الوقت - كتبت صحيفة وول ستريت جورنال في تقرير لها حول ظهور جمهورية إيران الإسلامية كأحد موردي الأسلحة العالميين حيث يشكل عملاء الحكومة الإيرانية للأسلحة منخفضة التكلفة وعالية التقنية، تهديداً لمصالح الولايات المتحدة وشركائها في الشرق الأوسط وأوكرانيا وخارجها.
إن التحول في صناعة الأسلحة الإيرانية، والذي تسارع مع بيع آلاف الطائرات من دون طيار لروسيا في عام 2022 وغيّر ساحة المعركة في أوكرانيا، ساعد الجمهورية الإسلامية على زيادة دعمها للجماعات المسلحة في الشرق الأوسط، التي تكثفت هجماتها في الوقت الذي تشن فيه "إسرائيل" الحرب ضد حماس في غزة.
ويقول المسؤولون الأمريكيون إن أحد أهم صادرات الأسلحة الإيرانية هو طائرة "شاهد" الانتحارية دون طيار، التي استخدمت لقتل ثلاثة جنود أمريكيين في الأردن، في هجوم شنته ميليشيات عراقية في فبراير.
وأعلنت وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية في بحثها الذي نشرته هذا الشهر، أنه تم استخدام نماذج من عائلة الطائرات دون طيار نفسها التي قتلت جنوداً أمريكيين في الأردن على العديد من الجبهات، بما في ذلك من قبل الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، والميليشيات العراقية التي تستهدف "إسرائيل"، وروسيا في حربها ضد أوكرانيا.
وقال مهدي فرحي، نائب وزير الدفاع الإيراني، في نوفمبر من هذا العام، إن طهران باعت أسلحةً بقيمة حوالي مليار دولار في عام 2022، وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف عدد العام السابق.
وحسب تقرير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، فإن الحساب الذي لا يشمل إحصائيات الأسلحة المهربة، يظهر أنه في عام 2022 أصبحت إيران في المرتبة السادسة عشرة بين أكبر بائعي الأسلحة في العالم، بصادرات بقيمة 123 مليون دولار، ويشكل هذا الرقم قفزةً كبيرةً مقارنةً بعام 2017، عندما كانت إيران في المرتبة 33 كأكبر مصدر للأسلحة في العالم، بقيمة 20 مليون دولار.
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال ذكرت في وقت سابق نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، أن روسيا تخطط لشراء صواريخ باليستية قصيرة المدى من إيران، وأن الحكومة الإيرانية أرسلت أيضاً ذخائر إلى روسيا.
وتابعت صحيفة وول ستريت جورنال: لقد رفعت الأمم المتحدة حظر الأسلحة المفروض على إيران العام الماضي، لكن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يواصلان تطبيق هذه القيود.
اكتسبت الطائرات الانتحارية دون طيار الإيرانية شهرةً دوليةً في عام 2019، عندما قالت السعودية إن إيران أو إحدى ميليشياتها كانت وراء هجوم بطائرة دون طيار وصاروخ متطور على منشآت النفط السعودية، وهو ما نفته إيران.
وكان مسؤولو الدفاع في الولايات المتحدة وأوروبا و"إسرائيل" يحذرون بحلول عام 2021، من أن قدرة طهران على بناء ونشر طائرات دون طيار، ستغير المعادلة الأمنية في الشرق الأوسط بسرعة.
وحسب مستشارين أمنيين لحكومة أوروبية، فقد زاد إنتاج الطائرات دون طيار في إيران بعد بيع أكثر من 2000 طائرة "شاهد" دون طيار لروسيا في عام 2022، ووفقاً لهم، بسعر حوالي 20 ألف دولار لكل منها، ذهب ما لا يقل عن 40 مليون دولار إلى خزينة الحكومة الإيرانية.
وفي وقت سابق، اتفقت موسكو وطهران على بناء مصنع لإنتاج حوالي 6000 طائرة دون طيار في روسيا، كجزء من صفقة أسلحة بقيمة مليار دولار بين البلدين، وفي ظل العقوبات، أصبح نمو صناعة الأسلحة مصدر دخل لإيران.