الوقت- تحول التستر وراء مصطلح الفشل الدولي غطاء يعطي الاحتلال الصهيوني الضوء الأخضر لمزيد من جرائم الإبادة من خلال استراتيجية فاشية ممنهجة يمارسها الاحتلال الصهيوني في شمال غزة بدءاً من التجويع والتعطيش وضرب مراكز إيواء النازحين إلى الإبادة والتهجير، فقد شددت قوات الاحتلال الصهيوني مؤخراً حصارها على جباليا، أكبر المخيمات الثمانية القديمة في القطاع، وطوقته بإرسال دبابات إلى بلدتَي بيت حانون وبيت لاهيا القريبتين وإصدار أوامر إخلاء للسكان، وحسب مسؤولين في القطاع الطبي، فإن القوات الإسرائيلية تقصف المنازل وتحاصر المستشفيات وتمنع دخول الإمدادات الطبية والغذائية لإجبار السكان على مغادرة المخيم.
من الجدير بالذكر، أنه ومنذ الـ 6 من تشرين الأول/أكتوبر، اتخذ جيش الاحتلال الإسرائيلي تدابير تجعل الحياة في شمال غزة مستحيلة بالنسبة للفلسطينيين بينما أمر مرارا وتكرارا بتهجير محافظة شمال غزة بأكملها.
استنكاراً للصمت العربي
وكانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" قد استنكرت في بيان لها، الصمت العربي والعجز الدولي إزاء المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني بشمال قطاع غزة، معتبرة أن هذا الموقف شجّع تل أبيب على مواصلة مجازرها لإفراغ هذه المنطقة من سكانها.
وشدّدت حماس، على أن "العدو الصهيوني المجرم يسابق الزمن في مجازره وفظائعه التي يرتكبها على مدار الساعة بحق شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وآخرها القصف الهمجي والعشوائي الليلة وارتكابه مجزرة وحشية استهدفت مربعًا سكنيًا مكتظًا بالسكان والنازحين الآمنين في منطقة مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة، ما أدى في حصيلةٍ أولية إلى ارتقاء عشرات الشهداء والجرحى".
ودعت حماس، "الدول العربية والإسلامية والأمم المتحدة والجهات الدولية المعنية كافة إلى التحرك الفاعل، لوقف هذه المحرقة التي يرتكبها النازيون الجدد، والتي سيكون لها تداعيات كبيرة على أمن المنطقة".
بدوره، قال المكتب الإعلامي في قطاع غزة: إن جيش الاحتلال يواصل "حرب تطهير عرقية واستئصال وإبادة بشكل واضح، وهذه المرة في مشروع بيت لاهيا بمحافظة شمال قطاع غزة حيث ارتكب مجزرة مروعة راح ضحيتها حتى الآن 73 شهيدًا وعشرات الجرحى والمفقودين غالبيتهم من الأطفال والنساء، وذلك بعد قصف مربعات سكنية مكتظة بالسكان الآمنين".
مكتب حقوق الإنسان قلق.. لكن لا حول ولا قوة!
في سياق الإجرام الصهيوني المستمر أعرب مكتب حقوق الإنسان عن القلق إزاء الهجمات الإسرائيلية المتواصلة في شمال غزة حيث عبر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أنه يشعر بقلق متزايد من أن الطريقة التي يدير بها الجيش الإسرائيلي الأعمال العدائية في شمال غزة، إلى جانب التدخل غير القانوني في المساعدات الإنسانية والأوامر التي تؤدي إلى النزوح القسري، قد تتسبب في تدمير السكان الفلسطينيين في شمال غزة من خلال الموت والنزوح، "وهذا هو الحال بشكل خاص حول جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون".
وقال المكتب الأممي، في بيان: إن السلطات الإسرائيلية منعت دخول جميع الإمدادات الأساسية إلى شمال غزة في الفترة بين الـ 1 والـ 14 من تشرين الأول/أكتوبر، الأمر الذي فاقم الوضع المتدهور بالفعل، حيث تضاءلت إمدادات الغذاء والوقود إلى الشمال، ما جعل شبح المجاعة يخيم على الكثيرين، وبعد الـ 15 من تشرين/ الأول أكتوبر، يبدو أن كمية رمزية من المساعدات دخلت الشمال، لكن هذا لا يتناسب مع احتياجات السكان، وفقا لمكتب حقوق الإنسان.
وبينما طالب جيش الاحتلال الإسرائيلي جميع المدنيين بمغادرة شمال غزة، "فقد استمر في قصف المنطقة ومهاجمتها بشراسة، وخاصة في مخيم جباليا وما حوله، وقد جعلت هذه الهجمات من فرار المدنيين أمرا بالغ الخطورة".
وأوضح مكتب حقوق الإنسان أنه تلقى تقارير على مدى الأسابيع الماضية عن استهداف الفلسطينيين أثناء فرارهم، كما أعرب العديد من الفلسطينيين في الشمال عن مخاوفهم من أنه إذا فروا؛ فلن يُسمح لهم أبدا بالعودة إلى منازلهم في شمال غزة.
كما دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلية المباني السكنية وهاجمت المدارس التي تستخدم كملاجئ، ما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا المدنيين وقلّص المأوى المتاح مع اقتراب فصل الشتاء.
وأسفرت إحدى الغارات على مبنى سكني في بيت لاهيا في الـ19 من تشرين الأول/ أكتوبر عن مقتل 87 فلسطينيا على الأقل وفقا لوزارة الصحة في غزة، "وتماشيا مع الاتجاه السائد في هذا التصعيد، يبدو أن العديد من الضحايا من الأطفال والنساء".
منع وصول البعثات الإنسانية
في سياق منع وصول البعثات الإنسانية و المساعدات، قال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأونروا: إن سلطات الاحتلال الإسرائيلية تواصل منع البعثات الإنسانية من الوصول إلى شمال غزة بالإمدادات الضرورية بما فيها الأدوية والطعام للأشخاص المحاصرين.
وأوضح لازاريني – في منشور على موقع إكس – أن المستشفيات تعرضت للقصف وتركت من دون كهرباء، بينما ترك المصابون بلا رعاية، مضيفا إن الملاجئ المتبقية للأونروا مزدحمة بشكل كبير، لدرجة أن بعض النازحين أصبحوا مضطرين للعيش في المراحيض، حسبما قال.
وأشار إلى التقارير التي أفادت بأن الناس الذين يحاولون الفرار يقتلون وتُترك جثثهم في الشوارع، بينما تمنع البعثات التي تهدف إلى إنقاذ الأشخاص من تحت الأنقاض.
وشدد لازاريني على ضرورة أن تتمكن الوكالات الإنسانية، بما فيها الأونروا، من الوصول إلى شمال غزة، منبها إلى أن منع المساعدات الإنسانية واستخدامها كسلاح لتحقيق أغراض عسكرية هو علامة على مدى "تدني البوصلة الأخلاقية".
وأضاف: "يجب أن تصل المساعدة إلى كل محتاج في غزة: المدنيون، بمن فيهم الأطفال والرهائن، لا ينبغي لأحد أن يتسول من أجل تقديم المساعدة أو الحصول عليها، وقف إطلاق النار هو بداية لوضع حد لهذا الكابوس الذي لا ينتهي".
ختام القول
بات الاحتلال الصهيوني اليوم ينفذ الإبادة الجماعية بأوضح صورة على مسمع ومرأى العالم من حصار وتجويع وتهجير وتدمير ونسف للمباني وقصف بالطيران واستهداف لجميع المراكز الصحية وارتكاب المجازر، التي كان آخرها، ما حصل في مشروع بيت لاهيا، ويجبر الفلسطينيين في الشمال على النزوح تحت القصف أو القتل الفردي والجماعي في ظل صمت دولي مطبق، وأما الصمت العربي فحدث ولا حرج!!