على استعادة السيطرة على الحي المطل على نهر الفرات.
وأكد المصدر نفسه، أن وحدات الجيش كانت قد أحبطت الهجوم في أول الأمر وتمكنت من قتل عدد من الإرهابيين، فيما عمد أحد الإرهابيين من الجنسية الشيشانية إلى تفجير نفسه داخل فندق فرات الشام بعد أن حاصرته وحدات الجيش، مشيراً إلى ان التنظيم عاد لمهاجمة الحي بكثافة وتمكن من التمركز في أجزائه القريبة من نهر الفرات.
يأتي ذلك، فيما أكدت مصادر محلية أن التنظيم خطف عدداً كبيراً من المدنيين ونقلهم إلى قرية الحصان، عامداً إلى إعدام 12 شاباً نحراً في بادئ الامر بعد الإدعاء بأنهم من عناصر الجيش العربي السوري، فيما تشير المصادر إلى أن الضحايا ليسوا عسكريين. وقد ذكر المصدر التابع لداعش أنه بين ضحايا المجزرة الـ300 أكثر من 20 عنصراً من الدفاع الشعبي الذين تم ذبحهم وذبح عيالهم وأطفالهم. ويزعم المرصد أن عناصر داعش استولوا على 60 بالمائة من ضاحية البغيلية للمدينة وهو ما خالفته أخبار شهود عيان ومصادر الجيش السوري.
يشار إلى أن هجوم داعش على حي البغيلية ترافق مع ثلاث هجمات أخرى، حيث حاولت مجموعات التنظيم الإرهابي التقدم باتجاه معسكر الصاعقة واللواء 173 في قرية عياش غربي دير الزور بادئ الهجوم بعربة مفخخة تمكنت وحدات الجيش من تفجيرها عن بعد، وتعمل القوات السورية على استعادة السيطرة على منطقة المستودعات في قرية عياش، علما أن المستودعات خاوية، فيما كان الهجوم الثاني على نقاط الجيش في حي الموظفين، أما الهجوم الثالث فقد ركز على جبهة محيط المطار من محور "جبل الثردة" و"تل الكروم". وتجدر الإشارة إلى أن المجزرة الاخيرة تأتي في سياق سلسلة المجازر التي يقوم بها تنظيم داعش الإرهابي على أثر الهزائم التي لحقت به على أكثر من صعيد خاصة في الآونة الأخيرة.
مجلس الوزراء السوري أدان المجزرة الوحشية الجبانة التي ارتكبتها عناصر داعش الإرهابي بحق أهالي قرية البغيلية في ريف دير الزور والتي ادت لإستشهاد العشرات من أبناء القرية. الدكتور وائل الحلقي رئيس مجلس الوزراء وفي بيان مقتضب نشر على صفحة المكتب الإعلامي للمجلس في فيس بوك، قال إن هذه المجزرة الجبانة تتحمل مسؤوليتها الاخلاقية والقانونية كل الدول الداعمة للإرهاب والتي تقوم بتمويل وتسليح هذه المجموعات التكفيرية الحاقدة على الإنسانية والبشرية جمعاء.
وأكد الدكتور الحلقي أن هذه المجموعات المهزومة ترتكب هذه المجازر للتغطية على هزائمها المتكررة وقد شعرت بان ايامها معدودة على الأرض السورية. وجدد الدكتور الحلقي تأكيده أن هذه المجازر لن تثني الشعب السوري عن مواصلة تحقيق المصالحات الوطنية وتحرير كل شبر من الأرض السورية وقدم التعزية الحارة لذوي الشهداء متمنياً الشفاء العاجل للجرحى.
وتجدر الإشارة إلى أن تنظيم داعش الإرهابي مدرج على لائحة الإرهاب الدولية، حيث أن أغلبية ضحايا هذا التنظيم منذ دخوله الأراضي السورية والعراقية هي من الشيوخ والنساء والأطفال. فهذا التنظيم يرتكب أفظع الجرائم الوحشية بحق الأهالي إذ يقوم بصلب الناس وفصل رؤوسهم عن أجسادهم بتهمة (الردة) أو قتال التنظيم أو مخالفتهم الرأي معتمداً على مرتزقة متطرفين قدموا من مختلف أصقاع الأرض بعد تلقينهم أفكاراً تكفيرية وإغرائهم بالمال الذي يجنيه التنظيم من بيع النفط المسروق لصالح بعض الأنظمة كنظام أردوغان التركي.