الوقت- كتب محلل شبكة "سي إن إن"، بيتر بيرغن: "بينما يتكرر الخط الإخباري لإدارة بايدن، لذلك إن الهجمات الانتقامية على أكثر من 85 هدفا في العراق وسوريا تهدف إلى إرسال "رسالة" ولكن ما هي هذه الرسالة بالضبط وكيف من المحتمل أن يتم تلقيها؟ كما أعلنت حكومة بايدن مراراً وتكراراً أنها لا تريد خوض حرب مع إيران، ولكن جزءاً من الردع لا يعني قول ما لن تفعله، بل الحفاظ على الغموض الإستراتيجي بشأن ما قد تفعله أو تستطيع أن تفعله".
وأردف هذا الكاتب وقال، "نظراً لتاريخ الهجمات الأمريكية الفاشلة إلى حد كبير ضد وكلاء إيران في الشرق الأوسط، فمن غير المرجح أن يكون هذا الرد الأمريكي وأي عمليات عسكرية لاحقة فعالة ولن تمنع المزيد من الهجمات على أهداف أمريكية وخطوط شحن في المنطقة، ومن أجل تقليص احتمالات نشوب حرب إقليمية أوسع نطاقاً، يتعين على الولايات المتحدة أن تركز على معالجة السبب الجذري لهذه الصراعات والحرب الدائرة في قطاع غزة".
إضافة إلى أن الهجمات الأمريكية الأخيرة لم تتمكن من منع إيران ووكلائها من القيام بأنشطة هجومية، ولقد رأينا هذا مرات عديدة، حيث أدت الضربة الجوية الأمريكية بطائرة دون طيار الشهر الماضي إلى مقتل زعيم جماعة مسلحة مدعومة من إيران في بغداد، وهذه عواقب لا يمكن التنبؤ بها، كما أعطى هجوم الحكومة العراقية المزيد من النفوذ في المفاوضات للمطالبة بانسحاب 2500 جندي أمريكي ما زالوا متمركزين في العراق وهو تطور يحقق هدفاً مهماً في سياسة إيران.
واعرب قائلا: "ولا ننسى أن إدارة بايدن ارتكبت خطأً كبيراً في صيف 2021، عندما سحبت جميع القوات العسكرية الأمريكية من أفغانستان، جارة إيران، هل تتذكرون نوع حفل الوداع الذي أقامته طهران للقوات الأمريكية؟ إن الخروج من العراق سيكون بمثابة فشل آخر، ومن وجهة نظر إيران، يبدو أن جهودها الرامية إلى الحلول محل الولايات المتحدة كلاعب رئيسي في الشرق الأوسط تسير على ما يرام، ما نحتاج إليه هو اعتراف صريح وواضح بأن هذه الهجمات لا تخدم الأهداف الإستراتيجية الأمريكية المتمثلة في منع إيران والقوات المتحالفة معها من مهاجمة أمريكا وحلفائها، وأن طهران تواصل توسيع نفوذها الكبير في الشرق الأوسط، من اليمن إلى جنوب لبنان".
واضاف، "هل لدى الولايات المتحدة أي فهم واقعي لنوع الصراع الذي تنخرط فيه؟ بالطبع، لا توجد إجابات سهلة على هذا السؤال، ويتعين على أمريكا أن تتحرك بسرعة لحل الأسباب الكامنة وراء الصراع الحالي في المنطقة؛ ومن بين أمور أخرى، وقف الحرب في غزة، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والأمريكيين، ووضع خطة معقولة لـ "اليوم التالي" في غزة، بحيث يتم وقف اطلاق النار في هذا القطاع".