الوقت - في الفيلم، المشارك في مهرجان تورونتو السينمائي ضمن تظاهرة «اكتشاف» (2023) الفيلم الطويل «الأستاذ» حملت نابلسي أهمّ قيمتين هما، إنسانية الحالة الفلسطينية والقدرة على التحقيق بتحدٍّ للشروط الواقعية للاحتلال. عنصران جعلا من الفيلم إضافةً نوعية لمسيرة السينما الفلسطينية، لسببٍ رفعَهما وهو الشغل البصري الممتع في نقل سرديةٍ مكتوبة بعناية.
أبقى الفيلمُ القصة الفلسطينية في سياقها المحلي المسيطِر على عموم هذه السينما، لكن بانزياحٍ عن المتكرّر ضمن هذا السياق، فلم تُبنَ القصة على عناصر إنشائية وإسمنتية للاحتلال، بل على استقلالية فلسطينية ضمن حالة الاحتلال. ولم تحُم حول جدار أو حاجز أو جندي أو جيب عسكري، ولم تتصرّف الشخصية الرئيسية، الأستاذ باسم، بردّ فعلٍ على ذلك، بل كان التصرف مبنياً على حالة دائمة للاحتلال، لا على حدثٍ فردي راهن يتطلّب ردّ فعلٍ تجاهه، مصغّراً، الحدثُ وردُّ الفعل، ديمومةَ الاحتلال وضرورةَ المقاومة بوصفها استمرارية، وبشكلها الاحترافي، بمعزل عن الحدث الراهن.