الوقت- لقد مر حوالي 11 شهراً على انتشار الأسطول البحري الأمريكي في البحر الأحمر وبالقرب من الساحل اليمني، و8 أشهر على بدء الغارات الجوية التي تشنها هذه الدولة برفقة البريطانيين على مناطق في اليمن.
بعد وقت قصير من عملية طوفان الأقصى والاجتياح الغاشم للكيان الصهيوني لقطاع غزة، هاجمت الوحدة البحرية اليمنية التابعة لأنصار الله الطريق التجاري البحري للكيان الصهيوني من ميناء إيلات إلى مضيق باب المندب الاستراتيجي، وفي الوقت نفسه، نفذت وحدة الصواريخ والطائرات المسيرة التابعة للجيش اليمني هجمات عنيفة على الأراضي المحتلة، تركزت على ميناء إيلات.
في البداية، هاجم المقاتلون اليمنيون فقط السفن التجارية الإسرائيلية، ولكن مع التدخل المباشر لبعض الدول الغربية مثل أمريكا وإنجلترا وفرنسا في دعم الكيان الصهيوني، تم أيضًا إدراج ناقلات النفط وسفن الحاويات التابعة لهذه الدول في قائمة الأهداف، وتمت إضافة الصواريخ والطائرات دون طيار والقوارب الانتحارية اليمنية المضادة للسفن.
خيبة أمل أمريكا في التصدي الفعال لهجمات اليمن على "إسرائيل"
ومنذ نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2023، ارتفع عدد السفن الأمريكية في البحر الأحمر وخليج عدن تدريجياً مع اشتداد هجمات الجيش اليمني على الأراضي المحتلة والسفن التجارية الإسرائيلية، ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني، طلب الأمريكيون من حلفائهم الأوروبيين مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإسبانيا وغيرها المساعدة وتشكيل تحالف بحري ضد اليمن، وكان لجزء من أسطول التحالف في شمال البحر الأحمر مهمة اعتراض صواريخ كروز وطائرات مسيرة انتحارية أطلقت من اليمن باتجاه ميناء إيلات، كما تم تكليف غالبية الأسطول بمرافقة السفن التجارية في طريقها إلى البحر الأحمر عبر مضيق باب المندب.
صاروخ تنكيل الباليستي المضاد للسفن تابع للجيش اليمني
ورغم كل هذه الإجراءات، تعرضت العشرات من السفن التجارية التابعة للكيان الصهيوني ودول التدخل الغربي لهجمات من الجيش اليمني؛ وفي عدة حالات، ضربت طائرات دون طيار وصواريخ كروز يمنية ميناء إيلات وحتى مدينة تل أبيب من خلال المرور عبر حاجز الدفاع متعدد الطبقات للأسطول الغربي والدفاع الإسرائيلي.
بدأت القوات الجوية الأمريكية بإرسال طائرات الاستطلاع دون طيار MQ-9 Reaper الحديثة إلى السواحل وحتى عمق الأراضي اليمنية من أجل اكتشاف مواقع إطلاق الصواريخ والطائرات دون طيار اليمنية وتخفيف الضغط على الأسطول الغربي والدفاع الجوي الصهيوني، لكن قوات الدفاع اليمنية أسقطت ما لا يقل عن 9 من هذه الطائرات الأمريكية الباهظة الثمن.
وخلال 3 أيام فقط تم إسقاط طائرتين أمريكيتين دون طيار من طراز MQ-9 في سماء محافظتي مأرب وصعدة، وهو ما يظهر فشل الإستراتيجية الأمريكية في التحديد الدقيق للقوة الصاروخية للجيش اليمني ومواجهته بشكل مباشر.
800 صاروخ أمريكي أطلقوا عبثاً على اليمن!
وفي الأيام الأولى من عام 2024، بدأت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة هجماتهما الجوية على الأراضي اليمنية؛ ونفذت مقاتلات إف 18 الأمريكية وطائرات تايفون البريطانية مئات الطلعات الجوية وإطلاق الصواريخ والقنابل الجوية بشكل جماعي لإضعاف إرادة الأمة اليمنية في مواصلة دعم الشعب الفلسطيني المظلوم.
لكن النتيجة كانت مخيبة للآمال بالنسبة لتحالف المعتدي الغربي؛ ومن المثير للاهتمام أن عدد السفن الإسرائيلية والغربية المستهدفة ارتفع بعد هذه الفترة من الغارات الجوية على اليمن، وقررت العديد من شركات الشحن الغربية الكبرى التوقف تمامًا عن عبور البحر الأحمر وباب المندب، والطريق البديل إلى جنوب القارة الأفريقية، واختاروا كيب أوميدنيك، الذي جعل طريق الشحن أطول بأسبوعين وتضاعف تكاليفه تقريبًا، ووفقاً لصحيفة بوليتيكو، نقلاً عن مسؤول عسكري أمريكي، أطلق الجيش الأمريكي مئات الصواريخ في الأشهر الأخيرة لمواجهة هجمات أنصار الله في اليمن، ما أدى إلى تكاليف باهظة ونتائج فعالة قليلة للغاية.
ووفقاً للتقرير المنشور، في الفترة من نوفمبر/تشرين الثاني 2023 إلى أغسطس/آب 2024، أطلق أسطول حاملات الطائرات "أيزنهاور" (بما في ذلك عدة مدمرات وحاملة طائرات) 135 صاروخ كروز طويل المدى من طراز "توماهوك" بسعر 2 مليون دولار لكل طلقة على أهداف في اليمن؛ ولم يقدم المسؤولون الأمريكيون الرسميون ولا الخبراء العسكريون الغربيون أو المحايدون حتى الآن أي دليل على فعالية هذه الطلقات وتدمير أهداف مهمة في اليمن.
كما أطلقت المدمرات في الأسطول الأمريكي 155 صاروخا من عائلة SM-2 من صواريخ الدفاع القياسية على الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز اليمنية المضادة للسفن والطائرات الانتحارية دون طيار، ويبلغ سعر كل صاروخ من هذا الكيان حوالي 4 ملايين دولار، كما أطلقت مقاتلات إف-18 سوبر هورنت من حاملة الطائرات أيزنهاور 60 طلقة من صواريخ جو-جو من نوع سايدويندر أو أمرام (بسعر يقارب 2 مليون دولار) على الصواريخ اليمنية و420 طلقة من الصواريخ الجو-جو. واستخدموا قنابل موجهة ضد الصواريخ اليمنية
وكانت هذه هي التكلفة المباشرة الوحيدة لإطلاق الأسلحة الأمريكية، وملايين الدولارات من التكاليف اليومية للأسطول الأمريكي في البحر الأحمر، وتكاليف تحليق الطائرات الأمريكية، والأضرار الجسيمة الناجمة عن إسقاط 9 طائرات دون طيار من طراز ريبر (بتكلفة) (حوالي 100 مليون دولار)، وكذلك تكاليف باهظة، أما الدول الغربية الأخرى في التحالف، والتي لا تتوافر تفاصيل عنها، فلم تتمكن من التعامل بفعالية مع هجمات الجيش اليمني، وتقريباً كل من التحالف الغربي والقوات المسلحة اليمنية، ولا أمل للكيان الصهيوني في تأمين أمنهم وإنهاء هجمات الجيش اليمني.