اسرائيل تقود العالم الى "حرب دينية"
الوقت- "حرب دينية" هكذا وصف العالم خطوة حكومة نتنياهو في تدنيس المسجد الأقصى بغية تكريس "يهودية الدولة"، حتى أن وزيرة القضاء الإسرائيلي" تسيبي ليفني" حذرت من أن يتحول الوضع المتأزم في مدينة القدس المحتلة هذه الأيام من نزاع قومي مع الفلسطينيين إلى نزاع ديني مع العالم الاسلامي بأسره.
منذ أعلنت اسرائيل نفسها “دولة يهودية” قانونيا مؤخرا وهي تخوض حربا دينية وتسابق الزمن لحسم معركة القدس والأقصى عبر إقامة المشاريع التهويدية والاستيطانية بالمدينة المحتلة، وتستغل حكومة نتنياهو الظروف الإقليمية والاحداث التي تشهدها الدول العربية والإسلامية بتصعيد وتيرة اقتحامات المستوطنين والجيش للمسجد الأقصى، وإقرار مشاريع قوانين بالكنيست تكرس السيادة الإسرائيلية على المسجد الاقصى. ممارسات "بلطجية نتنياهو" الجديدة في القدس خطيرة جداً، فالمسجد الأقصى محور الحرب الدينية التي يخوضها الفلسطينيون القابضون على دينهم الإسلامي، ضد الصهاينة الذين لا تكتمل اركان دولتهم اليهودية إلا ببناء الهيكل المزعوم بدلاً من "اولى القبلتين".
اذا لم يعد السيناريو غامضاً أو مجهولاً ، حيث يسمح للمتطرفين اليهود اقتحام الحرم القدسي بشكل شبه يومي بينما يمنع الفلسطينيون من دخوله، وتنتهك حرمة الأقصى الذي لطالما كانت سلطات الاحتلال تتظاهر بانه "خطاً أحمر" وتدعي مراعاته، بشكل أو بآخر، علماً بأن الحادث الأكبر في أغسطس 1969 وهو إحراق الجناح الشرقي للجامع القبلي، إلى الجهة الجنوبية من الأقصى، نُسِب إلى مستوطن أسترالي نصراني متصهين ليبدو كعمل فردي، إلا أنه استُبق بقطع المياه في اليوم نفسه عن المنطقة المحيطة بالمسجد، كما أن وسائل الإطفاء التابعة لبلدية الاحتلال في القدس تعمّدت التأخير، واستغرق وصول سيارات الإطفاء من رام الله والخليل وقتاً طويلاً، فيما كانت النار تُجهز على الكثير من الأثاث الأثري والتاريخي في المسجد.
من الواضح أن الأوضاع في العالمين العربي والاسلامي أثرا سلباً وبشكل سريع على قضية القدس والأقصى، فأحداث مصر وسوريا والعراق واليمن والبحرين التي شغلت الشعوب، وتدنيس داعش للمقدسات الدينية بطريقة ممنهجه، فتح شهية الحكومة الإسرائيلية للتسريع في تنفيذ سياساتها التهويدية،وثبت مقولة أن "داعش واسرائيل وجهان لعملة واحدة",و"داعش صناعة اسرائيلية". فمن يراقب بدقة ظروف تشكيل "داعش" يتبين له أنها صناعة اسرائيلة وأن اسرائيل هي المسؤولة عن الحرب الدينية القائمة في المنطقة، فوعد بلفور الذي أقر بوطن قومي لليهود في فلسطين يؤكد "يهودية الدولة"التي اعتمدت على التلمود في تبرير سياساتها، وبالتالي فإن الدين هو العامل الاساسي الذي قامت عليه منذ نشأتها لتسويغ اجرامها ولاقناع اليهود بالهجرة الى فلسطين، كما أن داعش كدولة تحمل الهوية الاسلامية اختزلت الدين بالقتل وتحاول اقناع المسلمين بأنها جاءت لتحريرهم من الاستعمار، كما أن الدولتين اليهودية والاسلامية وجدا في ظروف متشابهة، فالاولى مع بداية حركة التحرر العربي من الاستعمار الغربي، والثانية للتحرر من الاستعمار الوطني،وكثيرة هي المتشابهات التي لا يسعنا ذكرها كي لا يجف القلم.
بالعودة الى الأقصى، فالتطرف الإسرائيلي يتزايد يوماً بعد يوم دون تصنيف محدد للجماعات اليهودية التي تمارسه، ونتنياهو يعطي تفويضاً مفتوحاً لاستمرار عمليات الاستفزاز والتدنيس والاستباحة للحرم القدسي ويصدر أوامره لقوات الاحتلال بحماية المتطرف، بمعنى آخر يريد صب المزيد من الزيت على النار داخل المسجد الأقصى، وهذا يؤكد كلام رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن "الحكومة الإسرائيلية هي من تقوم برعاية وتشجيع اعتداءات المتطرفين الإسرائيليين في المسجد الأقصى" و"تريد اشعال حرب دينية في العالم".
اذاً حكومة نتنياهو ستستغلّ القمع هذه المرّة لفرض تغيير جذري على الوضع في القدس عبرتهويده وخنقه بمزيد من المستعمرات ، فالمخطط حسب التصريحات الإسرئيلية، هو تقسيم الأقصى زمانياً ومكانياً، وبالتالي بسط السيادة الإسرئيلية على المقدسات الإسلامية عبراقتحامات لفرض "أمر واقع" جديد على الأرض، والأنكى من ذلك ما كشفته دراسة ''صهيونية'' مؤخراً عن حجم الدعم والحماية الذي توفره حالياً حكومة الاحتلال الصهيوني للجماعات اليهودية المتطرفة الفاعلة من أجل هدم الأقصى وقبة الصخرة وبناء الهيكل الثالث المزعوم، فالهجمة البشعة متواصلة في القدس المحتلة، وعناوينها تزداد يوماً بعد يوم، وتتنوع بين محاولات وسياسات تهويد وتدنيس المدينة ومقدساتها، وحتى مقابرها التاريخية، وأسماء شوارعها ، والتضييق على الصامدين من أهلها المقدسيين، وتصعيد وتيرة العدوان عليهم، من خلال سياسة العزل، والاعتداء الجسدي واللفظي، وسحب الهوية، ومصادرة أملاكهم وزرعها بالمستوطنات، وقد أخذت معركة القدس غير المتكافئة أبعاداً جديدة هذه المرة، عندما دخلت المواجهة المفتوحة الى ساحات المسجد الأقصى المبارك، وقبة الصخرة.
ونستذكرهنا، ما أشارت إليه وسائل الإعلام الإسرائيلية المختلفة، وهو مخطط تهويد القدس المُسمَّى بمخطط 2020م. ويهدف إلى ضم الكتل الاستيطانية المحيطة بالقدس إلى المدينة في حدود 2020م، لتقلل من عدد العرب بها، وتزيد من عدد اليهود، كما
نشرت مواقع عبرية أن منظمة "أرض إسرائيل لنا" بدأت حملة دعائية في القدس، تتمثل في وضع صور كبيرة على نحو 200 حافلة، تابعة لشركة "إيجد"، كبرى شركات المواصلات الصهيونية، تحمل صورة الهيكل الثالث المزعوم مكان المسجد الأقصى، وتشمل شعاراً يقول: "فلْيُبْنَ الهيكل بأسرع وقت .
ما يشهده المسجد الأقصى هذه الأيام هو الأخطر والأكبر منذ أن احتلت القدس فقد أبدى بعض المسؤولين اليهود خشيتهم أن تكون أحداث القدس التي نعيشها اليوم فاتحة لانتفاضة ثالثة،خاصةً بعد ردود الأفعال العفوية والفردية، وإن كان البعض نسب أفرادها إلى تنظيمات إسلامية مقاوِمة، ما يؤكد أن دفاع أهل القدس بأجيالهم عن المسجد الأقصى ، منبعه القناعة أن هذا الكيان بممارساته وتهويده واعتداءاته لا يحترم قانون ولا معاهدة ، فهو لا يفهم إلا لغة القوة .
كما أن الشمس لا يحجبها غربال، فإن ما يجري في القدس هو "حرب دينية" بما تعنيه الكلمة من معنى، وما يؤكد ذلك وعد بلفور الذي مرت ذكراه هادئة قبل فترة والذي يبرر احتلال فلسطين بوصفها “وطن قومي لليهود في فلسطين”.
الوقت- "حرب دينية" هكذا وصف العالم خطوة حكومة نتنياهو في تدنيس المسجد الأقصى بغية تكريس "يهودية الدولة"، حتى أن وزيرة القضاء الإسرائيلي" تسيبي ليفني" حذرت من أن يتحول الوضع المتأزم في مدينة القدس المحتلة هذه الأيام من نزاع قومي مع الفلسطينيين إلى نزاع ديني مع العالم الاسلامي بأسره.
منذ أعلنت اسرائيل نفسها “دولة يهودية” قانونيا مؤخرا وهي تخوض حربا دينية وتسابق الزمن لحسم معركة القدس والأقصى عبر إقامة المشاريع التهويدية والاستيطانية بالمدينة المحتلة، وتستغل حكومة نتنياهو الظروف الإقليمية والاحداث التي تشهدها الدول العربية والإسلامية بتصعيد وتيرة اقتحامات المستوطنين والجيش للمسجد الأقصى، وإقرار مشاريع قوانين بالكنيست تكرس السيادة الإسرائيلية على المسجد الاقصى. ممارسات "بلطجية نتنياهو" الجديدة في القدس خطيرة جداً، فالمسجد الأقصى محور الحرب الدينية التي يخوضها الفلسطينيون القابضون على دينهم الإسلامي، ضد الصهاينة الذين لا تكتمل اركان دولتهم اليهودية إلا ببناء الهيكل المزعوم بدلاً من "اولى القبلتين".
اذا لم يعد السيناريو غامضاً أو مجهولاً ، حيث يسمح للمتطرفين اليهود اقتحام الحرم القدسي بشكل شبه يومي بينما يمنع الفلسطينيون من دخوله، وتنتهك حرمة الأقصى الذي لطالما كانت سلطات الاحتلال تتظاهر بانه "خطاً أحمر" وتدعي مراعاته، بشكل أو بآخر، علماً بأن الحادث الأكبر في أغسطس 1969 وهو إحراق الجناح الشرقي للجامع القبلي، إلى الجهة الجنوبية من الأقصى، نُسِب إلى مستوطن أسترالي نصراني متصهين ليبدو كعمل فردي، إلا أنه استُبق بقطع المياه في اليوم نفسه عن المنطقة المحيطة بالمسجد، كما أن وسائل الإطفاء التابعة لبلدية الاحتلال في القدس تعمّدت التأخير، واستغرق وصول سيارات الإطفاء من رام الله والخليل وقتاً طويلاً، فيما كانت النار تُجهز على الكثير من الأثاث الأثري والتاريخي في المسجد.
من الواضح أن الأوضاع في العالمين العربي والاسلامي أثرا سلباً وبشكل سريع على قضية القدس والأقصى، فأحداث مصر وسوريا والعراق واليمن والبحرين التي شغلت الشعوب، وتدنيس داعش للمقدسات الدينية بطريقة ممنهجه، فتح شهية الحكومة الإسرائيلية للتسريع في تنفيذ سياساتها التهويدية،وثبت مقولة أن "داعش واسرائيل وجهان لعملة واحدة",و"داعش صناعة اسرائيلية". فمن يراقب بدقة ظروف تشكيل "داعش" يتبين له أنها صناعة اسرائيلة وأن اسرائيل هي المسؤولة عن الحرب الدينية القائمة في المنطقة، فوعد بلفور الذي أقر بوطن قومي لليهود في فلسطين يؤكد "يهودية الدولة"التي اعتمدت على التلمود في تبرير سياساتها، وبالتالي فإن الدين هو العامل الاساسي الذي قامت عليه منذ نشأتها لتسويغ اجرامها ولاقناع اليهود بالهجرة الى فلسطين، كما أن داعش كدولة تحمل الهوية الاسلامية اختزلت الدين بالقتل وتحاول اقناع المسلمين بأنها جاءت لتحريرهم من الاستعمار، كما أن الدولتين اليهودية والاسلامية وجدا في ظروف متشابهة، فالاولى مع بداية حركة التحرر العربي من الاستعمار الغربي، والثانية للتحرر من الاستعمار الوطني،وكثيرة هي المتشابهات التي لا يسعنا ذكرها كي لا يجف القلم.
بالعودة الى الأقصى، فالتطرف الإسرائيلي يتزايد يوماً بعد يوم دون تصنيف محدد للجماعات اليهودية التي تمارسه، ونتنياهو يعطي تفويضاً مفتوحاً لاستمرار عمليات الاستفزاز والتدنيس والاستباحة للحرم القدسي ويصدر أوامره لقوات الاحتلال بحماية المتطرف، بمعنى آخر يريد صب المزيد من الزيت على النار داخل المسجد الأقصى، وهذا يؤكد كلام رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن "الحكومة الإسرائيلية هي من تقوم برعاية وتشجيع اعتداءات المتطرفين الإسرائيليين في المسجد الأقصى" و"تريد اشعال حرب دينية في العالم".
اذاً حكومة نتنياهو ستستغلّ القمع هذه المرّة لفرض تغيير جذري على الوضع في القدس عبرتهويده وخنقه بمزيد من المستعمرات ، فالمخطط حسب التصريحات الإسرئيلية، هو تقسيم الأقصى زمانياً ومكانياً، وبالتالي بسط السيادة الإسرئيلية على المقدسات الإسلامية عبراقتحامات لفرض "أمر واقع" جديد على الأرض، والأنكى من ذلك ما كشفته دراسة ''صهيونية'' مؤخراً عن حجم الدعم والحماية الذي توفره حالياً حكومة الاحتلال الصهيوني للجماعات اليهودية المتطرفة الفاعلة من أجل هدم الأقصى وقبة الصخرة وبناء الهيكل الثالث المزعوم، فالهجمة البشعة متواصلة في القدس المحتلة، وعناوينها تزداد يوماً بعد يوم، وتتنوع بين محاولات وسياسات تهويد وتدنيس المدينة ومقدساتها، وحتى مقابرها التاريخية، وأسماء شوارعها ، والتضييق على الصامدين من أهلها المقدسيين، وتصعيد وتيرة العدوان عليهم، من خلال سياسة العزل، والاعتداء الجسدي واللفظي، وسحب الهوية، ومصادرة أملاكهم وزرعها بالمستوطنات، وقد أخذت معركة القدس غير المتكافئة أبعاداً جديدة هذه المرة، عندما دخلت المواجهة المفتوحة الى ساحات المسجد الأقصى المبارك، وقبة الصخرة.
ونستذكرهنا، ما أشارت إليه وسائل الإعلام الإسرائيلية المختلفة، وهو مخطط تهويد القدس المُسمَّى بمخطط 2020م. ويهدف إلى ضم الكتل الاستيطانية المحيطة بالقدس إلى المدينة في حدود 2020م، لتقلل من عدد العرب بها، وتزيد من عدد اليهود، كما
نشرت مواقع عبرية أن منظمة "أرض إسرائيل لنا" بدأت حملة دعائية في القدس، تتمثل في وضع صور كبيرة على نحو 200 حافلة، تابعة لشركة "إيجد"، كبرى شركات المواصلات الصهيونية، تحمل صورة الهيكل الثالث المزعوم مكان المسجد الأقصى، وتشمل شعاراً يقول: "فلْيُبْنَ الهيكل بأسرع وقت .
ما يشهده المسجد الأقصى هذه الأيام هو الأخطر والأكبر منذ أن احتلت القدس فقد أبدى بعض المسؤولين اليهود خشيتهم أن تكون أحداث القدس التي نعيشها اليوم فاتحة لانتفاضة ثالثة،خاصةً بعد ردود الأفعال العفوية والفردية، وإن كان البعض نسب أفرادها إلى تنظيمات إسلامية مقاوِمة، ما يؤكد أن دفاع أهل القدس بأجيالهم عن المسجد الأقصى ، منبعه القناعة أن هذا الكيان بممارساته وتهويده واعتداءاته لا يحترم قانون ولا معاهدة ، فهو لا يفهم إلا لغة القوة .
كما أن الشمس لا يحجبها غربال، فإن ما يجري في القدس هو "حرب دينية" بما تعنيه الكلمة من معنى، وما يؤكد ذلك وعد بلفور الذي مرت ذكراه هادئة قبل فترة والذي يبرر احتلال فلسطين بوصفها “وطن قومي لليهود في فلسطين”.