الوقت – ثلاث سنوات مرت علی انطلاق الثورة الشعبیة فی البحرین للمطالبة بالدیمقراطیة والاصلاح السیاسی، ولکن نظام آل خلیفة الغارق فی ظلمه وعنجهیته لا زال یستخدم شتی الوسائل المحرمة دولیا لیغطی علی الصحوة والانتفاضة المتواصلة فی البلاد باستخدام قوات اردنیة وسعودیة واماراتیة .
والیوم یستکمل هذا النظام حلقاته الاجرامیة باستجلاب مرتزقة عسکریین باکستانیین لتضییق الخناق علی تیار الاصلاح الذی سیطیح به عن قریب کی یبقی عبرة لباقی ملوک وامراء الدول العربیة بالخلیج الفارسی فی حال استمروا بتجاهل شعوبهم واصواتها المطالبة بالحریة والدیمقراطیة .
ومنذ سنین طویلة عمدت سلطات آل خلیفة الی منح الجنسیة البحرینیة لآلاف الاجانب بهدف تغییر البنیة الدیموغرافیة للمجتمع والاستفادة من هؤلاء المجنسین لقمع الشعب الذی انتفض بکل شرائحه وطوائفه للمطالبة بالحیاة الحرة الکریمة .
وخلال السنتین الماضیتین زادت الحاجة فی البحرین لاستقدام قوات اجنبیة من عدة دول للمشارکة فی قمع التظاهرات خصوصا بعد التحاق الکثیر من العسکریین البحرینیین لا سیما الشباب بصفوف الثورة ورفضهم مقاتلة ابناء بلدهم لصالح اجندات خارجیة ولا تمت للشعب بصلة .
وفی الاونة الاخیرة اکدت التقاریر الواردة من البحرین ان نحو عشرة آلاف عنصر باکستانی اکثرهم من العسکریین وصلوا الی هذا البلد للعمل کمرتزقة فی خدمة آل خلیفة والاطراف الاجنبیة الداعمة له وفی مقدمتها امیرکا والسعودیة .
ورغم اعلان السلطات الباکستانیة ان هؤلاء الاشخاص ذهبوا دون علمها الی البحرین وان الکثیر منهم هم من المتقاعدین من الجیش الباکستانی الا ان الشعوب الحرة ومنها الشعب البحرینی ترفض مثل هذا التبریر وتطالب بوضع آلیات صحیحة وعملیة لمنع سفر هؤلاء للمشارکة فی قمع التظاهرات .
وکانت سلطات المنامة قد اعلنت فی وقت سابق فی بعض الصحف الباکستانیة عن حاجتها لمرتزقة للخدمة فی صفوف الحرس الملکی وحمایات المسؤولین والمؤسسات الحکومیة المهمة فی الدولة .
واکد الاعلان البحرینی المنشور فی تلک الصحف علی ضرورة ان یکون هؤلاء الاشخاص من العناصر المدربة والقادرة علی مواجهة التظاهرات التی سقط خلالها الکثیر من المواطنین بین قتیل وجریح جراء القمع الحکومی فیما اعتقل آخرون بینهم قیادیون کبار لحرکات وجمعیات مناصرة للثورة لازالوا حتی الساعة یقبعون فی غیاهب السجون .
وذکرت تقاریر ان الباکستانیین الذین یعتزمون التوجه الی البحرین للمشارکة فی قمع الثوار یتم التأکد من صلاحیتهم لهذه المهمة الشاذة والقذرة من قبل مبعوثین خاصین من قبل الحرس الملکی البحرینی والعناصر الوهابیة التی ترسلها السعودیة خصیصا لهذا الغرض .
وقد اعربت الکثیر من المنظمات الحقوقیة والانسانیة الدولیة من بینها منظمتا " العفو الدولیة" و"هیومن رایتس ووتش" عن خشیتها من استمرار القمع فی البحرین والاستعانة بقوات اجنبیة لهذا الغرض مطالبة باتخاذ تدابیر عاجلة ومؤثرة لوقفه والاستماع لصوت الشعب المنادی بالاصلاح والحیاة الکریمة .
یأتی هذا فی وقت لا زالت فیه الکثیر من الدول الغربیة وعلی رأسها امیرکا تغض الطرف عن الجرائم التی ترتکبها السلطات البحرینیة بحق الشعب، فیما یعتقد معظم المراقبین ان اغلب هذه الدول لا تکتفی بالتفرج علی هذه المأساة الانسانیة بل تقف بکل ثقلها الی جانب آل خلیفة وتوفر لهم الدعم اللازم لاستمرارها بارتکاب هذه الجرائم رغم ادعاءاتها الفارغة بالدفاع عن الحریة والدیمقراطیة وحقوق الانسان .
ویری المحللون ان الریاض والمنامة وعواصم اخری تنسق فیما بینها للاستفادة من المرتزقة الاجانب لقمع الثورات الشعبیة فی کل من البحرین والیمن ودول اقلیمیة اخری والسعی لاثارة فتنة طائفیة بین الشیعة والسنة خدمة للمشروع الامریکی الوهابی الصهیونی فی المنطقة .
وفی الختام لابد من القول ان المخطط الجهنمی الذی یسعی هذا الثالوث المشؤوم لتنفیذه فی الشرق الاوسط بمختلف الوسائل الخبیثة یتطلب المزید من الیقظة والحذر والتعاضد بین شعوب المنطقة لاجهاضه ودفنه قبل فوات الأوان .