الوقت- بعد استشهاد حسين أمير عبد الهيان، وزير الخارجية السابق، قام علي باقري كني بأول جولة إقليمية له على رأس هذه الوزارة، وربما يمكن اعتبار الاستعداد لدفع أهداف السياسة الخارجية الإيرانية والتأكيد على استمرار دعم طهران القوي لمحور المقاومة في العهد الجديد إحدى رسائل زيارة باقري كقائم لهذه الوزارة، وتعد المباحثات مع السلطات اللبنانية حول استمرار العلاقات الثنائية وتوسيعها، بالإضافة إلى التشاور حول القضايا الإقليمية والدولية، وخاصة آخر التطورات في فلسطين، من بين الأهداف الرئيسية لزيارة القائم بأعمال وزير الخارجية.
وخلال هذه الزيارة، التقى علي باقري كني وتشاور مع وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب، ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، والأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله، ثم ذهب باقري كني إلى سوريا، كعضو مهم آخر في محور المقاومة وحليف استراتيجي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في المنطقة، وخلال هذه الزيارة، عقد رؤساء الفصائل الفلسطينية المتواجدة في دمشق اجتماعاً مهماً مع القائم بأعمال وزير الخارجية يوم (الثلاثاء الـ15 من حزيران/يونيو)، ولقد جاء هذا الاجتماع للاتفاق على سبل استكمال اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتعزيز انتصار مقاومة حماس.
وهذا الموضوع مهم لأن بعض الدول العربية حاولت في الأيام الأخيرة التعتيم على إنجازات المقاومة بتصرفاتها الإعلامية، وإدخال قضية وقف إطلاق النار وإنهاء حرب غزة كاتفاق أمريكي عربي، وفي هذا الصدد، أجرى موقع "الوقت" التحليلي حواراً مع الخبير في شؤون المنطقة حسن هاني زاده، للوقوف على تفاصيل الزيارة الإقليمية لوزير الخارجية الإيراني المكلف.
لقد قيّم هذا الخبير قضايا زيارة باقري في اتجاه تعزيز محور المقاومة، وقال: "هذه الزيارة كانت لغرض التشاور مع دول محور المقاومة ويمكن تحليلها في هذا الصدد، ولقد التقى القائم بأعمال وزير الخارجية خلال هذه الزيارة بقادة الحركات الفلسطينية المسلحة وحزب الله اللبناني.
واعتبر هاني زاده التطورات في غزة من أهم النقاط المطروحة، وأضاف: "نتائج عملية طوفان الأقصى تمت مناقشتها والتحقيق فيها من قبل حماس"، معتبراً أن التغييرات على المستوى الإقليمي كخطة بايدن لإنهاء الحصار وعملية طوفان الأقصى، وكذلك خطة الكيان الصهيوني للتغيير الجغرافي والسياسي في غزة وحل عدد من هذه القضايا تمت مناقشتها بين السيد باقري وبعض القادة الفلسطينيين السوريين واللبنانيين، كما أن هجوم الكيان الصهيوني العنيف الذي شنه على غزة قد زاد فرص محور المقاومة للتصدى للكيان الصهيوني، و هذا كان جزءاً من محاور مفاوضات السيد باقري مع قادة الدول الثلاث سوريا ولبنان وفلسطين.
الحفاظ على تماسك محور المقاومة
وقال هذا الخبير في القضايا الإقليمية، نظراً لأهمية زيارات باقري الإقليمية إلى الدول الداعمة لمحور المقاومة: "تم خلال زيارة السيد باقري كني إلى سوريا مناقشة مختلف القضايا الإقليمية ودور هذا البلد في التقارب مع محور المقاومة"، ويمكن الاستنتاج أن هذه الزيارات، وباعتبار أن الشهيد أمير عبد اللهيان لعب دورا مركزيا في خلق التقارب والتماسك، فإن السيد باقري كني يسعى أيضا إلى الحفاظ على هذا الموقف.
الخلافات الواضحة بين بايدن ونتنياهو
وأشار خبير القضايا الإقليمية إلى الفارق بين مقترح بايدن الأخير للتوصل إلى اتفاق بين حماس والكيان الصهيوني وبين الخطط السابقة، وأضاف: "الخطة التي قدمها جو بايدن هي خطة مقبولة لتبادل الأسرى والرهائن وهي جزء من محاور الحوار والتشاور، فضلا عن إرسال المساعدات الإنسانية، وهو ما يكمل الخطط التي نفذتها حتى الآن دول مثل قطر ومصر".
كما أشار هاني زاده إلى احتدام الصراعات الخفية بين بايدن ونتنياهو، وقال: "كل من الرئيس الأمريكي ورئيس وزراء الكيان الصهيوني كانت لديه مقاربة لحرب غزة من أجل البقاء في السلطة، بايدن يحاول النجاح في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ونتنياهو لا يخشى توسيع الحرب للبقاء في السلطة، وأعلن بايدن عن خطة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، تم تفسيرها على أنها انسحاب إسرائيلي تدريجي من الحرب، وتنص هذه الخطة على وقف الحرب، لكن بنيامين نتنياهو أعلن أن شروط إسرائيل لوقف الحرب لم تتغير".
وفي الجزء الأخير من كلمته، قيم هذا الخبير في القضايا الإقليمية توقيت زيارة باقري بأنه مناسب، وتابع: "لقد عارض الكيان الصهيوني الخطة التي اقترحها بايدن ومن الممكن ألا يقبل نتنياهو هذه الخطة، لأن نتنياهو لن يوافق على هذه الشروط. ورغم أن حماس والجهاد الإسلامي تملكان السلاح في أيديهما، إلا أنهما لن يقبلا أبدا بالهدنة، ويريدان إطلاق سراح الأسرى قبل التوصل إلى الهدنة، وبطبيعة الحال، لن تقبل حماس والجهاد الإسلامي هذا الموضوع لأنه يشكل نقطة اختلاف بينهما وبين الكيان الصهيوني، ولا يبدو أن خطة جو بايدن التي اقترحها سيتم تنفيذها، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الزيارات تأتي في خضم الجهود المبذولة لتحقيق السلام في جنوب لبنان ورسم حدود برية مستمرة مع إسرائيل".