الوقت- حاول جنود الصهاينة جاهدين التقدم من شمال وشمال شرق الأراضي المحتلة باتجاه المستوطنات في الجنوب اللبناني، إلا أنهم قوبلوا برد فعل ساحق من حزب الله، وتشير آخر الأخبار من الحدود الجنوبية للبنان ومن شمال وشمال شرق الأراضي المحتلة إلى استمرار الاشتباكات بين مقاومي حزب الله والقوات الصهيونية، وحتى الآن محاولة الاحتلال دخول بلدة جهان واحتلالها قوبل برد حاسم.
وأشار مصدر ميداني يتابع تطورات الحدود الجنوبية عن كثب إلى تفاصيل الاشتباكات في بلدة العديسة، وقال: "معظم الاشتباكات تدور في شرق البلدة ولم يتمكن الصهاينة من الوصول إلى هذه المنطقة رغم الدعم المدفعي والجوي المكثف واحتلال الأراضي المحتلة على طول الحدود مع الشمال الشرقي".
وذكر هذا المصدر الميداني أن الصهاينة واجهوا مقاومة مقاتلي هذا المحور، وأضاف: "حاولت قوات الكيان الصهيوني في البداية التقدم من اتجاه بلدية العديسة، إلا أن انفجاراً كبيراً أدى إلى مقتل وإصابة عدد كبير منهم في هذه المنطقة، وسرعان ما اضطروا إلى التراجع".
واعتبر مصدر ميداني يتابع الأحداث بالقرب من الحدود الجنوبية للبنان، أن الفخاخ المتفجرة أحد أسباب توقف قوات الكيان الصهيوني، وقال: "بالإضافة إلى استهداف الجنود الصهاينة في خطوط النزاع، استهدفت وحدة مدفعية حزب الله المكان وتعرضت قوات الكيان في بلدتي يوفال وجلادي المسؤولة عن الدعم لإطلاق نار كثيف".
وأشار مصدر ميداني إلى سبب القصف المدفعي العنيف على بلدتي يوفال وجلادي الصهيونيتين، وقال: "إن هاتين البلدتين تعتبران نقطة الوصل بين مدينتي كريات شمونه والمطلة وهذا الوضع تفاقم، وزادت أهمية عمليات حزب الله الصهيوني في الأيام الماضية حيث تعرض الصهاينة لنيران كثيفة على هذا المحور وتلقوا ضربات قاتلة في كمائن دقيقة وجرح وقتل العشرات من قواتهم".
وحسب المعلومات التي قدمها المصدر الميداني، فقد تم نقل العشرات من القوات الصهيونية الذين أصيبوا في هذا المحور إلى مستشفى رمبام في مدينة حيفا المحتلة، ولا تزال مطاردة قوات الاحتلال مستمرة في هذه المناطق، وحتى الآن على الأقل تم استهداف وتدمير 6 دبابات لجيش العصابات الإجرامية في الضواحي. وأشار مصدر ميداني من الحدود الجنوبية للبنان إلى الاشتباكات على الجبهة الشمالية، وقال: "سقط قتلى صهاينة في جنوب منطقة يارون ومارون الراس ويتعرضون لنيران كثيفة من وحدات حزب الله والخطوط المساندة لها موجودة في الضواحي، بما في ذلك المحور وقد تم استهداف منطقة خلة عبير بشكل مكثف".
وذكر أن مقاتلي حزب الله استهدفوا بنجاح التجمع الصهيوني في محور خلة عبير (جنوب غرب منطقة يارون) وسقط عدد منهم بين قتيل وجريح، مضيفا: "كما حاولت قوات الكيان أمس مهاجمة المحور الجنوبي الغربي على بلدة يارون جنوب مارون الراس ولقد ثبتوا مواقعهم ونشروا الصور وأعلنوا احتلال عشرات البلدات في جنوب لبنان بكذبة واضحة، لكن لم يمض وقت طويل حتى وقعوا في كمائن متفجرة وأجبروا على التراجع بسبب عملية مقاتلي حزب الله".
وحسب بعض وسائل الاعلام، فقد قُتل وجُرح خلال هذا الكمين والعملية الهجومية الدقيقة التي نفذها مقاتلو مقاومة حزب الله، 20 جندياً صهيونياً بينهم عدد من الضباط والقادة الكبار، وتمكنت قوات الكيان الأخرى من الفرار من المنطقة بدعم من مدفعية الكيان الصهيوني.
ويخوض كل من حزب الله والجيش الإسرائيلي معارك كرّ وفرّ في المنطقة الحدودية في جنوب لبنان، حيث يحاول الجيش التوغل داخل الأراضي اللبنانية، ونشر صوراً قال إنها التقطت هناك لجنوده يسيرون في قرية حدودية، فيما أعلن الحزب عن أن مقاتليه يصدون الهجوم الإسرائيلي، ويطلقون الصواريخ والمسيرات باتجاه أهداف في العمق.
وأعلن «حزب الله»، في بيان، أنه «لدى محاولة قوة من جنود العدو الإسرائيلي التسلل باتجاه خلة شعيب في بليدا، استهدفها مجاهدو المقاومة الإسلامية الأحد بقذائف المدفعية، فأُجبرت على التراجع وأوقعوا فيها إصابات مؤكدة»، كما أعلن عن قصف «تجمعات لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة المنارة ومحيطها بصلية صاروخية كبيرة»، واستهداف تحرك للجنود قرب المنطقة، فضلاً عن استهداف تجمع آخر في موقع بياض بليدا بقذائف المدفعية.
وتتبع القوات الإسرائيلية سياسة الأرض المحروقة في القرى الحدودية، بعمق يصل إلى 7 كيلومترات داخل الأراضي اللبنانية، حيث نفذت عشرات الضربات الجوية، بالتزامن مع قصف مدفعي متواصل يشمل جميع القرى الواقعة إلى جانب الحدود، ولم تتوقف مدفعية الجيش الإسرائيلي عن قصف كفركلا وأطراف برج الملوك والخيام، كما أغارت طائراته على الخيام وكفركلا، فضلاً عن استهداف الكورنيش البحري في الغازية، وشنّ سلسلة غارات مستهدفاً بلدة جبشيت، وأطراف بلدتي زفتا وميفدون في قضاء النبطية
وتزامن التصعيد الجوي في الجنوب، مع تصعيد مماثل في ضاحية بيروت الجنوبية، شهد فجر الأحد ذروته، ونفذ قصفاً وُصف بـ«الأعنف»، وشمل طريق المطار القديم، ومحيط برج البراجنة ومنطقة الليلكي، ومنطقة صفير وحي الأميركان والمريجة والغبيري والشويفات والعمروسية، واستُهدفت الضاحية منذ فجر الأحد بأكثر من 25 غارة، سُمعت أصداؤها في بيروت وغطّت سحب الدخان الأسود أرجاء الضاحية كافة.
وعلى طريق المطار، استُهدف مبنى فيه مستودع للمستلزمات الطبية، وقد اندلعت النيران فيه، وسُمعت أصوات مدوية بسبب وجود قوارير أكسجين بكمية كبيرة، كما استهدفت محطة للمحروقات أيضاً على طريق المطار القديمة، وقد تطايرت شظايا الصواريخ على المنطقة المحيطة بالضاحية، ولم تتمكن فرق الإسعاف والدفاع المدني من الدخول إليها بسبب نشاط الطيران المسير الذي يستهدف كل من يدخل الضاحية.
التهجير الإسرائيلي يفاقم أزمة النزوح في لبنان
وسع جيش الاحتلال نطاق "مخطط التهجير" من غزة إلى لبنان، حيث طالب سكان أكثر من 30 قرية جنوبية بالإخلاء الفوري والتوجه شمالا، ونشر جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، بيانًا عسكريًا حذر من خلاله نحو 30 قرية في الجنوب اللبناني والتوجه إلى شمال نهر الأولي، بضرورة الإخلاء بزعم الحفاظ على سلامتهم، وقال أدرعي في بيانه العسكري: "كل من يتواجد بالقرب من عناصر حزب الله ومنشآته ووسائله القتالية، يعرض حياته للخطر، أي بيت يستخدمه حزب الله لحاجاته العسكرية من المتوقع استهدافه".
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي، طلب الثلاثاء الماضي، من سكان جنوب لبنان إخلاء حوالي ثلاثين قرية "فورًا"، مع إعلانه بدء التوغل البري في المنطقة، وأصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوم الأربعاء الماضي، أوامر بالإخلاء لسكان 24 قرية في جنوب لبنان، وذلك بعد أول اشتباك بري مع مقاتلين من "حزب الله"، وفي منتصف شهر سبتمبر المنصرم، ألقى الاحتلال منشورات على مناطق في جنوب لبنان، القريبة من الحدود الشمالية مع "إسرائيل"، تطالب السكان بإخلاء منازلهم ومغادرة المنطقة.
وفي الأيام القليلة الماضية، نشر جيش الاحتلال بشكل دوري خرائط للضاحية الجنوبية لبيروت تشير إلى ما قال إنها منشآت لحزب الله، وأمرت الأشخاص الذين يعيشون في دائرة نصف قطرها 500 متر بإخلاء المنطقة. ومنذ أن صعد جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على لبنان في الـ 16 من سبتمبر، استشهد أكثر من 1300 شخص، ونزح نحو 1.2 مليون شخص.
وكان لبنان قد شهد الإثنين الـ23 من سبتمبر الماضي، يوما داميًا بفعل القصف الإسرائيلي الكثيف، وسجلت عدة مناطق لبنانية، حركة نزوح واسعة نحو بلدات مجاورة، في وقت قدرت فيه مصادر لبنانية، أعداد النازحين باتجاه بيروت، بنحو 300 ألف، تحركوا في وقت واحد، ما تسبب في اختناق مروري على طول الشريط الساحلي. وشملت تلك الموجة غير المسبوقة، قرى وبلدات في الخطوط الثانية والخلفية للمواجهة، مثل بنت جبيل ومرجعيون، وحاصبيا والنبطية وصور والزهراني، وصولًا إلى البلدات المحيطة بمدينة صيدا، التي تعتبر بوابة العبور إلى الجنوب.