الوقت - أفادت مصادر فلسطينية بأن متضامنة أمريكية استشهدت برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في بلدة بيتا جنوب نابلس خلال احتجاجات ضد التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية يوم الجمعة.
فقد أعلن مدير مستشفى رفيديا الحكومي في نابلس استشهاد المتضامنة الأمريكية من أصول تركية عائشة نور إزغي أيغي (26 عاما).
وأوضح مدير المستشفى فؤاد نافعة أن المتضامنة "وصلت إلى المستشفى بعد إصابتها بالرصاص الحي في الرأس، مع خروج لأنسجة الدماغ، مشيرا إلى أن الطواقم الطبية قدمت لها إنعاشا للقلب والرئتين لدقائق، لكنها استشهدت متأثرة بإصابتها الحرجة.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال قمعت مسيرة بيتا، ما أسفر عن اندلاع مواجهات أطلقت خلالها الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع صوب المشاركين، وأدى ذلك إلى إصابة المتضامنة بالرصاص الحي في الرأس، وشاب آخر (18 عاما) بشظايا الرصاص الحي في الفخذ.
من جانبها، أعربت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان عن إدانتها "بأشد العبارات، الجريمة التي ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني"، وعدّتها "امتدادا لجرائم الاحتلال المتعمدة بحق المتضامنين الأجانب مع شعبنا الفلسطيني، والتي راح ضحيتها العشرات منهم، لعل أبرزهم المتضامنة راشيل كوري التي سحقت تحت جنازير دبابات الاحتلال عام 2003″.
فيما تساءل عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق "هل ستتحرك الإدارة الأمريكية ورئيسها بايدن لمحاسبة القتلة ومحاكمتهم أم إن الدماء الأمريكية تتمايز إن كانت داعمة للاحتلال أم متضامنة مع شعبنا؟".
كما قالت حركة الجهاد الإسلامي إن "إقدام العدو على قتل الناشطة الأمريكية جريمة حرب تضاف للجرائم التي يرتكبها أمام العالم"، وأضافت إن "صمت الإدارة الأمريكية على جرائم الاحتلال يضعها في شراكة كاملة معه".
وأضاف البيان إن "حكومة المتطرفين الصهاينة وجيشها الإرهابي، تسعى من خلال هذه الجرائم لإرهاب وقمع كل صوت ينادي بحرية شعبنا الفلسطيني، أو يتضامن معه".
وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية إنها تدين "جريمة الإعدام التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق المتضامنة الأمريكية في نابلس".
من جهته، قال محافظ نابلس غسان دغلس إن "إسرائيل" وحكومتها تتحملان المسؤولية عن قتل متضامنين أجانب على أرض فلسطين.
وفي تصريحات لوكالة الأناضول التركية، قال دغلس "نقول للرئيس الأمريكي إن إسرائيل لا تفرق بين طفل ولا شيخ وتقتل المتضامنين الأجانب، ومن بينهم الأمريكيون".
وتابع "إسرائيل تقتل المتضامنين الأمريكيين في فلسطين بالسلاح الذي تقدمه حكومة الولايات المتحدة لها".
كما أدانت الخارجية التركية قتل المتضامنة -التي قالت إنها "ناشطة تركية"- على يد جيش الاحتلال، وقالت إن "الحكومة الإسرائيلية تحاول ترويع كل من يقدم الدعم للفلسطينيين".
وفي وقت لاحق، أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن إدانته لمقتل الناشطة الأمريكية التركية على يد القوات الإسرائيلية بنابلس، وقال إن ما حدث هو "تدخل همجي إسرائيلي ضد احتجاج مدني".
فيما أعلن رئيس هيئة مقاومة الاستيطان مؤيد شعبان في بيان أن "إسرائيل تريد إيصال رسالة تهديد بالرصاص والدماء لكل من يفكر في أن يتضامن مع فلسطين.
وكذلك، أدانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قتل الناشطة الأمريكية، وقالت إنها "جريمة تعيد إلى الأذهان سلسلة طويلة من الجرائم التي ارتكبها الاحتلال بحق المتضامنين الدوليين".
وأضافت إن الاحتلال يواصل استهداف "كل من يقف إلى جانب الحق ويدافع عن أبناء شعبنا، ما يدلل مجددا على أن هذا الكيان يشكل خطرا على الإنسانية جمعاء، وليس فقط على الشعب الفلسطيني".
من جهتها، دانت وزارة الخارجية القطرية اغتيال الاحتلال الإسرائيلي المواطنة الأمريكية التركية خلال مشاركتها بمظاهرة سلمية في نابلس.
وأشارت المصادر إلى أن المتضامنة تحمل الجنسية الأمريكية، وهي من أصول تركية، وتتطوع ضمن حملة "فزعة" لدعم وحماية المزارعين الفلسطينيين من انتهاكات الاحتلال والمستوطنين.
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إنه يحقق في "ادعاء مقتل مواطنة أجنبية بإطلاق نار في الضفة الغربية".
أما الخارجية الأمريكية فقالت إنها "على علم بمقتل المواطنة الأمريكية بالضفة الغربية، وبصدد جمع مزيد من المعلومات عن الملابسات".
وكذلك، قال السفير الأمريكي لدى إسرائيل جاك لو "نعمل على جمع مزيد من المعلومات بشأن ظروف وفاة المواطنة الأمريكية في الضفة".
وتوالت الإدانات من فلسطين وتركيا وقطر لمقتل المتضامنة، مع التذكير باستهدافات سابقة مماثلة للناشطين الأجانب من قبل الاحتلال.
وكانت الولايات المتحدة أعلنت أنها تسعى "بشكل عاجل" للحصول على معلومات عن مقتل مواطنتها بالضفة الغربية، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر: "نقدم أعمق تعازينا لعائلتها وأحبائها، نحن نجمع بشكل عاجل المزيد من المعلومات عن ظروف وفاتها وسيكون لدينا المزيد لنقوله عندما نعرف المزيد".
وحدد هوية المرأة على أنها عائشة نور إزغي ووصف مقتلها بأنه "مأساوي"، من دون تحديد المسؤولية في ذلك على الفور.
بدوره، أعرب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن أسفه للحادثة، ووعد بـ"اتخاذ إجراءات حسب الضرورة"، وقال بلينكن أثناء وجوده في جمهورية الدومينيكان: "نأسف لهذه الخسارة المأساوية"، مقدما "أعمق تعازيه" لأسرة عائشة.
على المقلب الآخر دعت عائلة الناشطة الأمريكية التركية التي قتلت برصاص القوات الإسرائيلية بالضفة الغربية لإجراء تحقيق مستقل في وفاتها، قائلة إن التحقيق الذي تجريه "إسرائيل" لن يكون كافيا.
وألقت عائلة عائشة نور أزغي أيغي باللوم على الجيش الإسرائيلي في مقتلها، واصفة ما حدث بـ"القتل غير القانوني".
وتحدثت عائلة عائشة في بيان عن ابنتها، مشيدة فيها باعتبارها "ناشطة متحمسة بشدة في مجال حقوق الإنسان" والتي كانت نشطة أيضا في الحرم الجامعي في الاحتجاجات التي قادها الطلاب "للدفاع عن الكرامة الإنسانية، والدعوة إلى إنهاء العنف ضد شعب فلسطين".