الوقت - يتفاخر الصهاينة دائمًا بعدوانيتهم ووحشيتهم، ولا يترددون في اتخاذ أي إجراء لإظهار هذه الخصائص السلوكية، حيث كان تاريخ الكيان الصهيوني مليئًا دومًا بأعمال مرعبة ومخيفة ضد السكان الأصليين لفلسطين، وقد أثبتوا مرات عديدة وفي فترات تاريخية مختلفة، أن السلوك العدواني واللاإنساني في التعامل مع المسلمين وارتكاب القتل والجريمة كان شيئًا ممتعًا لهم، ويبذلون في ذلك قصارى جهدهم لإظهار وجههم الحقيقي، وفي الواقع، يثبتون أنهم كائنات "شبه حيوانية.
إن ما تسمی "مسيرة الأعلام" في القدس المحتلة، هي مثال واضح على أحد هذه التصرفات الوحشية للصهاينة، فخلال هذه المراسم البغيضة، يدعي الصهاينة ملكية القدس، ويهينون الأماكن الإسلامية المقدسة، ونبي الإسلام الحبيب(ص)، ويهاجمون السكان الفلسطينيين في القدس.
تقام "مسيرة الأعلام" كل عام بمناسبة احتلال القدس خلال حرب الأيام الستة عام 1967، ويدخل المتظاهرون الصهاينة البلدة القديمة في القدس بالمرور عبر باب العامود، وبعد المرور بالأحياء الإسلامية يتوجهون إلى حائط المبكى (مكان مقدس لليهود).
في هذه المناسبة، يغني الصهاينة أغاني ويرددون شعارات ذات مواضيع عنصرية مثل الموت للعرب، وإهانة المقدسات الإسلامية، وإتلاف المحلات التجارية الفلسطينية وإلخ، ويزعجون أهالي الأحياء الإسلامية ويثيرون صراعات مع الفلسطينيين، وهناك جماعات صهيونية متطرفة من بين مؤيدي إقامة مسيرة الأعلام في القدس المحتلة.
وفي الحكومة الحالية للکيان الصهيوني بقيادة نتنياهو، تمكنت الجماعات المتطرفة من الحصول على جزء من القوة والسلطة، ومن بين هؤلاء، يمكننا أن نذكر سموتريش وبن غفير، اللذين لديهما وجهة نظر عنصرية وعنيفة للغاية ضد الفلسطينيين والمسلمين، ويحاولان دائمًا الاشتباك مع الفلسطينيين وإلحاق الأذى بهم، وقد تسببت خطط وبرامج هذين المتطرفين في حدوث صراع وتوتر بين المجتمع العربي والمحتلين الصهاينة.
مسيرة الأعلام التهويدية
أعلنت “منظمات الهيكل” المزعوم وعدد من منظمات اليمين الاستيطانية، عن تنظيم “مسيرة أعلام” تهويدية في القدس، ستنطلق الساعة 9:45 ليلا من ، وستمرّ في البلدة القديمة وتستهدف المسيرة التهويدية أبواب المسجد الأقصى، الجديد والزاهرة والعمود والأسباط، لتنتهي بالدخول إلى البلدة القديمة من باب المغاربة ثم إلى ساحة البراق.
وتصاعدت الدعوات للرباط في المسجد الأقصى، لصد اقتحامات جماعات المستوطنين فيما تسمى ”ذكرى خراب الهيكل”، كما تعالت الدعوات لضرورة تصعيد المواجهة مع قوات الاحتلال في الضفة الغربية، دفاعاً عن الأقصى، الذي يتعرض لتهديدات كبيرة جراء المخططات الاستيطانية والتهويدية في مدينة القدس.
وحذرت جهات فلسطينية من تفجر الأوضاع في مدينة القدس، جراء تواصل جرائم الاحتلال وتصاعد مخططاته الاستيطانية بحق المقدسات الإسلامية.
وأكد الناطق باسم حركة حماس عن مدينة القدس محمد حمادة أن مخططات المستوطنين للمساس بالأقصى، تمثل صاعق تفجير وشعبنا سيتصدى للعدوان.
وأوضح حمادة أن شعبنا المرابط في قمة اليقظة، ولن يصمت أمام مساعي العدو لتحقيق قفزات في مخططاته ضد الأقصى، داعياً إلى النفير والتصدي لمخططات المستوطنين بالمسجد المبارك نهاية الأسبوع الجاري.
القدس مكان غير آمن للصهاينة
يحاول المسؤولون الصهاينة الخروج من تداعيات العمل الاستفزازي الذي أوقعوا أنفسهم فيه، وهم يدركون أكثر فأكثر أن أملهم في تحقيق الأهداف التي كانوا يسعون إليها من خلال تنظيم هذه المسيرة قد تبدد، حيث يواجه الصهاينة في السنوات الأخيرة تحديات عديدة في تنظيم هذه المسيرة، أهمها المقاومة الفلسطينية؛ وهو ما ألغى المسيرة العام الماضي.
وفي المرحلة الحالية أيضًا، يقف المقاتلون الفلسطينيون في أحياء القدس وقبضاتهم مرفوعة أمام المستوطنين الصهاينة، لتغيير المعادلات لصالحهم، وهذه حقيقة لا يشير إليها الفلسطينيون فقط، بل وفقًا لاستطلاعات الرأي، يعترف نحو 73٪ من الصهاينة أيضًا بأن القدس أصبحت مكانًا غير آمن للإسرائيليين، في السابق، كانت ما تسمى مسيرة العلم احتفالًا تقليديًا يقيمه المستوطنون الصهاينة، ولم يكن للصهاينة تحدياً كبيراً لعقده، طبعاً، كل هذا كان مرتبطاً بما قبل معركة "سيف القدس" والمعادلات التي رُسمت في هذه الحرب.
مسيرة العلم الصهيوني حدث يهدد بشكل خطير الاستقرار الأمني للصهاينة
لقد تحولت مسيرة العلم الصهيوني إلى حدث يهدد بشكل خطير الاستقرار الأمني للصهاينة، إضافةً إلى ذلك، نرى دولًا كبرى حول العالم والمنطقة تحذر الكيان الصهيوني من عواقب إقامة مسيرة العلم، كما نرى أن الصهاينة يلجؤون إلى الوسطاء لتقليل عواقب هذه المسيرة.
من ناحية أخرى، ونظراً للمخاطر الجسيمة لإقامة مثل هذه المراسم على الصهاينة، بذلت المؤسسات الأمنية والعسكرية والسياسية التابعة للکيان الصهيوني جهوداً کبيرةً ونصحت بعضها البعض باتخاذ مواقف حذرة ومنع تفجر الأوضاع في قطاع غزة والذي سيمتد إلى الأراضي المحتلة، وإلا ستدخل "إسرائيل" في حرب إقليمية مع نتائج غير معروفة.
وفي هذا الصدد، وبالتزامن مع إقامة مسيرة الأعلام الصهيونية، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن مسؤولين كبار في معهد الأمن الإسرائيلي أبلغوا مسؤولين بارزين في الشرطة خلال اجتماع لتقييم الوضع: أن "لديهم مسؤولية كبيرة، وأداء الشرطة الإسرائيلية في القدس يحدد ما سينتج عن هذه المسيرة".
وفي السياق نفسه أيضًا، يعرب المسؤولون الصهاينة عن قلقهم من أن الفلسطينيين سيستأنفون عملياتهم الاستشهادية في الأراضي المحتلة، وأن "إسرائيل" ستتحرك نحو سيناريوهات أكثر خطورةً.
وفي هذا الصدد، تطرقت مؤسسات التقييم واتخاذ القرار في الكيان الصهيوني إلى هذا الموضوع من خلال عقد اجتماعات، وأهم ما يخشاه الکيان الصهيوني أن تتوحد كل الساحات الفلسطينية وتقاتل الصهاينة بشكل موحد، وبما ينسجم مع المعادلات التي وضعتها المقاومة الفلسطينية کما حدث في معركة سيف القدس، وتتجلى بوادر هذا القلق بوضوح في المناورات العسكرية للکيان الصهيوني ومواقف مسؤولي الکيان.
ارتباك الإسرائيليين وتخوف صهيوني
لقد أدرك المحتلون أن قرار الفلسطينيين بالمواجهة العسكرية لدعم القدس والمسجد الأقصى لم يكن بسبب حالة عاطفية أو استجابةً للرأي العام الفلسطيني، وطالما استمر الكيان الصهيوني في عدوانه على مقدسات فلسطين، فإن نضالات أهل هذه الأرض ستستمر، ولهذا السبب وفي ظل هذه الظروف، بدا أن المقاومة تميل إلى تغيير موقفها باستخدام أساليب تكتيكية جديدة، لكن في الوقت نفسه، تسببت تهديداتها في تصاعد الخوف والذعر بين الرأي العام الإسرائيلي.
وفي غضون ذلك، يجب أن ننظر في بعض النقاط الرئيسية التي تظهر في المقام الأول إلى أي مدى أرعبت تهديدات فصائل المقاومة الفلسطينية الصهاينة، ودفعتهم إلى اتخاذ إجراءات على مستوى حدث أمني كبير لعقد ما يزعمون أنه احتفال تقليدي وعرفي، ثم نقيِّم ما ستكون عليه ردود الفعل القادمة للمقاومة الفلسطينية.
تكتيكات المقاومة الفلسطينية للحرب الكبرى مع الصهاينة
التقدير السائد بين أجهزة الأمن التابعة للکيان الصهيوني، هو أن حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى لن تتسرع في صراع عسكري واسع النطاق مع الجيش الإسرائيلي، لكن في الوقت نفسه، قد تتبنى الفصائل الفلسطينية تكتيكات جديدة لبدء القتال مع الجيش الإسرائيلي، انطلاقاً من أماكن مثل الضفة الغربية، كما يعتقد الصهاينة أنه لا ينبغي التغاضي عن حقيقة أن ما حدث في القدس له أبعاد سياسية عديدة، تؤثر على الوضع في "إسرائيل" في هذا الصدد، نعم لقد بدأت فصائل المقاومة الفلسطينية القتال للدفاع عن القدس والمسجد الأقصى، في وضع لم يتوقع الکيان الصهيوني رد الفعل هذا وأخطأ في تقديره بشكل خطير.
في السياق نفسه وفي هذه المرحلة يستعدّ الفلسطينيون لمواجهة أكبر مع کيان الاحتلال، وهي حرب، إضافة إلى المكاسب السياسية والعسكرية لفلسطين، تقلل من الخسائر المادية والبشرية للفلسطينيين، وتستهدف ضعف الإسرائيليين، وهو السكان وفقدان الأرواح.
خشية الصهاينة من الرد الانتقامي للمقاومة في "مسيرة الأعلام"
أفادت وسائل الإعلام العبرية بأن المؤسسات الأمنية والعسكرية في حالة تأهب وخوف من احتمال رد فعل صاروخي من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية، وتجدد الاضطرابات في فلسطين المحتلة.
وفي السياق نفسه ذكرت العديد من المواقع الاخبارية أن المؤسسات العسكرية والأمنية التابعة لهذا الکيان أعلنت حالة التأهب، بالتزامن مع تحرك المستوطنين المتطرفين في تنظيم مسيرة الأعلام اليوم، وفي هذا الصدد، حذّر موقع "والا" الصهيوني مسؤولي الشاباك (الأمن الداخلي) وقادة الجيش من إطلاق التصريحات الاستفزازية وغير المسؤولة لكبار المسؤولين في هذا الکيان بشأن الحرم الإبراهيمي والمسجد الأقصى، لأنه قد يؤجج استئناف النزاعات، وطالب هذا الموقع الصهيوني سلطات هذا الکيان بعدم ربط مسيرة الأعلام بالحرم الإبراهيمي في تصريحاتهم، ونصح موقع والا السياسيين المتشددين، بمن فيهم إيتمار بن غفير ووزير الأمن الداخلي (الشاباك) ومسؤولين سياسيين آخرين، بالامتناع عن التصريحات الحادة والاستفزازية في ظل الصراع الأخير مع مقاومة غزة، لأنه يُخشى أن تستخدمه فصائل المقاومة ذريعةً لإشعال الحرب الإقليمية.
وجاء في تقرير موقع والا أن المؤسسات الأمنية والعسكرية قلقة للغاية من إعادة إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، في ظل الصراع العسكري الأخير بين هذا الکيان ومقاومة غزة، مع اقتراب مسيرة الأعلام في القدس.
وكشف هذا التقرير أن الجيش الصهيوني، بالتزامن مع مسيرة الأعلام، وضع المزيد من التحصينات الدفاعية والأمنية حول المستوطنات المجاورة لقطاع غزة، خوفاً من الهجمات الصاروخية من قبل المقاومة في قطاع غزة.
وفي هذا الصدد، كشفت وسائل إعلام عبرية أنه قبل مسيرة الأعلام، سيتم نشر منظومة القبة الحديدية في البلدة القديمة بالقدس المحتلة لمواجهة الهجمات الصاروخية المحتملة.
يشار إلى أن الشرطة الأمنية التابعة للکيان الإسرائيلي ألغت للمرة الأولى مسيرة الأعلام عام 2021 في القدس المحتلة، رداً على الهجمات الصاروخية للمقاومة في قطاع غزة في عام 2022، وبسبب الخوف من هجوم صاروخي آخر من قبل المقاومة تجاه القدس المحتلة، أنهت شرطة الاحتلال مسيرة الأعلام.