الوقت- استضاف وزیر الخارجیة الدکتور حسین أمیرعبداللهیان، الأحد الماضي، وزیر خارجیة الجمهوریة الترکیة السید هاکان فیدان والوفد المرافق له، وخلال جولتی المباحثات بین وزیري خارجیة البلدین والوفد المرافق، تم بحث وتبادل مختلف القضایا الثنائیة وبعض القضایا ذات الاهتمام الإقلیمی والدولی المشترک.
وأعرب وزیر الخارجیة عن ارتیاحه لهذا اللقاء، وقال إن الصداقة بین إیران وترکیا قدیمة وعمیقة ومتجذرة ونأمل أن نتمکن من زیادة العلاقات الثنائیة بشکل أکبر فی إطار الأهداف المحددة، ولاسیما فی إطار دبلوماسیة القادة.
وأشار الدکتور أمیرعبداللهیان إلى أنه تم توقیع العدید من الاتفاقیات بین إیران وترکیا، وخاصة خلال اللقاء بین رئیسی البلدین، هناک قضایا مختلفة ومهمة فی مجالات الاقتصاد والتجارة والطاقة والأمن على جدول أعمالنا، وواجبنا فی وزارتی خارجیة البلدین هو تفعیل القدرات الموجودة فی البلدین من خلال البرامج والتعاون والمشاریع المشترکة، وخاصة، تحقیق الهدف الذی حدده الرئیسان لزیادة العلاقات التجاریة الثنائیة إلى 30 ملیار دولار.
وقیّم وزیر الخارجیة العلاقات بین البلدین بأنها تسیر على الطریق الصحیح، وذکر أن تفعیل الآلیات القائمة وعقد الاجتماعات المتخصصة بین البلدین سیساعد على تذلیل العقبات وتسریع تنمیة العلاقات.
وأشار وزیر الخارجیة إلى أهمیة تنفیذ بنود وثیقة التعاون الشامل بین البلدین، ووصف تنظیم وتسهیل التعاون التجاری فی القطاع الخاص بین البلدین بالمهم، کما أکد أهمیة التعاون فی مجال النقل فی تعزیز التجارة بین البلدین، واقترح عقد اجتماع لجنة النقل المشترکة بین البلدین قریبا، واعتبر الدکتور أمیرعبداللهیان ممرات العبور أرضیة مهمة للتعاون بین البلدین، وأکد على أهمیة تعزیز التعاون التکاملی فی هذا المجال، کما أعلن عن استعداد الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة لعقد اجتماع اللجنة العلیا للحدود بین البلدین.
رفع التعاون التجاري إلى 30 مليار دولار
ذكر وزیر الخارجیة التعاون فی مجال الطاقة والکهرباء کأحد مجالات التعاون المهمة الأخرى بین إیران وترکیا، وقال إنه یمکننا تعزیز التعاون فی هذا المجال فی إطار منظمة اکو وسوق الطاقة أیضا، وفيما یتعلق بالقضایا الجمرکیة أیضا، نحتاج إلى مزید من التعاون من أجل الوصول إلى هدف 30 ملیار دولار.
واعتبر وزیر الخارجیة التعاون فی مجالات العلوم والتکنولوجیا والصحة والعلاج کأحد مجالات التعاون الأخرى بین البلدین، وأضاف إننا على استعداد لعقد الاجتماع الثامن للجنة التعاون الزراعی والثروة الحیوانیة لتعزیز التعاون الزراعی والحیوانی.
وتناول رئیس الجهاز الدبلوماسی موضوع المیاه والمشکلات الناجمة عن ندرة المیاه والحساسیات التی نشأت فی هذا الصدد، مؤکدا على ضرورة الإسراع فی عقد الجولة الجدیدة من اجتماع اللجنة الفنیة للبلدین، ودعا إلى اتخاذ التدابیر اللازمة فیما یتعلق بالاستخدام العادل للمیاه فی نهر آرس، حیث یتم الاحترام الکامل للحقوق المائیة التاریخیة والعرفیة والبیئیة لمناطق مجرى نهر آرس، کما وصف الدکتور أمیرعبداللهیان التعاون فی المجالات البیئیة بالمهم، وأکد على أهمیة مشارکة الممثل الأعلى للحکومة الترکیة فی المؤتمر الدولی للبیئة ومواجهة الغبار الذی سیعقد قریبا فی طهران.
ووجه وزیر الخارجیة الشکر للحکومة الترکیة على موقفها ضد الإسلاموفوبیا وإهانة المقدسات الإسلامیة والدینیة فی بعض الدول الأوروبیة، وأکد على أهمیة التعاون الوثیق بین البلدین فی إطار منظمة التعاون الإسلامی وغیرها من المحافل الإقلیمیة والدولیة لمواجهة تیار الإسلاموفوبیا وتدنیس الکتب المقدسة.
وثمن وزیر الخارجیة تطابق وجهات النظر والتعاون والتوافق بین الجانبین فیما یتعلق بالتطورات الإقلیمیة والعالمیة مع بعضهم البعض باعتباره عاملاً مهماً فی ضمان السلام والاستقرار الإقلیمیین.
کما أکد على أهمیة القضیة الفلسطینیة باعتبارها القضیة المرکزیة للعالم الإسلامی، وشدد على ضرورة تعزیز دعم العالم الإسلامی لفلسطین، وأضاف إن وجود الکیان الصهیونی فی المنطقة لن یکون له أی نتیجة سوى إثارة الفتنة والخلافات بین الدول الإسلامیة.
کما أشار الدکتور أمیرعبداللهیان إلى التطورات فی منطقة القوقاز، وقال إن السلام والأمن فی القوقاز لا یقل أهمیة عن السلام والأمن فی الداخل بالنسبة لنا، وکل من أذربیجان وأرمینیا جارتان لنا ونحن ندعم السلام بین البلدین.
وأشار السید فیدان إلى أهمیة التعاون الثنائی فی مختلف المجالات وأکد على أهمیة المباحثات الإقلیمیة بین البلدین، ووصف الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة وجمهوریة ترکیا بأنهما دولتان قویتان فی المنطقة مسؤولتان عن ترسیخ السلام والاستقرار فی المنطقة.
ولفت فیدان إلى العلاقات التاریخیة والثقافیة الغنیة بین البلدین، وأضاف: أظهر الزلزال الأخیر فی ترکیا عمق التعاطف والتضامن بین إیران حکومة وشعباً، وترکیا حکومة وشعبا.
یذکر أنه خلال جولتی المحادثات بین وزیری خارجیة البلدین والوفد المرافق، اتفق الجانبان على تعزیز العلاقات بشکل شامل، بما فی ذلک تحقیق حجم تجاری قدره 30 ملیار دولار بین الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة والجمهوریة الترکیة وبحثا تفعیل الأسواق الحدودیة وإنشاء معبر حدودی جدید وتطویر المنطقة الحرة على الحدود المشترکة بین البلدین.
کما بحث الجانبان عقد لجنة اقتصادیة مشترکة، وتوسیع التعاون التجاری والجمرکی، وتطویر العلاقات فی مجالات السیاحة والطاقة والنقل والزراعة والثروة الحیوانیة والصحة والعلاج والعلوم والتکنولوجیا والاستثمار والمصارف وتبادل الأساتذة والطلاب والتعاون الریاضی.
وکانت القضایا القنصلیة، وخاصة عملیة نقل المحکومین وتسهیل حرکة المواطنین عبر الحدود، من بین القضایا المهمة الأخرى التی جرى بحثها خلال اللقاء بین وزیری خارجیة البلدین، وکان تشکیل الصیغ الثلاثیة بین إیران وترکیا وأذربیجان، وإیران وترکیا والسعودیة، فضلا عن الوضع الراهن فی أوکرانیا والیمن وأفغانستان، من المحاور الإقلیمیة الأخرى التی جرى بحثها بین الجانبین.
التعاون والتآزر بين إيران وتركيا مصدر للأمن والاستقرار
التقى الدكتور علي أكبر أحمديان ممثل قائد الثورة الاسلامية وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني عصر يوم امس، مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الذي يزور طهران على رأس وفد رفيع المستوى؛ وبحث معه سبل تطوير التعاون الشامل بين البلدين، ولا سيما في المجالين الأمني والاقتصادي.
وأشار أحمديان في هذا اللقاء، إلى تاريخ التعاون الطويل بين البلدين، مؤكداً أن العلاقات بينهما هي مصدر للأمن وإرساء الاستقرار، وقال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي: تعزيز العلاقات الودية بين البلدين الجارين يوفر المصالح المستقرة لكل من ايران وتركيا.
وهنأ الدكتور احمديان فوز السيد أردوغان وحزبه وتعيين السيد فيدان وزيراً لخارجية تركيا، مبدياً أمله في أن ترتقي العلاقات بين طهران وأنقرة إلى المستويات المميزة التي يرغب فيها قادة البلدين.
وفي معرض إشارته الى كلام قائد الثورة الاسلامية لدى لقائه مع الرئيس التركي العام الماضي، والذي قال فيه سماحته "إن أمن تركيا من أمن إيران"، أوضح أحمديان بالقول: إيران وتركيا ركاب نفس السفينة، والأعداء الذين هم على دراية بهذه الأوضاع يحاولون عرقلة مسار التعاون الثنائي وتضافر القدرات الهائلة للبلدين.
وفيما أوضح بأن كلا البلدين قد تضرّرا من الإرهابيين الذين دعمهم الغرب والكيان الصهيوني بكل أنواع الدعم، قال أمين المجلس الاعلى للأمن القومي الايراني: من حسن الحظ أن دول المنطقة توصلت إلى قناعة مشتركة مفادها بأن الأمن ليس مضمونا أو مستداما، وأن الآليات المحلية والتعاون الإقليمي يضمنان الأمن المستدام.
وشدد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي على ضرورة تعزيز التعاون الاقتصادي بين طهران وأنقرة، وخاصة في مجال الطاقة والنقل، معتبرا أن تحقيق 30 مليار دولار للتبادلات التجارية أمر سهل المنال.
ولفت أحمديان إلى ضرورة التعاون بين البلدين في مسألة مواجهة الإسلاموفوبيا وإهانة القرآن الكريم، وأكمل بالقول: إيران وتركيا، باعتبارهما أكبر دولتين في العالم الإسلامي، ملزمتان بالقيام بواجبهما الديني والتاريخي في الدفاع عن الإسلام مقابل اعتداء جبان لعملاء الصهاينة الدوليين على معتقدات الملايين من المسلمين في العالم.
كما لفت أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني إلى التطورات في منطقة القوقاز ومعارضة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لأي تغيير جيوسياسي في المنطقة، وكان عقد اجتماع 3 + 3 إجراء فعال لحل سوء التفاهم وحل القضايا العالقة بين دول هذه المنطقة.
وفي هذا اللقاء، أبدى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في معرض تهنئته بتعيين الدكتور أحمديان أميناً للمجلس الأعلى للأمن القومي للجمهورية الإسلامية الإيرانية، اهتمام بلاده بالتوسيع الشامل للعلاقات مع إيران.
وأعرب عن أمله في أن يبدأ فصل جديد من التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف في هذه المرحلة بين البلدين، وشدد هاكان فيدان، في هذا الاتجاه، على ضرورة الحذر من أذى الأعداء الذين استهدفوا العلاقات بين البلدين بأفعالهم التخريبية، وخاصة إعلامياً، وأعرب وزير الخارجية التركي عن ارتياحه للاتفاق بين إيران والسعودية، ووصف إيران بأنها دولة كبيرة ومسؤولة في المنطقة، وأشاد بدور الجمهورية الإسلامية في الحرب ضد الإرهاب.
