الوقت- كتب زيمان يسرائيل في تقرير، إن قرار بنيامين نتنياهو صباح الأحد بتأجيل إطلاق سراح 620 أسيراً فلسطينياً كان من المقرر إطلاق سراحهم ضمن اتفاق تبادل الأسرى مع حماس أمس، هو علامة سيئة.
أرجأت "إسرائيل" حاليا إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين إلى حين تأمين إطلاق سراح أسيرين آخرين تم نقلهما إلى حفل إطلاق سراح أسرى آخرين، واتخذ رئيس الوزراء هذا القرار مخالفا لرأي رؤساء الأجهزة الأمنية والعسكرية الذين أكدوا على ضرورة إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين وفقا للاتفاق.
ويأتي هذا القرار في أعقاب إطلاق سراح أربعة أسرى إسرائيليين تم اعتقالهم في السابع من أكتوبر/تشرين الأول واثنين آخرين كانا محتجزين في غزة لنحو عشر سنوات.
في حين من المقرر أن تتم المرحلة النهائية من المرحلة الأولى من هذا الاتفاق الخميس المقبل، وفي إطاره ستسلم حماس جثث 4 إسرائيليين.
وحسب وسائل إعلام عبرية، فإن نتنياهو انتظر على ما يبدو حتى إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين الستة ووصولهم، ثم اتخذ خطوات لتعطيل عملية الاتفاق، وقد فعل ذلك عمداً.
وهذا يدفع الخبراء إلى الاعتقاد بأن الظروف مهيأة لعودة "إسرائيل" إلى الحرب في قطاع غزة، وهي الحرب التي ستحظى هذه المرة أيضاً بدعم وتشجيع الرئيس الأمريكي.
واتخذ نتنياهو هذا القرار بدعم من مجلس الحرب الذي ضم رون ديرمر، ويسرائيل كاتس، وجدعون ساعر، وبتسلئيل سموتريتش، وأعلن أن هذا القرار جاء بسبب الغضب الشديد الذي أصاب "إسرائيل".
وفي هذا الصدد كتب عاموس هرئيل، المحلل السياسي البارز في صحيفة هآرتس، في عددها الصادر الأحد، أن الجيش الإسرائيلي يستعد لغزو وإعادة احتلال قطاع غزة، ويستعد إيال زامير، رئيس الأركان الجديد، الذي سيتولى منصبه بعد عشرة أيام، لإعداد خطط هجومية ضد قطاع غزة، في حين يحاول نتنياهو أيضاً تأجيج هذه القضية من خلال تفاقم الأزمة من خلال القرارات التي اتخذها الليلة الماضية.
وفي هذا الصدد، أعلنت صحيفة "يسرائيل هيوم" في عددها الصادر اليوم نقلاً عن مصادرها الخاصة، أن قرار تعليق الإفراج عن أكثر من 600 أسير فلسطيني هو محاولة لتغيير قواعد اللعبة مع حماس، (القواعد التي رجحت كفة المقاومة، وحماس على وجه الخصوص، بشكل كامل، خلال مراسم تسليم الأسرى الصهاينة للصليب الأحمر، وجعلت إسرائيل خاسرة).
وذكرت الصحيفة العبرية، نقلا عن وزير حضر الاجتماع التشاوري، أن المرحلة الأولى لن تستمر إلا إذا وافقت حماس على مواصلة إطلاق سراح الأسرى.
وزعمت هذه المصادر أن تقديرات القيادة السياسية الإسرائيلية هي أن حماس تريد استمرار عملية التبادل، ومستعدة لتقديم تنازلات في هذا الصدد.
لكن صحيفة "يسرائيل هيوم" أكدت نقلا عن مصادرها أن التجربة أثبتت أن القيادة السياسية الإسرائيلية لديها تاريخ طويل من سوء التقدير فيما يتصل بمواقف حماس.
ولكن إذا رفضت حماس تقديم التنازلات، فمن المتوقع أن تستأنف الحرب خلال أسبوعين (بعد تولي رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد إيال زامير منصبه).
وفي هذا الصدد، أفادت القناة 12 الإسرائيلية، نقلاً عن مسؤول رفيع المستوى في حماس، أنه لن تتم أي محادثات مع "إسرائيل" عبر وسطاء قبل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.
وهذا دفع يائير جولان، زعيم الحزب الديمقراطي الإسرائيلي، إلى تحذير نتنياهو في تغريدة على شبكة إكس (تويتر سابقاً) من أن أبواب الجحيم ستنفتح أمام "إسرائيل".
وكتب في تغريدة: "المماطلة في إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين خرق للاتفاق ويجعل الوضع في الضفة الغربية أكثر خطورة، وهاجم نتنياهو وأعلن أنه لم تتم أي مفاوضات حقيقية بشأن المرحلة الثانية من اتفاق تبادل الأسرى، وليس لدينا أي معلومات عن الأسرى المتبقين".
وقال لنتنياهو: "أقول لك يا بيبي، إذا فشلت في هذا الاتفاق فإن أبواب الجحيم سوف تفتح أمامك".