الوقت- في الفترة الماضية تحدث الإعلام الأمريكي، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تستعد لإرسال قنابل ومعدات عسكرية أخرى إلى "إسرائيل" بهدف تعزيز قدراتها الدفاعية، وذلك على الرغم من جهود الولايات المتحدة للوصول إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وإن الشحنة المقترحة من الأسلحة تشمل قنابل إم،كيه-82 وذخائر الهجوم المباشر المشترك كيه،إم،يو-572 التي تتيح توجيها دقيقاً للضربات، بالإضافة إلى صمامات قنابل إف،إم،يو-139، وتقدر قيمة هذه الشحنة بنحو "عشرات الملايين من الدولارات، كما أشارت مصادر أمريكية إلى أن الإدارة الأمريكية لا تزال تدرس الشحنة المقترحة، وأن تفاصيل الاقتراح قد تتغير قبل عرضه على زعماء الكونغرس الذين يجب أن يوافقوا عليها، في ظل الحرب الإرهابية على غزة.
انتقادات حادة لأمريكا
وزارتا الدفاع والخارجية الأمريكيتين ووزارة الدفاع الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي لم يردوا على أسئلة الصحافة حتى الآن، ومنذ ديسمبر 2023، تجنبت إدارة بايدن مراجعة الكونغرس لمبيعات الأسلحة إلى "إسرائيل" مرتين وواجهت الإدارة الأمريكية انتقادات حادة بسبب استمرارها في توريد الأسلحة إلى "إسرائيل"، وخاصة مع تصاعد الاتهامات بأن الأسلحة الأمريكية الصنع تم استخدامها في ضربات أسفرت عن مقتل أو إصابة مدنيين.
وفي سياق متصل، قدمت حاكمة ولاية نيويورك، كاثي هوشول، اعتذاراً عن التصريحات التي أدلت بها في حدث خيري يهودي في مدينة نيويورك، والتي انتشرت على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أشارت إلى أن "إسرائيل" لديها مبرر لتدمير قطاع غزة بعد الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على جنوب فلسطين المحتل في السابع من أكتوبر، وفي جزء من خطابها في حدث لاتحاد النداء اليهودي الموحد في نيويورك، قالت هوشول: "إذا هاجمت كندا بوفالو يوماً ما، أعتذر يا أصدقائي، فلن تكون هناك كندا في اليوم التالي"، وأضافت: "هذا رد فعل طبيعي، لديك الحق في الدفاع عن نفسك وضمان عدم تكرار ذلك مرة أخرى، وهذا هو حق إسرائيل".
هوشول عبرت عن أسفها عن "التشبيه غير المناسب" واعتذرت عن "سوء اختيارها للكلمات"، وفي بيانها، أكدت أنها كانت واضحة في دعمها لحق "إسرائيل" في الدفاع عن النفس، مشيرة إلى أنها قالت مرارًا وتكرارًا وما زالت تعتقد أنه ينبغي تجنب سقوط ضحايا من المدنيين الفلسطينيين وأنه يجب إرسال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة، وشنت "إسرائيل" هجومها على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس في أعقاب الهجوم الذي شنته الحركة الإسلامية الفلسطينية في السابع من أكتوبر، الذي أسفر عن استشهاد عشرات الآلاف ناهيك عن الجرحى، وأدت الأعمال العسكرية والضربات الإسرائيلية اللاحقة إلى تسوية جزء كبير من القطاع الذي يعاني من اكتظاظ سكاني بالأرض، وتشريد جميع سكانه تقريبًا.
وتركت الأزمة الإنسانية سكان غزة، البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة، على شفا المجاعة، واستشهد ما يقرب من 29 ألف شخص في الهجوم الإسرائيلي، ودعت الأمم المتحدة إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، وهو ما تعارضه الولايات المتحدة، معتبرة أن ذلك قد يسمح لحماس بإعادة تنظيم صفوفها، وتظهر استراتيجية الولايات المتحدة الرعناء في مواجهة الأزمة، حيث تستبعد فرض حظر على تسليم الأسلحة إلى "إسرائيل" وتفضل التفاوض الهادئ والكاذب كطريقة إعلامية غير فعالة، كما تشير التصريحات الأمريكية إلى عدم تغيير في موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بخصوص الحرب على فلسطين وشعبها، بالإضافة إلى عرقلة دخول المساعدات إلى غزة، وتركز واشنطن على محاولة خداع شعبها بالتصريحات الجوفاء، بينما تظهر الواقعية البالغة في عدم تبني إجراءات فعّالة لمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة.
وبالتالي، تظهر المؤشرات على أن هناك هزيمة قريبة لـ "إسرائيل"، ولكن لأن الولايات المتحدة لا تصدق ذلك، فإنها تخطئ في سياساتها أكثر فأكثر، فالواقع الميداني يعكس أهمية الدعم الأمريكي لـ "إسرائيل"، حيث يظهر تأثير هذه العلاقة على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، والدعم الشديد الذي تحظى به "إسرائيل" من الولايات المتحدة على الصعيدين السياسي والعسكري يثير استياءً دوليًا وانتقادات بسبب الآثار السلبية على الحقوق الفلسطينية والعدالة الاجتماعية، وتظل العلاقة بين الولايات المتحدة و "إسرائيل" محورًا للشر في المنطقة.
العالم يعارض سياسة واشنطن
على الرغم من معارضة العالم لهذه المجازر والعمليات التدميرية، أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة لا تؤيد حاليًا فكرة وقف إطلاق النار في غزة، كما أن موقف الولايات المتحدة لم يتغير، وأوضح أنهم لا يروجون لوقف إطلاق النار في الوقت الحالي، معتبرًا أن وقف النار لن يستفيد منه أحد سوى حماس، وأن الرئيس بايدن لم يعط أي إشارات تخالف هذا الموقف، ومن جانب آخر، فإن تصريحاتهم في تل أبيب حول طموح الولايات المتحدة في إنهاء الحرب في أقرب وقت ممكن يعتبر مجرد كذبة، وقالوا: " إن دعوى الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد "إسرائيل" "بلا أساس"، ولكنه اعترف بأن العدد اليومي للقتلى المدنيين في غزة مرتفع للغاية".
ومرارا، تكرر رفض الولايات المتحدة أي اقتراحات تؤيد فكرة تهجير الفلسطينيين خارج قطاع غزة، وشدد على أن السلطة الفلسطينية تتحمل مسؤولية إجراء إصلاحات في هيكلها، ويبدو أن البيت الأبيض يولي اهتمامه الأول لمصالح الكيان الإرهابي في المنطقة، فعلى الرغم من تصريحاته بوجود دول مستعدة للاستثمار في مستقبل غزة، إلا أن ذلك يعتمد على وجود مسار واضح نحو إقامة دولة فلسطينية، ويُذكر أن أكثر من 29 ألف شهيد وما يقرب من 100 ألف جريح هم نتيجة استخدام الأسلحة الأمريكية التي قُدمت للكيان.
في النهاية، عبر البيت الأبيض مرارا عن دعمه المتواصل للعمليات العسكرية الهمجية التي يشنها الكيان الإسرائيلي على قطاع غزة، في بيان أدلى به منسق الاتصالات الاستراتيجية لمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، أُكد مرارًا وتكرارًا رفض الولايات المتحدة فكرة وقف إطلاق النار النهائي في قطاع غزة، بحجة أن ذلك سيؤدي إلى استمرار سيطرة حركة حماس على القطاع، وعلى الرغم من ذلك، فإنهم يعربون عن دعمهم لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية دون اتخاذ إجراءات فعلية لمساعدة المتضررين في غزة، أو إجراء محادثات مع الشركاء في المنطقة لتحقيق وقف إطلاق نار دائم، وبما أنه لم يحدث أي تطور جديد حتى الآن، فإن الولايات المتحدة تدعو إلى تحقيق وقف إطلاق نار مؤقت جديد بهدف تحرير الأسرى لا أكثر.