الوقت- بالإشارة إلى عدم تحقيق أي من أهداف كيان الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة، أفادت وسائل الإعلام الصهيونية بأن تدهور الوضع الحالي أمر لا يمكن تصوره، مع تقسيم كيان الاحتلال اليوم من الداخل، وقد أشارت وسائل الإعلام الصهيونية بعد مضي ستة أشهر على الحرب في غزة إلى المأساوية التي يمر بها النظام على مختلف الأصعدة، وأكدت أن الوضع الراهن يفوق تصوراتهم، رغم عدم تحقيق كيان الاحتلال أي نجاح في هذه الحرب، وبعد مضي 184 يومًا على الحرب في قطاع غزة، لا تزال أجراس الإنذار تدق في البلدات المحيطة بتلك المنطقة، وعلى الرغم من مرور هذه الفترة، لم يتوقع كيان الاحتلال أبدًا أن يكون الوضع بهذه الصعوبة، وفشلت تل أبيب في تحقيق أهدافها الحربية، وخاصة في محاولة استئصال المقاومة الفلسطينية.
بعد مرور 6 أشهر من الحرب في غزة والمواجهات في الجبهة الشمالية مع حزب الله، لم يتضح بعد متى سيتمكن سكان المستوطنات الشمالية من العودة إلى منازلهم، وليس واضحًا ما إذا كانوا سيعيشون بأمان في تلك المنطقة بعد ذلك، وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته أن "إسرائيل" تشهد تفتتًا وانقسامًا داخليًا، وأشارت الوسائل الإعلامية للكيان أيضًا إلى الأزمة الاقتصادية التي نتجت عن حرب غزة، حيث أكدت وجود أضرار جسيمة في المباني والمستوطنات المحيطة بها، وقد آلم هذا الواقع الصهاينة الذين باتوا متعبين من سلسلة الحروب التي يشنها النظام الإسرائيلي.
وفي هذا السياق، فإن ما لا يقل عن 1700 منزل في المستوطنات المحيطة بغزة تعرضت لأضرار جسيمة، ويتحدث الإسرائيليون كثيرا أنه ينبغي الاعتراف بفشل كيان الاحتلال في الحرب، حيث لم تحقق أي من الأهداف الأربعة التي وضعها، وهي: تدمير حماس، وإعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة، ووقف إطلاق الصواريخ من مختلف الجبهات ضد الكيان، وإعادة جميع اللاجئين الإسرائيليين إلى المستوطنات.
من جانب آخر، يعترف الصهاينة أن كل يوم يمر دون عودتهم إلى منازلهم يعني أننا خسرنا الحرب بالفعل، فقد مضت الآن 6 أشهر على الحرب ولم يتغير شيء، وأشار كثيرون إلى أن التاريخ أثبت أن حزب الله عندما يريد استهداف الكيان فإنه يفعل ذلك، ولا سيما على الجبهة الشمالية، وهذا كان مؤشرا متزايدا منذ تأسيس كيان الاحتلال، ونتيجة لذلك، أصبح الإسرائيليون الذين فروا من المستوطنات عبئا على المجتمع والاقتصاد الإسرائيلي.
وإن الخبر السابق يسلط الضوء على عدة جوانب مهمة تتعلق بالوضع السياسي والاقتصادي في كيان الاحتلال بعد الحرب في قطاع غزة والتوترات مع حزب الله في الجنوب اللبناني، ويظهر من الأنباء أن كيان الاحتلال لم ولن يحقق أهدافه العسكرية المعلنة خلال الحرب في غزة، ما يعكس نقاط الضعف في استراتيجيته العسكرية وفشله في التصدي للمقاومة الفلسطينية، وتشير التقارير المذكورة إلى الأضرار الاقتصادية الجسيمة التي تكبدتها تل أبيب نتيجة للحرب، بما في ذلك تأثيرها على المستوطنات المحيطة بغزة والمناطق الشمالية.
وتعكس تصريحات الصهاينة ووسائل الإعلام العبرية استياءً عامًا داخل المجتمع الإسرائيلي من فشل الحكومة في حماية المستوطنات وتأمين الحياة اليومية للمواطنين، ما يزيد من الضغوط السياسية على الحكومة الحالية، ويظهر من تصريحات بنيامين نتنياهو وغيره من المسؤولين الإسرائيليين تزايد الانقسام الداخلي، ما يدل على انعكاسات سلبية على الاستقرار السياسي والاجتماعي في الكيان.
وبشكل عام، يعكس الوضع الصعب الذي يواجهه كيان الاحتلال بعد الحرب في غزة، التحديات الكبيرة التي تواجهها تل أبيب في مجال الأمن والاقتصاد، ما يتطلب رضوخا لوقف إطلاق النار في غزة بعد أن دمرتها القوات الإسرائيلية للخروج بحلول فعّالة وليس مجرد رهانات رعناء، مع فشل الأهداف العسكرية والأضرار الاقتصادية وازدياد تحديات التوتر الداخلي وعدم الاستقرار السياسي، ويتطلب هذا الوضع جهودًا لا يبدو أن نتنياهو قادر على تحملها لاستعادة الاستقرار الاقتصادي والسياسي المفقود في الكيان، وإن التفاهم والحوار البناء مع الفلسطينيين ومع الجهات الدولية الداعمة للحل وليس للعنف يمكن أن يساهم في تجاوز هذه التحديات وتحقيق الاستقرار المنشود لفلسطين والمنطقة بشكل عام.