أعلن الائتلاف الوطني المعارضة السورية عن دعمه الكامل للمعركة التي يخوضها مقاتلو المعارضة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام". ومن المقرر أن يجتمع الائتلاف صباح غد الأحد لمناقشة الموقف من المشاركة في مؤتمر جنيف2 المقرر عقده في 22 يناير/كانون الثاني الجاري. وقال الائتلاف في بيان له يوم السبت إنه "من الضروري أن يستمر مقاتلو المعارضة بالدفاع ضد قوى القاعدة التي تحاول الخيانة . ووفق نشطاء فقد أمهل مقاتلو المعارضة في سوريا مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام 24 ساعة للاستسلام، وذلك عقب اشتباكات عنيفة اندلعت صباح الجمعة في حلب وإدلب شمالي سورية بين مقاتلي المعارضة ومنتمين للتنظيم، الذي تقول فصائل سورية معارضة إنه موالٍ للقاعدة. ودعا الائتلاف طبقا للبيان -الذي نشره بمدينة إسطنبول التركية حيث يقطن أبرز أعضائه- المجتمع الدولي "للاعتراف بأهمية دعم القوى السورية في معركتها ضد تطرف تنظيم القاعدة".
وأكد أمين سر الهيئة السياسية للائتلاف هادي البحرة في نداء للدول الكبرى ضرورة "أن يرى العالم كيف تأخذ المعارضة المبادرة لمكافحة التطرف في سورية" مشيرا إلى أن "القاعدة تشكل تهديدا للشعب السوري، كما أنها تشكل تهديدا كذلك للإنسانية جمعاء.
وقُتل العشرات من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية ومناصريهم خلال الـ24 ساعة الأخيرة، إثر اشتباكات دارت بين مقاتلي المعارضة السورية الذين قرروا وضع حد لانتهاكات حلفائهم القدامى المتكررة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وعلقت كل من واشنطن ولندن منتصف ديسمبر/كانون الأول المنصرم مساعداتها غير القتالية لشمال سورية بعد استيلاء الجبهة الإسلامية على منشآت للجيش السوري الحر المرتبط بالمعارضة السورية.
مؤتمر جنيف
ومن المقرر أن يعقد الائتلاف اجتماعا غدا الأحد لمناقشة المشاركة في مؤتمر جنيف2 الخاص بالأزمة السورية، وذلك بعد أن أعلن المجلس الوطني السوري (أحد المكونات الرئيسية لائتلاف المعارضة) مقاطعته للمؤتمر المزمع عقده في 22 من يناير/كانون الثاني الجاري. والهدف المعلن للمؤتمر هو الاتفاق على حكومة انتقالية تتمتع بصلاحيات كاملة لإنهاء الصراع في سوريه، وجرت في السابق أيضا جهود روسية لتوحيد جميع أطياف المعارضة في وفد واحد يمثلها في المؤتمر. وأعلن سابقا كل من الائتلاف الوطني السوري والنظام السوري المشاركة في مؤتمر جنيف2، لكن الائتلاف ربط مشاركته بألا
1- يتمخض عن المؤتمر أي دور للرئيس بشار الأسد في العملية السياسية لا حاليا ولا مستقبلا
2- الإفراج عن النساء والأطفال المحتجزين في السجون السورية
3- فتح ممرات لعبور المساعدات الإنسانية للبلدات المحاصرة التي تسيطر عليها المعارضة، ويقول المجلس الوطني السوري إن هذه المطالب لم تلقَ أي استجابة.
هذا فیما طالب تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" بهدنة فورية بعد أن تكبد خسائر فادحة في القتال بينه وبين فصائل أخرى في المعارضة السورية. وكان التنظيم، المرتبط بالقاعدة،فقد السيطرة على مدينة أتارب في محافظة حلب.
ووصف نشطاء بأن القتال بين "داعش" وفصائل المعارضة الأخرى السبت کان الأعنف خلال الصراع المستمر في سوريا منذ ما يقرب من ثلاثة أعوام. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، إن 60 على الأٌقل من مسلحي التنظيم قتلوا في الاشتباكات بين جماعات المعارضة المتنافسة والتي كانت قد بدأت الجمعة في محافظتي حلب وإدلب بالقرب من الحدود مع تركيا. وأشار إلى أن عدد أسرى "داعش" تجاوز المائة. ويعتقد بأن هذه المعارك انفجرت بسبب صراع على قيادة المعارضة السورية المسلحة الساعية لإسقاط الرئيس بشار الأسد، فضلا عن زيادة "الاستياء الشعبي من ممارسات التنظيم المتشددة". وتشير تقارير إلى أن المنظمات المسلحة المنافسة استولت على نقاط تفتيش وقواعد وأسلحة من التنظيم في حلب وإدلب.
وقال تحالف يطلق على نفسه اسم "جيش المجاهدين" إنه سيقاتل "داعش" حتى القضاء عليه. ويضم هذا التحالف ثماني جماعات مقاتلة. وأكد في بيان منسوب إليه "نحن، جيش المجاهدين، نتعهد بالدفاع عن أنفسنا وكرامتنا وثروتنا وأراضينا وبقتال تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، الباغي على حكم الله، حتى يعلن حل نفسه او الانخراط في صفوف التشكيلات العسكرية الاخرى او تركهم اسلحتهم والخروج من سورياه". واتهم الاتحاد في بيانه التنظيم بـ"الإفساد في الأرض ونشر الفتن وزعزعة الأمن والاستقرار في المناطق المحررة، وهدر دماء المجاهدين وتكفيرهم وطردهم وأهلهم من المناطق التي دفعوا الغالي والرخيص لتحريرها" من النظام السوري، بحسب البيان. كما اتهم "داعش" بالقيام بـ"عمليات سرقة وسطو وبطرد المدنيين من منازلهم وخطفهم للقادة العسكريين والإعلاميين وقتلهم وتعذيبهم في أقبية سجونهم".