الوقت- بعد ثلاثة أيام من العملية الإرهابية في كرمان بإيران، وعلى هامش مراسم إحياء ذكرى قائد المقاومة الحاج قاسم سليماني، أصدر تنظيم "داعش" الإرهابي بياناً أعلن فيه مسؤوليته عن هذه العملية.
وفي الوقت نفسه، ورغم إعلان تنظيم "داعش" الإرهابي مسؤوليته عن هذه العملية، إلا أنه لا يمكن تجاهل أن العديد من الوثائق، سبق أن أثبتت ارتباط تنظيم "داعش" الإرهابي بأمريكا والغرب.
ولذلك، يمكن اعتبار تنظيم "داعش" الإرهابي بمثابة القوة الوكيلة لأمريكا، لخلق ونشر حالة من انعدام الأمن في المنطقة، ومن هذا المنطلق، يرتبط الانفجار الإرهابي في كرمان أيضًا، بدعم الولايات المتحدة والدول الغربية والكيان الصهيوني لتنظيم "داعش"، وسنحاول في هذا التقرير، تناول بعض جوانب ارتباط تنظيم "داعش" الإرهابي بأمريكا وتل أبيب.
الدعم الميداني للعناصر الإرهابية
القوات الأمريكية في العراق وسوريا، والتي انتشرت خلال السنوات الأخيرة في هذه الدول بحجة مكافحة الإرهاب، دعمت العناصر الإرهابية، وخاصةً "داعش"، في كثير من الأحيان وبطرق مختلفة؛ من إرسال المعدات إلى التدريب والتعامل مع أساليب مكافحة الإرهاب من قبل الجماعات الأخرى، والسماح للإرهابيين بالهروب.
وفي هذا الصدد، أفادت التقارير بأن القوات الأمريكية المتمركزة في منطقة "التنف" السورية، تقدم الدعم اللوجستي والعسكري للتكفيريين التابعين لتنظيم "داعش".
قوات الاحتلال الأمريكي تقدم الكثير من الدعم اللوجستي والعسكري لإرهابيي "داعش" في منطقة التنف، ويصل هذا الدعم إلى العناصر الإرهابية عبر الطرق الترابية التي تربط صحاري الرقة وحماة.
ومؤخراً، أفادت وكالة الأنباء السورية "سانا" نقلاً عن مصادر محلية، بأن عدداً من إرهابيي تنظيم "داعش" يتلقون تدريبات في القاعدة العسكرية الأمريكية في مدينة "الشدادي" بمحافظة الحسكة، شمال شرق سوريا.
القوات الروسية تقول إن أمريكا تدعم الإرهابيين
بعد هجوم مقاتلات الجيش الأمريكي على مواقع الجيش السوري، قالت "ماريا زاخاروفا" المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية: "إذا كنا نشك في أن جبهة النصرة تحظى بالدعم بهذه الطريقة، فقد توصلنا الآن، بعد الغارة الجوية ضد الجيش السوري، إلى هذا الاستنتاج الرهيب حقًا للعالم أجمع: البيت الأبيض يدعم داعش".
كما أعلن "فلاديمير سافتشينكو"، رئيس مركز المصالحة الروسي، ومقره قاعدة حميميم باللاذقية، العام الماضي: "بعد الهجوم الجوي الذي شنته مقاتلات التحالف، سارع عناصر "داعش" إلى تنفيذ هجمات ضد المنطقة التي تم قصفها".
وبالإضافة إلى ذلك، أعرب المسؤولون الروس عدة مرات عن شكوكهم بشأن مقتل زعيم "داعش"، وكان "سيرغي لافروف"، وزير الخارجية الروسي، مؤخرًا في مقابلة، إن موسكو لا تستطيع تأكيد مقتل أبو بكر البغدادي، وشدد لافروف في هذه المقابلة على أن "أبو بكر البغدادي خلقته أمريكا".
اعتراف السلطات الأمريكية بخلق "داعش" من قبل هذا البلد
خلال حملتها الانتخابية عام 2016، اعترفت هيلاري كلينتون علناً بأن تنظيم "داعش" هو من صنع أمريكا، كما أقرت بذلك في مذكراتها التي تحمل عنوان "الخيارات الصعبة".
ويعتبر "راند باول"، السيناتور الجمهوري للولايات المتحدة، أن السياسات الخاطئة التي تنتهجها هذه الدولة، والتدخل المفرط في الأزمة في سوريا، هو السبب في خلق ملاذ آمن لإرهابيي غرب آسيا، والفوضى في شمال العراق.
ويذكر أن أحد أسباب تعزيز تنظيم "داعش"، هو إرسال الأسلحة الأمريكية إلى حلفاء هذه الجماعة الإرهابية في سوريا، ويقول: "داعش كانت حليفتنا في سوريا، ومن أجل صد القوات الموالية لحكومة دمشق، قدّمنا الأسلحة للميليشيات، وأنشأنا مكانًا آمنًا لهؤلاء الأشخاص في سوريا، وفي رأيي، فإن تورطنا في سوريا أدى إلى الوضع الحالي في العراق".
كما اتهم دونالد ترامب، الرئيس السابق للولايات المتحدة، إدارة أوباما بدعم الجماعات الإرهابية التي أصبحت فيما بعد "داعش"، وشدّد ترامب مراراً وتكراراً، "أريد أن أقول إن "هيلاري كلينتون" هي أيضاً واحدةً من مؤسسي داعش".
وکان مايك بنس، نائب الرئيس ترامب، قد أصدر بياناً قال فيه إن سياسات أوباما وكلينتون أدت إلى إنشاء "داعش".
كما كشف مايكل سبرينغمان، الدبلوماسي المتقاعد بوزارة الخارجية الأمريكية، الذي عمل في مكتب الاستخبارات والأبحاث التابع لهذه الوزارة في نهاية حياته المهنية، في كتابه الجديد أن العمليات السرية التي تقوم بها الولايات المتحدة مع حلفائها في الشرق الأوسط، أدت إلى إنشاء الجماعات الإرهابية المناهضة للغرب.
وحسب هذا الدبلوماسي الأمريكي، فإن هذه العمليات السرية تتم منذ الحرب الباردة ولأغراض مختلفة قصيرة النظر.
كما أعلن دانييل ماك آدامز، رئيس معهد رون بول للسلام الأمريكي، في مقابلة: "لقد ساعدت الولايات المتحدة على نمو "داعش" لأسباب تكتيكية، وليس لأسباب أيديولوجية... لقد عززت الولايات المتحدة تنظيم "داعش" لزعزعة استقرار سوريا، لأن الولايات المتحدة أرادت الإطاحة بالأسد".
وقال ريتشارد هايدن بلاك، العضو الجمهوري في مجلس الشيوخ عن ولاية فيرجينيا الأمريكية، نقلاً عن تحقيق أجرته وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية عام 2013، والذي كشف العلاقة بين واشنطن والتكفيريين: "إنهم في الحقيقة الشيء نفسه، إنهم جزء من جيش مشترك".
وأشار هايدن بلاك إلى خطط وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) لنقل الأسلحة من ليبيا إلى تركيا ومن هناك إلى سوريا، لتزويد ما تسمى المعارضة "المعتدلة" بالأسلحة، وقال إن هذا الإجراء تحول إلى خطة لتوفير الأسلحة لجميع الجماعات المسلحة، وخاصةً "داعش" والقاعدة، وقال هذا المسؤول الأمريكي: "نحن نفعل ذلك بشكل غير مباشر؛ لأن القيام بذلك بشكل مباشر أمر غير قانوني".
ما كشفه سنودن
ومن ناحية أخرى، جاء في ما كشفه إدوارد سنودن، المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأمريكية، ضد وكالات الاستخبارات في هذا البلد: إن "الأجهزة الاستخباراتية للولايات المتحدة وبريطانيا والكيان الصهيوني لعبت دوراً في تشكيل تنظيم داعش، وشكلت جماعة داعش في عملية أطلق عليها اسم خلية النحل".
وحسب الوثائق المسربة، يعتقد سنودن أن تنظيم "داعش" تشكل لدعم الکيان الصهيوني، والغرض من عملية "خلية النحل" هو تشكيل مجموعة بشعارات إسلامية تستقطب المتطرفين من كل أنحاء العالم، وانطلاقاً من الأفكار التكفيرية، توجّه أسلحتها نحو الدول التي تعارض وجود الکيان الصهيوني.