الوقت ـ انه لیس من المستغرب أن نسمع هذه المرة تصریحات من قبل «کمال اللبوانی» المعارض السوری حول أن المعارضة ستتنازل لاسرائیل عن الجولان فی حال وصلت الی الحکم بمساعدة تل ابیب و تمکنت من ازاحة النظام السوری بفضل دعم اسرائیل لها. فان جل اعضاء هذه المعارضة ان لم نقل جمیعهم اعلنوا مرارا و کرارا أن اسرائیل لیست عدوهم بل ان الزمن اثبت أنها صدیق للمعارضة ، حیث قدمت لهم المال والسلاح و عالجت جرحاهم فی مشافیها داخل الاراضی الفلسطینیة المحتلة، فکیف لا تکون إسرائیل حلیفا وصدیقا لهذه المعارضة؟!.
بعد هذه التصریحات التی لا لبس فیها من قبل اللبوانی و امثاله لم یعد أمام الشعب السوری إلاّ معرفة المزید من الوجه القبیح الذی تحمله المعارضة السوریة و مدی عمالتها تجاه اعداء الشعب السوری خاصة الکیان الاسرائیلی وستکون هذه التصریحات دافعا قویا لوحدة الشعب السوری والتفافه حول قیادته التی تحارب الجماعات الارهابیة والتی تسمی نفسها بانها معارضة!!. ای معارضة هذه التی تتنازل عن ارضها لمحتل احتلها و اغتصبها یشرد وقتل اهلها دون ذنب یذکر؟. الا تملک هذه المعارضة شیئا اقل ثمنا من الجولان العزیزة حتی تتنازل عنه لهذا العدو؟، وهل وصلت الحماقة التی تتحکم بعقل هذه المعارضة الی هذه الدرجة حیث انها تسمح لنفسها باطلاق مثل هذه التصریحات المخجلة دون مراعاة مشاعر الشعب السوری؟. ولم نسمع لیومنا هذا انه کانت هنالک معارضة ما قدمت جزأ من اراضیها لألد اعداء شعبها لیمکنها هذا العدو من اسقاط خصمها فی الداخل حتی تتربع علی کرسی الحکم. فی الحقیقة انها منتهی السذاجة التی وصلت لها المعارضة السوریة حتی تصرّح بمثل تصریحات اللبوانی وتظن أن تصریحاتها لا تلقی غضبا من قبل الشارع السوری.
لکن فی المقابل یجب أن لا نستغرب من تصریحات اللبوانی کثیرا عند ما یتحدث أن المعارضة ستکافئ اسرائیل بالجولان لو أنها دعمت المعارضة. وذلک لان هذه المعارضة لم یرف لها جفن لکل هذا الدمار و الخراب الذی الحقته بممتلکات الشعب السوری وقتلها الاطفال و الشیوخ والنساء أمام الکامیرات. فبناء علی جمیع هذه الجرائم التی ارتکبتها هذه المعارضة، لا شک أن تنازلها عن الجولان لم یکن قرارا اصعب من تدمیر جمیع انحاء البلاد خلال الاعوام الثلاث الماضیة.
سوف لم ینس العالم جریمة الکیماوی التی ارتکبتها المعارضة السوریة فی «خان العسل» و «المعضمیة» إتهامها النظام السوری بانه هو الذی ارتکب هذه الجریمة لکی تتمکن حسب ظنها الباطل من الوصول الی الحکم فی حال انطلت اکاذیبها فی هذا السیاق علی الشعب السوری والمجتمع الدولی، لکن سرعان ما زادة هذه الجریمة غضب الشعب السوری تجاه المعارضة بالرغم من التسترات التی قامت بها الولایات المتحدة الامریکیة للحیلولة دون وقوف العالم علی هذا العمل الاجرامی الذی نفذه سکان الفنادق فی باریس، ولندن و واشنطن تجاه الشعب السوری عبر الدعم الذی قدمته لهم دول المنطقة خاصة قطر و السعودیة حتی یرتکبوا هذه الجریمة الشنیعة.
لیس فقط ستبقی الجولان ارضا عزیزة علی قلب الشعب والحکومة السوریة حتی یتم تحریرها من الاحتلال الصهیونی فحسب، بل ستظل هذه المواقف غیر الوطنیة من قبل المعارضة من خلال تنازلها عن هذه الارض الغالیة والاسیرة، لعنة تلاحق من اعلن التنازل عنها لعدو الشعب السوری، وستکون هذه المواقف الملیئة بالخیانة دافعا قویا لتماسک الشعب السوری فی دفاعه عن ارضه ونظامه الذی یناضل عبر جنوده البواسل ضد اعداء سوریا المتمثلین فی الجماعات الارهابیة والدول العربیة الرجعیة والغربیین الصلیبیین. ولتعلم المعارضة السوریة أن تنازلها عن الجولان یعنی تنازلا کاملا عن ارض فلسطین ومقدساتها الاسلامیة والمسیحیة لعدو العرب والمسلمین جمیعا، فتبا لهذه المعارضة ولتنازلاتها المشؤومة.