الوقت- حظرت اليمن حركة السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني في البحر الأحمر وبحر العرب، لكن تل أبيب تعمل جاهدة على إنشاء طرق بديلة لنقل البضائع عبر دول الخليج الفارسي إلى فلسطين المحتلة.
وحول هذا السياق، أعلن ضيف الله الشامي المتحدث باسم حكومة الإنقاذ الوطني في صنعاء، أن البحرية اليمنية خفضت حركة السفن التابعة للكيان الصهيوني إلى الصفر خلال الأسابيع الماضية، وذلك على الرغم من أن أكثر من 400 هجوم أمريكي وبريطاني على اليمن فشل في وقف عمليات الجيش اليمني ضد السفن الصهيونية.
لكن تل أبيب لا تزال تحاول إيصال البضائع إلى فلسطين المحتلة، وذهب وزير الطرق في هذا الكيان آلاف الكيلومترات إلى ميناء موندرا في الهند، وبشر المستوطنين بأنه وجد أخيرا طريقة لإرسال البضائع إلى فلسطين المحتلة، ويقول هذا الوزير الصهيوني: "إن الحرب خلقت مشاكل كثيرة، أكبرها استيراد البضائع إلى إسرائيل، وصول البضائع إلينا لا يمكن تحقيقه إلا عبر الطرق المائية، وللأسف، أغلق اليمنيون البحر الأحمر أمام السفن الإسرائيلية، لكننا وجدنا طريقة جديدة لإرسال البضائع من ميناء موندرا إلى الإمارات العربية المتحدة ثم الوصول إلى إسرائيل عبر الطريق البري للمملكة العربية السعودية والأردن بالشاحنات".
وكتبت بعض وسائل الإعلام الصهيونية لوكالة رويترز، أن أبوظبي وتل أبيب وقعتا اتفاقا لنقل البضائع عبر الطرق البرية، وقد تم هذا الاتفاق للتحايل على المحظورات المفروضة على اليمنيين، وأعلنت القناة 13 التابعة للكيان الصهيوني في تقرير لها، تفعيل الطريق التجاري الجديد دون ضجيج من الإمارات والسعودية إلى "إسرائيل" بكل طاقته.
وقال عنان فريدمان، مدير شركة النقل "تراكنت" في فلسطين المحتلة: إن هذه فرصة جديدة لنقل سريع للبضائع من الشرق إلى الغرب، وهي بطريقة ما تنفيذ لأحد بنود اتفاقية إبراهيم.
مصدر عسكري مطلع في القوات المسلحة اليمنية، ردا على سؤال، عما إذا كانت قوات الاستخبارات العسكرية اليمنية لديها القدرة على مراقبة وضرب الطرق غير المائية لنقل البضائع إلى الكيان الصهيوني في الخليج الفارسي، قال: "من الواضح جدا أن القوات المسلحة اليمنية قادرة على القيام بأي هجمات خارج اليمن، فالقوات اليمنية تتمتع بقدرات استخباراتية وعسكرية عالية، وليس من المستبعد أن تستهدف مراكز الشحن إلى فلسطين المحتلة في دول الخليج الفارسي".
وقال العميد عبد الغني الزبيدي، الخبير في الشؤون العسكرية اليمنية بصنعاء: إن القدرة العسكرية لجيش هذا البلد على مهاجمة مصالح الكيان الصهيوني في دول المنطقة تعتبر مهمة، وقال السيد عبد الملك بدر الدين الأمين العام لحركة أنصار الله: إن الأسلحة الجديدة للجيش اليمني تتمتع بالقدرة على المرور عبر أنظمة الرادار والدفاع، كما أن الرؤوس الحربية للصواريخ الجديدة للجيش اليمني تتمتع بقوة تدميرية عالية.
وقال العميد محمود محيي الدين، الخبير في الشؤون العسكرية المصرية، في حوار مع قناة وان التلفزيونية: إن هجمات الجيش اليمني ستستمر، وقد أعلن المجلس السياسي الأعلى لأنصار الله أن مصالح "إسرائيل" والولايات المتحدة ستستمر، وسيتم استهداف المملكة المتحدة في المنطقة، لكتني أعتقد أن اليمنيين سيستهدفون كل الدول التي سمحت باستخدام مجالها الجوي والبحري في قصف اليمن، وهذا يعني الهجوم على الأردن والمملكة العربية السعودية.
كما قال محمد البخيتي، عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله في اليمن: إن الأهداف حاليا تقتصر على البحر الأحمر وخليج عدن، ومن المحتمل أن تشمل هذه الهجمات جغرافيا أوسع، نقطة أخرى هي أن الهجمات في الأيام الأولى كانت عند مستوى التحذير، ولكن الآن أصبحت الهجمات المباشرة مدمرة، وتعرضت السفن المهاجمة لأضرار بالغة، وقال عضو المجلس المركزي لحركة أنصار الله اليمنية: إن السفن يتم استهدافها على عدة مراحل، وهدفنا هو أن يغادر البحارة وأفراد الطاقم السفينة في الهجوم الأول، وفي المرحلة التالية سيتم استهداف السفينة بشكل مباشر.
من ناحية أخرى، أعلن اليمنيون أنه منذ بداية الحظر البحري، مرت أكثر من 5000 سفينة تجارية عبر المياه الإقليمية لليمن دون أي مشاكل، وأكد محمد العطافي وزير الدفاع اليمني، أن السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني المتدهور فقط هي المحظورة في المياه الإقليمية لليمن، وأوضح أن القوات اليمنية جاهزة للرد والردع بشكل متزامن في البحر الأحمر وبحر العرب.
لقد تحوّل اليمن إلى مقبرة الغزاة عندما عجزت جيوش العالم أجمع عن إخضاع الشعب اليمني بقوة السلاح، وتكبدت خسائر كبيرة في عتادها العسكري، وخرجت تلك الجيوش من اليمن مهزومة ومستسلمة، هذا الأمر ينعكس اليوم واقعاً من جديد في ظل محاولات أمريكية بريطانية بتحييد اليمن عن إسناد قطاع غزة في معركة بدأت بصراع إرادات وربما لا تنتهي بالاشتباك المسلح في البحرين الأحمر والعربي.
وعلى الرغم من حجم الإجراءات العسكرية الأمريكية والبريطانية المعادية في البحر الأحمر إلى جانب الحرب الإعلامية المشيطنة للعمليات العسكرية اليمنية وربطها بتهديدات عالمية إلا أن الرواية الأمريكية باتت في حكم الفاشلة وخصوصا مع مرور أكثر من خمسة آلاف سفينة منذ بدء العمليات اليمنية عبر مضيق باب المندب بسلام وأمان طالما وجهتها بعيداً عن موانئ الكيان الصهيوني.
في البحر يفرض اليمن إرادته بالسلاح إسناداً لغزة متمسكاً بمعادلة الردع التي أرساها بوجه دول العدوان السعودي والإماراتي وما راكمه من خبرات عسكرية على مدى تسع سنوات، فقد صمد الشعب اليمني تسع سنوات تحت غارات العدوان السعودي الإماراتي العنيفة والاستهدافات العشوائية والحصار الاقتصادي، وكانت النتيجة هي فشل العدوان وأدواته من المرتزقة وانكسارهم أمام صمود الشعب اليمني المقاتل دفاعاً على أرضه.
وخلال عملية طوفان الأقصى، ومشاركة اليمن بشكل مباشر بضربات عسكرية على أهداف استراتيجية في الأراضي المحتلة نصرةً للقضية الفلسطينية، بالإضافة إلى الحصار الاقتصادي على موانئ الاحتلال، وضرب مصالحه في البحر الأحمر، تدخلت أمريكا وبريطانيا وأنشأت تحالفاً مع حلفائها وشنت غارات عدوانية على اليمن، تحت مبرر تقييد القدرات العسكرية والاقتصادية للقوات المسلحة اليمنية وحماية الملاحة الدولية مع ان الملاحة الإسرائيلية هي المستهدفة من الجيش اليمني فقط، ولم يتعلموا من دروس عاصفة الحزم كيف صمد اليمن ولم تنثنِ على مبادئها وقضيتها الأساسية والجوهرية المتمثلة بنصرة فلسطين، وتم توسيع دائرة بنك الأهداف لتشمل دول العدوان الأمريكي البريطاني، واستهداف مصالحهم في البحرين الأحمر والعربي، بالإضافة إلى إعلان التعبئة العامة لنصرة فلسطين، وإعداد مقاتلين للمشاركة إلى جانب الفلسطينيين في الصراع مع الكيان المحتل، وقد تم إخراج الآلاف من المقاتلين من تلك التعبئة في جميع أنحاء المحافظات اليمنية المحررة جاهزين للدفاع عن اليمن والقضية الفلسطينية، وأمام صمود الشعب اليمني، فشلت كل الأوراق العسكرية والاقتصادية والسياسية في إخضاع اليمن وكسر إرادته وثنيه عن الدفاع عن القضية الفلسطينية.
