الوقت- أثارت رسالة سارة نتنياهو، زوجة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الموجهة إلى قداسة البابا فرنسيس، ردود فعل متباينة واسعة بين نشطاء ومتابعي مواقع التواصل الاجتماعي، ويظهر أن خطاب سارة للبابا كان يحمل توسلات للتدخل في قضية إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين الذين يُحتجزون حاليًا من قبل المقاومة الفلسطينية، وخاصة في ظل تصاعد التوترات الحالية، وفتحت رسالة سارة الباب للتأمل والتكهن، حيث أشار نشطاء مواقع التواصل إلى أن هذا التوجه في هذا التوقيت يُظهر أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تجد نفسها في مواجهة تحديات كبيرة في قضية الأسرى، ويُفترض أن يكون التحرك السريع لإطلاق سراحهم محل اهتمام أساسي للحفاظ على الاستقرار وتفادي تداول التأثير السلبي على جيش الاحتلال، وأكد النشطاء أن عدم إصدار سراح الأسرى قد يتسبب في تفاقم الوضع وفقدان للحياة البشرية بين جنود الاحتلال.
رسالة فاضحة
قالت سارة نتنياهو في رسالتها إلى قداسة البابا فرنسيس: "قداستكم، أكتب إليكم ليس فقط بصفتي زوجة رئيس وزراء "إسرائيل"، بل أيضًا كأم وامرأة، وفي 7 أكتوبر ارتكبت بعض الجماعات عملًا غير مبرر وغير مسبوق، وكان من الوحشية لا مثيل له، حيث قتلوا الأطفال أمام والديهم وحرقوا الأحياء، وقطعوا رؤوس الرجال واغتصبوا وشوهوا النساء"، على الرغم من أن الأسرى ووسائل الإعلام عبرية وغربية قد نفوا صحة ما ادعته سارة نتنياهو في رسالتها، كما ادعت سارة نتنياهو أن المقاومين استهدفوا المدنيين بشكل متعمد واستخدموهم دروعًا بشرية، زاعمة أنهم ارتكبوا جرائم حرب واختطفوا رهائن، وقالت: "لا تزال القسام تحتجر 129 رجلًا وامرأة وطفلًا كرهائن، والعديد منهم جرحى ومرضى، إنهم يواجهون الجوع، ويحرم بعضهم من الأدوية الأساسية التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة"، وهو ما نفاه الأسرى ونفت زعمها وسائل الإعلام.
واختتمت سارة نتنياهو رسالتها للبابا قائلة: "قداستكم، أطلب تدخلكم الشخصي في هذا الأمر، يرجى استخدام نفوذكم للمطالبة بالإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن دون تأخير"، وأكدت سارة في توسلاتها للبابا: "كما يرجى الاتصال بالصليب الأحمر للمطالبة بزيارة جميع الرهائن دفعة واحدة وتسليمهم الأدوية الحيوية، حيث فشل الصليب الأحمر حتى الآن في الاصرار على هذه النتائج، وإن تدخلكم قد يؤدي إلى ترجيح كفة الميزان وإنقاذ الأرواح الثمينة"، وأثارت رسالة سارة نتنياهو إلى البابا وتوسلاتها له من أجل التدخل لإطلاق سراح أسرى الاحتلال الإسرائيلي جدلًا واسعًا بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، وعلقوا: "زوجة نتنياهو تتوسل للبابا برسالة تطلب منه التدخل لإغاثة الأسرى لدى حماس".
وأضاف آخرون: "حقيقة توسل زوجة نتنياهو للبابا لاستخدام نفوذه للتدخل من أجل إنقاذ الأسرى، ويُذاع أنهم عالقون بعمق في مستنقعات غزة فتراجعهم دون إنقاذ الأسرى سيظل له عواقب وخيمة على الجيش الإسرائيلي وبقاؤهم يعني خسارة المزيد من الضباط والجنود في الجيش، والوقت ينفد"، وقال آخر: "زوجة نتنياهو تتوسل للبابا برسالة تطلب منه التدخل لإنقاذ الأسرى لدى حماس"، وعبّر البعض عن استغرابهم من تصريحها، قائلين: "على أساس كان زوجها نتنياهو بطل التبانة والفدائي المعمور الذي سيحررهم، ما الذي يجري معه"، وأيضاً: "زوجة نتنياهو تتوسل للبابا لاستخدام نفوذه من أجل إغاثة الأسرى لدى حماس، الواضح أنهم عالقون بعمق فعلًا في مستنقعات غزة، فتراجعهم دون إغاثة الأسرى سَتَظلُّ عواقبه وخيمة على الجيش الإسرائيلي وبقاؤهم يعني خسارة المزيد من الضباط والجنود في الجيش، والوقت ينفد، كما قالت حماس."
وتحدث رواد مواقع التواصل بالقول: "زوجة نتنياهو تتوسل للبابا برسالة تطلب منه التدخل لإنقاذ الأسرى الإسرائيليين واستخدام نفوذه للتدخل من أجل إطلاق سراحهم، ويظهر أنهم عالقون بعمق في مستنقعات غزة فتراجعهم دون إنقاذهم سَتَظلُّ عواقبه وخيمة على نتنياهو مع خسارة المزيد من الضباط والجنود في الجيش الاحتلال، ومع تطور أكثر خطورة في المشهد، وزوجة نتنياهو تتوسل للبابا برسالة تطلب منه التدخل لإغاثة الأسرى لدى المقاومة، وحالة نتنياهو صعبة حتى طلب منها أن ترسل للبابا، لا البابا ولا ماما أمريكا ولا أحد سيتمكن من تحريرهم إلا برغبة حماس، وسيكون لحماس النصر، لأن قتل الأبرياء لن يذهب سدى وسوف يدفع نتنياهو الثمن.
ويشير محللون إلى أن زوجة نتنياهو تتوسل للبابا برسالة تطلب منه التدخل لإنقاذ الأسرى لدى حماس، وحقيقة توسل زوجة نتنياهو للبابا لاستخدام نفوذه للتدخل من أجل إنقاذ الأسرى، ويُذَاعُ أنهم عالقون بعمق فعلًا في مستنقعات غزة، فتراجعهم دون إنقاذ الأسرى سَتَظلُّ عواقبه وخيمة على الجيش الإسرائيلي، وهكذا، خسرت تل أبيب، حسب اعترافات رئيس الوزراء الإسرائيلي، أكثر من 70 جنديًا داخل قطاع غزة، ويُتوقع أن يكون العدد الحقيقي للقتلى عدة أضعاف ذلك، وكان هناك أيضًا آلاف المصابين ومئات الآليات المدمّرة، وتلقى الاحتلال ضربة كبيرة أيضًا في عمليات القصف على المنازل في غزة، حيث قتل العديد من المحتجزين، وأشارت تصريحات المقاومة إلى مقتل 60 منهم خلال القصف الإسرائيلي، ويُظهر كل هذا الواقع فشل خيار تحرير الأسرى بالقوة في غزة.
وبالطبع، أظهرت الهدنة التي استمرت 7 أيام منذ 24 نوفمبر/تشرين الثاني انهيار مسار تحرير المحتجزين في غزة بالقوة، حيث فشلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليًا في أي تقدم، وكما أظهرت الروايات والمعلومات التي روّجتها تل أبيب بشأن وجود المحتجزين وقيادة حماس في مقرات تحت المستشفيين الشفاء والرنتيسي أنها كانت زائفة.
الكيان لم ينجح في تاريخه بتحرير أسراه
على المستوى العملي، فإن دولة الاحتلال لم تنجح تاريخيًا في تحرير أسرى لديها لدى منظمات فلسطينية أو حتى دول عربية إلا من خلال المفاوضات، وكانت هناك العديد من المحاولات الفاشلة عبر التاريخ في تحرير الأسرى، حيث أدت هذه المحاولات إلى نتائج عكسية، متسببة في إيقاع قتلى وجرحى في الطرف المهاجم، وفي أحيان كثيرة كانت الخسائر أكبر من عدد الأسرى المستهدفين، وبناءً على النتائج العلمية المتعلقة بهذا الموضوع، أظهرت دراسة أجرتها جامعة "هارفارد" في عام 2015، باعتمادها على التحليل الإحصائي، أن نسبة نجاح تحرير الأسرى بالقوة تبلغ 20% فقط.
وأيضًا، أكدت دراسة أُجريت في جامعة "كامبريدج" في عام 2017، باعتمادها على دراسة حالات مخصصة، أن نسبة نجاح تحرير الأسرى بالقوة تبلغ 15% فقط، وفي سياق مماثل، أظهرت دراسة أُجريت في جامعة "أكسفورد" عام 2019، بعنوان "تحرير الأسرى بالقوة: تحليل تكلفة الفائدة"، أن تحرير الأسرى بالقوة يؤدي غالبًا إلى تصعيد النزاع وزيادة الخسائر البشرية.
وعلى الصعيدين العملي والتاريخي، فإن دولة الاحتلال الإسرائيلي لم تنجح تاريخيًا في تحرير أسرى لديها لدى منظمات فلسطينية أو حتى دول عربية، إلا من خلال المفاوضات، وكان آخر هذه المفاوضات هو الهدنة المؤقتة في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وصفقة غلعاد شاليط في أكتوبر 2011 مع حركة حماس، وصفقة "النورس" في عام 1983 مع الجبهة الشعبية القيادة العامة، وقبل ذلك صفقة أخرى في عام 1979 مع الجبهة الشعبية.
وعلى سبيل المثال، أدى استخدام أسلوب التفاوض القطعي إلى فشل صفقة تبادل حول الطيار الإسرائيلي رون أراد الذي أسر في عام 1986، ومع انقطاع الاتصال مع الأسرى حتى يومنا هذا، يستمر كل من يسيطر على جنود إسرائيليين في تذكير الاحتلال بتجربة رون أراد عند محاولة التفاوض لإطلاق سراح أسرى فلسطينيين.
وبناءً على الواقع، والخبرة التاريخية والدراسات العلمية، يظهر أن الاحتلال الإسرائيلي لن يتمكن من استرداد أسراه من قبضة المقاومة إلا من خلال الموافقة على شروط المقاومة، وبشكل خاص، يجدد نتنياهو وهليفي آمالهما في تحقيق أي نجاح يُظهر أنهما قادران على التغلب على فشلهما الحالي والسابق.