الوقت- اسمهم اسم عربي، ومقدموهم يتحدثون العربية، والعديد من موظفيهم وخبرائهم عرب، لكنهم في الواقع يخدمون مصالح الناطقين بالعبرية، هذه هي قصة الشبكات ووسائل الإعلام الناطقة باللغة العربية، والتي بدلًا من الاهتمام بمثل العالم العربي والعالم الإسلامي، خدمت هذه الأيام الصهاينة، قنوات إذاعية وتلفزيونية ليست أولويتها الرأي العام في العالم العربي، بل مصالح أسيادها العبرانيين والغربيين، يلقي هذا التقرير نظرة على بعض وسائل الإعلام في العالم العربي، التي انحنت واستقامت في ذروة الحرب على غزة والمقاومة ضد الاحتلال الصهيوني، نحو قبلة تل أبيب.
تأثير وسائل الإعلام على الرأي العام في العالم العربي
كان لوجود وسائل الإعلام المختلفة في العالم العربي خلال العقد الماضي تأثيرات وعواقب مختلفة على الرأي العام في العالم العربي، وفي الوقت نفسه، لا يمكن التأكيد على أن الرأي العام في العالم العربي يتحرك بشكل كامل وصارم في الاتجاه الذي تريده وسائل الإعلام، وفي هذا الصدد، يرى "كمال حميدو"، الأستاذ المشارك في جامعة قطر ورئيس قسم الاتصال الجماهيري في هذه الجامعة، أن المشاهد العربي على دراية تامة بمشاكل المنطقة ولا ينخدع بالأجواء الإعلامية، لأنه يرى محتوى متحيزاً عقائديًا أو سياسيًا أو ثقافيًا أو يكون دعاية ويرفضونه، وفي هذا الصدد يمكن الإشارة إلى بعض الأمثلة على احتجاجات المواطنين العرب ضد محتوى الإعلام العربي:
تشرين الأول 2024: احتجاجات ضد قناة إم بي سي في العراق / يعد الهجوم الأخير الذي قام به متظاهرون غاضبون على مكتب قناة إم بي سي في بغداد مثالاً على رد الفعل السلبي للرأي العام تجاه بعض التقارير الإعلامية، وقبل يوم واحد من الاحتجاجات، كانت وسيلة الإعلام هذه قد قدمت قادة المقاومة في إيران والعراق على أنهم إرهابيون في تقرير له، وأدى هذا التقرير إلى غضب الرأي العام ضد هذا الإعلام في العراق.
وأفادت تقارير بأن شباناً عراقيين غاضبين أشعلوا النار في مكتب قناة إم بي سي السعودية في بغداد، صباح السبت، بتهمة سب قادة المقاومة، وبعد ذلك قامت دائرة الإعلام والاتصالات العراقية بسحب ترخيص تشغيل قناة إم بي سي السعودية في العراق وأعلنت تعليق نشاطها بعد تقريرها الأخير.
سبتمبر 2023: إلغاء ترخيص شبكة العربية للعمل في الجزائر/ ألغت الجزائر ترخيص شبكة العربية الإخبارية السعودية في هذا البلد لتشويه أخبار هجمات الكيان الصهيوني على غزة ولبنان، وأكدت وسائل إعلام جزائرية أن قناة العربية بذلت كل جهودها خلال العام الماضي لنشر أخبار الحرب في غزة ولبنان بشكل يؤدي إلى إضعاف معنويات الفلسطينيين واللبنانيين.
سبتمبر 2019: تونسيون يحتجون على تقرير قناة العربية / احتجت نقابة الصحفيين التونسيين بشدة على تقرير قناتين سعوديتين العربية والعربية الحدث، وقالت النقابة المذكورة: "نطالب قناتي العربية والعربية الحدث وجميع المؤسسات الإعلامية التي نقلت عنهما إزالة التقرير المنشور بتاريخ 3 سبتمبر 2019 عن منطقة الذهيبة الحدودية على الحدود مع ليبيا. وعرضت العربية في هذا التقرير هذه المنطقة باعتبارها القاعدة الأساسية لداعش في تونس واحتلال الأهالي هناك عن طريق التهريب، وأكدت هذه النقابة أن تقرير العربية يحتوي على معلومات مغلوطة تضر بطبيعة العمل الإخباري.
صمت الشبكات العربية عن قتل الفلسطينيين
من ناحية أخرى، واجه الصمت الداعم لبعض الشبكات العربية تجاه تطورات غزة، احتجاج الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة، وأدانت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة، في بيان لها، ما قامت به بعض القنوات العربية من قتل الفلسطينيين ووصفته بأنه مخزٍ ومشين، وأضافت إن قيام بعض القنوات الفضائية العربية ببث روايات مشكوك فيها يخدم برامج العدو الصهيوني، وجاء في بيان الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة: "إن إعطاء مساحة واسعة لمجرمي الحرب الصهاينة والشخصيات العربية المناهضة للمقاومة لترويج أكاذيبهم ومنع الأصوات التي تعبر عن الضمير الحي للأمة من الانتشار هو في الواقع طعنة في الظهر للشعبين الفلسطيني واللبناني في المعركة وخدمة لحرب الإبادة ضدهما، وواصل البيان: "إن التظاهر بالحياد أمام عمليات القتل غير المسبوقة التي يقوم بها العدو الصهيوني في الأراضي العربية ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني هو أمر مخزٍ ومؤلم لبعض القنوات العربية".
القنوات الإخبارية المثيرة للجدل في العالم العربي
تجدر الإشارة إلى أن العديد من وسائل الإعلام المثيرة للجدل في العالم العربي هي في الواقع وسائل إعلام تعتمد على أفراد أو مجموعات قريبة من الغرب من حيث الموارد المالية، وفي هذا الصدد، يرى خبير إعلامي في طهران أن وسائل الإعلام في العالم العربي بشكل عام تتبع سياسة أصحابها، ما يعني أن موضوع التمحور حول الجمهور والمبادئ المهنية في هذه وسائل الإعلام يتأثر بأصحابها، ولذلك تجدر الإشارة إلى أن وسائل الإعلام الوطنية هي وسائل الإعلام الرسمية لتلك الدولة، لذا فهي تخضع لسياسات أصحابها، وفي هذه الأثناء، ولأنه في الدول العربية فإن الملوك والسلاطين والأمراء والرؤساء هم المسؤولون مدى الحياة، لذلك يعتبر الإعلام تابعاً لسياسة هذه الدول:
• شبكة ABS (شبكة خدمات الإذاعة العربية): 16 عاماً من الخبرة - المؤسس والمالك: الإعلامي الأردني محمد العجلوني المنتسب إلى العائلة المالكة الأردنية.
• الحرة: قناة تلفزيونية فضائية باللغة العربية مملوكة للحكومة الأمريكية - انطلقت عام 2004 / مهمة رسمية معلنة: الحد من المشاعر المعادية لأمريكا في المنطقة والتأثير على الرأي العام العربي / المؤسس: نورمان باتيز (توفي 2022)
• آرا نيوز: وسيلة إعلام باللغة العربية مقرها هولندا / انطلقت عام 2013 في ذروة الحرب الأهلية السورية / التوجه: ضد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا وضد جماعات المقاومة الأخرى / المؤسس والمحرر: أديب عبد المجيد ، كردي سوري فر من سوريا ولاجئ في هولندا.
• بنا: وكالة أنباء البحرين الرسمية / صدرت: 1976 / إعداد تقارير وأخبار ضد الشيعة والحراك الثوري في البحرين.
• وكالة أبا للأنباء: وسائل إعلام مرتبطة بهيئة تحرير الشام الإرهابية في سوريا / تاريخ الانطلاق: 2017 / المهمة: إعداد تقارير عن الأنشطة الإرهابية لهيئة تحرير الشام في سوريا مثل هجماتها وعملياتها العسكرية مع قوات الكيان بهدف الإطاحة بالحكومة المركزية للرئيس بشار الأسد.
• وكالة أنباء الشرق الأوسط : وسائل إعلام تابعة للحكومة المصرية / تاريخ الانطلاقة : 1955 / في أعقاب السياسات العلمانية للحكومة المصرية.
• وكالة سمارت للأنباء: وكالة أنباء مملوكة للفريق الثوري السوري وأكبر شبكة إعلامية معارضة لحكومة دمشق / انطلقت: 2013 / حصلت على منحة بقيمة 129 ألف يورو من المؤسسة الأوروبية للديمقراطية ومقرها بروكسل في عام 2014
• MBC: مركز إذاعة الشرق الأوسط (العربية: مركز الشرق الأوسط) ويختصر بـ MBC باللغة الإنجليزية: المالك: شركة الإعلام السعودي عبر الأقمار الصناعية/ الانطلاقة: 1991 في لندن ونقل المقر الرئيسي إلى دبي في 2002/ لديها أكثر من 2000 موظف/ المهمة: الإنتاج من الأفلام والمسرحيات والموسيقى بما يتماشى مع تطبيع الثقافة الغربية في المجتمع العربي.
• العربية: وكالة أنباء عربية مقرها الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية وتتبع حكومة هذا البلد / تاريخ الإطلاق: 2003 / رأس مال الإطلاق الأولي: 300 مليون دولار.
• الحدث: قناة إخبارية سعودية تركز على الأحداث السياسية / الانطلاق: 2012 / المهمة: متابعة التقارير المستندة إلى السياسة الخارجية الرسمية للمملكة العربية السعودية.