الوقت- جيورا آيلاند، جنرال متقاعد في الجيش الصهيوني ومصمم الخطة الإجرامية المعروفة باسم "الجنرالات" لقتل وتهجير سكان شمال قطاع غزة بالقوة، والذي سبق له أن اعترف بهزيمة أهداف "إسرائيل"، قال منتقدا عدم تخطيط حكومة نتنياهو لمواصلة الحرب ونقص الأدوات اللازمة لتحقيق الأهداف المرسومة: إن استراتيجية "إسرائيل" في غزة فشلت والضغط العسكري لم ينجح.
وفي مقال جديد لصحيفة يديعوت أحرانوت العبرية انتقد فيه الاستراتيجية العسكرية للكيان الصهيوني في الحرب مع غزة، قال: الضغط العسكري وحده لا يكفي لتحقيق أهداف "إسرائيل" في الحرب.
وأكد هذا الجنرال الصهيوني في مقالته التي تحمل عنوان خلاصات حرب غزة: الضغط العسكري لا يكفي، إن أحد أكبر أخطاء "إسرائيل" هو الترويج للرواية الأمريكية التي تقدم حركة حماس على أنها جماعة "إرهابية" فرضت نفسها على شعب غزة، لكن الحقيقة هي أن حركة حماس، حكومة غزة، أعلنت الحرب على "إسرائيل" في الـ 7 من أكتوبر 2023.
ويذكر في استمرار هذا المقال أنه في الحرب بين الدول، يمكن استخدام خيار الضغط الاقتصادي على العدو، وكان بإمكان "إسرائيل" تشديد الحصار على غزة أكثر، والخطأ الثاني كان فشل "إسرائيل" في استغلال نقاط ضعف العدو وفشلها في إرغام حماس على الاستسلام، وكانت هناك ثلاث طرق يمكن من خلالها تحقيق أهدافنا.
وبينما قام الكيان الصهيوني بتحويل قطاع غزة إلى سجن حقيقي ولا يسمح بدخول المساعدات والضروريات الأساسية لحياة اللاجئين في هذا القطاع، ولم يتوانَ عن ارتكاب أي جريمة قتل وتهجير لأبناء غزة، وقال مصمم خطة الجنرالات: إن العقوبات الاقتصادية التي تثير غضب الشعب هي جوهر الخطة المتضمنة في خطة الجنرالات والتي يتم تنفيذها الآن في شمال غزة؛ ولكن تدريجيا، كما أن دعم حكومة بديلة داخل غزة كان خيارًا آخر رفضته "إسرائيل"، وإن التهديد بخسارة الأراضي أمام الفلسطينيين هو استراتيجية أخرى لم تجربها "إسرائيل" بعد.
وتابع الجنرال الصهيوني المذكور: لقد اختارت "إسرائيل" الاستراتيجيات التقليدية في غزة، والتي ركزت فقط على الضغط العسكري، وهذا خطأ فادح، لأن "إسرائيل" لم تكن تعتقد أن حماس قد أعدت نفسها لمواجهة مثل هذه الضغوط طوال السنوات الخمس عشرة الماضية، لكن الخطأ الثالث الذي ارتكبته "إسرائيل" كان الفشل في إعداد خطة سياسية واضحة لمستقبل غزة بعد الحرب.
طلب جو بايدن، الذي ستنتهي رئاسته الأمريكية قريبا بعد هجوم الـ 7 من تشرين الأول/أكتوبر الذي شنته حماس، من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التحدث عن خططه لمرحلة ما بعد الحرب، لكن نتنياهو لم يعط إجابة واضحة، قائلا إنه عندما عندما نحقق اهدافنا في اليوم التالي للحرب، نتحدث عنها.
وشدد جيورا آيلاند على أن "هذا النوع من المواقف لنتنياهو مهين ويعني أنه لا يملك أي رؤية سياسية لإدارة مرحلة ما بعد الحرب، وسيكون من الأفضل أن يوضح مجلس الوزراء الإسرائيلي موقفه"، كما يتعين على "إسرائيل" أن تكون مستعدة للتحدث مع الدول العربية والغربية التي يمكنها إيجاد بديل سياسي لنزع السلاح الدائم في غزة، إن أكبر خطأ يمكن أن ترتكبه الدول في زمن الحرب هو تحديد الأهداف دون مناقشة جادة ومتعمقة حول الوسائل المناسبة لتحقيقها.
وأضاف: "الذهاب إلى الحرب دون نقاش هادف حول العلاقة بين أهداف الحرب والوسائل المناسبة لتحقيقها هو خطأ تقليدي عبر التاريخ ارتكبته أطراف كثيرة، ويحدث لإسرائيل الآن أيضا"، وفيما يتعلق بالحرب مع حماس، فإن الضغوط العسكرية التي تمارس على هذه الحركة أدت إلى إضعافها إلى حد ما، لكن هذا الضغط لا يكفي لتحقق "إسرائيل" أهدافها الرئيسية في الحرب، وهي إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين من غزة وتدمير حماس، ولذلك تحتاج "إسرائيل" إلى استراتيجية مختلفة تستهدف نقاط ضعف العدو، وإن الفشل في تبني استراتيجية مناسبة يمكن أن يؤدي إلى نتائج غير مؤكدة وإطالة أمد الحرب، دون تحقيق نصر كامل.