الوقت- في ظل غضب الرأي العام العالمي من جرائم الاحتلال في قطاع غزة، أعلنت وسائل إعلام عبرية أن مسؤولي الموساد يشعرون بالقلق من الحادث الذي وقع قبل أيام بعد هبوط طائرة قادمة من تل أبيب إلى داغستان في روسيا، وأنه سوف يتكرر في أماكن أخرى من العالم.
وحسب تقارير إعلامية، أعلنت وسائل الإعلام العبرية أن الموساد يشعر بالقلق من تكرار حادثة مطار داغستان في روسيا في جميع أنحاء العالم، وكتب موقع "واينت" الصهيوني في تقرير لهذا الغرض، أن مسؤولي جهاز الموساد الإسرائيلي متخوفون للغاية من حادثة مشابهة لتلك التي وقعت في جمهورية داغستان الروسية عندما هبطت طائرة إسرائيلية، في ظل غضب الرأي العالم العالمي من مجازر الاحتلال البشعة بأعنف الصواريخ والأسلحة المحرمة دوليّاً.
الموساد الإسرائيليّ قلقٌ للغاية
بوضوح تام تحدثت وسائل الإعلام العبرية أن الموساد يشعر بالقلق من أن الحادث الذي وقع في داغستان الروسية سيحدث في عشرات الأماكن الأخرى للطائرات الإسرائيلية التي تهبط حول العالم، ولهذا السبب قرر الموساد بالتعاون مع جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي التعرف بشكل فوري على جميع الأماكن التي يخشى من وقوع حادثة مشابهة لحادثة مطار قلعة محاج في داغستان بروسيا بسبب وجود عدد من الإسرائيليين.
وإن الجرائم البشعة التي يرتكبها المحتلون في قطاع غزة منذ 4 أسابيع أثارت غضب دول العالم، وحتى شعوب الدول الغربية والولايات المتحدة، التي تدعم حكوماتها جرائم المحتلين في غزة بشتى الطرق، من خلال تنظيم مظاهرات حاشدة، والعدوان الغاشم للصهاينة، ومجازر الأطفال، وطالبوا بوقف هذه الجرائم.
وقبل أيام، احتج مئات الأشخاص من داغستان الروسية على وصول طائرة من تل أبيب إلى مطار محاج قلعة، واقتحم مئات المتظاهرين المسلمين في داغستان صالة المطار رافعين الأعلام الفلسطينية ومرددين شعارات مناهضة للصهيونية ورفعوا لافتات كتب عليها: "لا مكان لقتلة الأطفال في داغستان".
وأصدر الكيان "أعلى مستوى من التحذير من السفر" إلى داغستان روسيا، بعد أن اقتحم مئات المحتجين المناهضين لـ"إسرائيل" مطارا هناك، بعد أيام فقط من وصول طائرة من "إسرائيل".
وأصيب 20 شخصا قبل أن تغلق قوات الأمن الاحتجاج وتغلق المطار، حيث أدانت الولايات المتحدة الحوادث العنيفة التي زعمت أنها "معادية للسامية" والتي تم الإبلاغ عنها في روسيا، ما يشكل تهديدا للإسرائيليين واليهود حول العالم.
ما حدث في داغستان بالتفصيل، هو أن عشرات المحتجين مساء الأحد الفائت اقتحموا مطار محاج قلعة في عاصمة جمهورية داغستان الروسية ذات الأغلبية المسلمة في القوقاز، بعد أنباء عن هبوط طائرة قادمة من "إسرائيل"، ما أدى إلى إغلاق الحركة الجوية، ودخل المتظاهرون مبنى الركاب، ووصلوا إلى مدرج المطار ومروا عبر الحواجز للبحث عن الركاب الإسرائيليين وتركوا السيارات، حسب الفيديو الذي بثته وكالة إزفستيا الروسية وقناة "آر تي" وتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي هذا الخصوص، أعلنت إدارة الطيران الروسية أنه" بعد الغارة على منطقة الملاحة في مطار ماخاتشكالا من قبل شخص مجهول، تقرر إغلاقها مؤقتا عند الوصول والإقلاع "، مؤكدة أن قوات الأمن وصلت إلى الموقع، وحثت "إسرائيل" السلطات الروسية على حماية الإسرائيليين واليهود في المناطق الخاضعة لولايتها.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان إن السفير الإسرائيلي في موسكو يعمل مع السلطات الروسية لضمان سلامة الإسرائيليين واليهود، وترى "إسرائيل" محاولات مثيرة للقلق الشديد تهدف إلى إيذاء المواطنين الإسرائيليين واليهود في كل مكان، عقب المجازر التي ترتكبها الآلة العسكرية للكيان.
"إسرائيل" خسرت الرأي العام العالمي بالمطلق
في إشارة إلى الغضب العالمي من جرائم الاحتلال في قطاع غزة، أعلنت وسائل الإعلام العبرية أن "إسرائيل" خسرت الحرب أمام الرأي العام العالمي، وحسب تقرير إعلاميّ، فإنه في أعقاب الاحتجاجات العالمية الواسعة المنددة بالجريمة النكراء التي ارتكبها نظام الاحتلال في مستشفى المعمداني بقطاع غزة، أعلنت وسائل الإعلام الصهيونية أن تل أبيب خسرت المعركة أمام الرأي العام العالمي في قطاع غزة، في ظل هجماتها المتواصلة على غزة.
وأعلنت القناة الثانية عشرة التابعة للكيان الصهيوني في هذا السياق أن "إسرائيل" من غير مصلحتها محاولة إشعال حرب لدى الرأي العام حول العالم، ولكننا اليوم نرى ذلك بعد المجزرة التي نفذها الجيش الإسرائيلي وبالأخص في مستشفى المعمداني وسط قطاع غزة، حيث يشهد العالم احتجاجات مناهضة لـ"إسرائيل".
وقال إيال بن روفين، القائد السابق للواء الشمال في جيش النظام المحتل، في مقابلة مع القناة 13 التابعة للنظام، إن القوة الإعلامية لـ"إسرائيل" أصبحت الآن تحت الاختبار ولم تحقق أي نجاح حتى الآن.
ومنذ بداية عملية طوفان الأقصى والعدوان الغاشم الذي نفذه نظام الاحتلال ضد المدنيين في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، يحاول هذا الكيان القمع من خلال الكذب بهدف التأثير على الرأي العام العالمي وتغييره.
عقلية شعوب العالم طبيعة تجاه الجريمة والإرهاب، وبهذه الطريقة، لجأ الصهاينة إلى خلق روايات كاذبة ومزيفة ضد المقاومة الفلسطينية وترويج اتهامات باطلة مثل قطع رؤوس الأطفال الإسرائيليين على يد مقاتلين فلسطينيين.
وبينما لم يتمكن المحتلون من الإعلان عن هذه الكذبة ولو ليوم واحد، وفضحت ادعاءاتهم الكاذبة على الفور من قبل وسائل الإعلام الأمريكية والعبرية نفسها، فقد رأى العالم كله بأعينهم الصور التي لا يمكن تصورها لمسرح الجريمة المروعة للنظام الغاصب في مستشفى المعمداني والكثير من الأماكن الأخرى. حيث جثث المئات من الأطفال الفلسطينيين، مفصولة الرأس عن أجسادهم، وتفككت جميع أشلاء أجسادهم، وتدحرجت بالدماء وسقطت على أرضية الطرقات.
وبعد الإدانة والغضب الواسعين من دول العالم لهذه الجريمة التاريخية التي تعتبر صفعة كبيرة لحقوق الإنسان ولكل القوانين الدولية، حاول المحتلون التغطية على جريمتهم بالادعاء السخيف والكاذب بأن الجهاد الإسلامي كان يستخدم مستشفى المعمداني كمخزن للأسلحة، ونتيجة لضرب صاروخ إسرائيلي نحو المستشفى، انفجر هذا المكان، لتبرير جريمتهم ضد الإنسانية.
وأكدت الفصائل الفلسطينية، بما فيها حركة الجهاد الإسلامي، أن الكيان الصهيوني الغاصب يحاول إيجاد مبرر لقصف المستشفيات الأخرى والتهرب من مسؤوليته في هذه الجريمة النكراء، وتشير جميع الوثائق المتوافرة إلى أن الهجوم الوحشي الذي تعرضت له غزة كان عمليات هجومية، وكانت متعمدة ومخطط لها مسبقا، وإن الوضع المأساوي الحالي في غزة يبرز تاريخا طويلا من الانتهاكات الإسرائيلية، في انتظار العدالة للضحايا، الذين لا تزال بيوتهم المدمرة وشوارعهم المنهكة شاهدة على تلك اللحظات القاسية التي لم يتم حلها بعد.
ولقد اعتاد العالم على المجازر الجماعية التي تتطلب الرد على العنجهية الإسرائيلية ، ولم تقابل محاولات تجنب المجازر البشعة بإدانة واسعة فحسب، بل شهدت العديد من المدن والعواصم، بما في ذلك سوريا وإيران والمغرب وتونس وليبيا وموريتانيا ومصر واليمن ولبنان والأردن والكويت والكثير من العواصم الأوروبية وأمريكا مظاهرات منددة بالاحتلال وتدعو لوقف الحرب الشعواء على الأبرياء، والعالم السياسيّ ما زال يراقب الهبات الشعبية لمساعدة فلسطين وشعبها دون تحريك ساكن.
في الختام، إن سلسلة الجرائم الإنسانية التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين لم تبدأ من لحظة الرد على عملية "طوفان الأقصى" غير المسبوقة 10/7، بل بدأ الاحتلال منذ عقود، إضافة إلى إجراء الهجرة الجماعية للسكان الفلسطينيين، من خلال تنفيذ سياسات وإجراءات التدمير الشامل الممنهج للمدن والقرى الفلسطينية وجرائم الحرب البشعة التي ارتكبت بدم بارد، وقد شهد قطاع غزة خلال الأيام القليلة الماضية قصفا إسرائيليا مكثفا أدى إلى مجازر أوقعت ما يقارب 10 آلاف شخص، وأكثر من 15000 جريح، وأبرزها قصف المستشفيات التي كانت هدفا مباشرا لقوات الاحتلال الإسرائيلي.