الوقت- يلجا الكيان الصهيوني الصهيوني الهش إلى سياسة الاغتيالات في التعامل مع قادة وكوادر الفصائل الفلسطينية المقاومة، المصنفين في قوائمها بالخطرين، خلال السنوات الماضية تزايدت التصريحات الإسرائيلية الداعية إلى اغتيال قادة حركات المقاومة، فالكيان الصهيوني اعتبر كل قائد في المقاومة خطرًا وخاصة قادة الوحدات الصاروخية، فالكيان الصهيوني يعتبر قادة الوحدات الصاروخية مسؤولين عن أعمال المقاومة التي تجري ضدهم وأنهم مسؤولون عن الصواريخ التي تتجه شمال فلسطين المحتلة.
وما تجدر الإشارة اليه أننا من مقاربتنا للاغتيالات الإسرائيلية لقادة فلسطينيين نجد أن اغتيالاتهم قتلت عسكريين كصلاح شحادة وأحمد الجعبري رحمهما الله، وقتلت في الوقت نفسه سياسيين مثل الشيخ أحمد ياسين، والمهندس إسماعيل أبو شنب رحمهما الله، وعليه فلا داعي لتصنيف العاروري بالرجل العسكري لتقرر حكومة نتنياهو اغتياله.
في السياق نفسه فإن (إسرائيل) تغتال العسكري النشط، وتغتال السياسي المؤثر، والاغتيالات كآلية عمل تفوق فيها الإسرائيليون على غيرهم لم تتوقف البتة، ولم تشطب من وسائل عمل قوات الاحتلال، ومن ثمة فلا داعي للحديث عن عودة للاغتيالات.
ومن جهةٍ اخرى فإن الإغتيالات لم تثبت جدواها في التعامل مع الفلسطينيين، فكثيرًا ما جاءت الاغتيالات بقادة جدد أشد كراهية (لإسرائيل)، وأكثر دعمًا للعمل العسكري. ثم إن مجموع عمليات الاغتيال لم تحقق أهداف (إسرائيل) في ردع المقاومة، أو وقف أعمالها، لهذا يمكن القول إن الاغتيالات سلاح ذو حدين، فبه يحدث شطب لقائد أو كادر، ولكنه يستولد قائدًا جديدًا، وزيادة على ذلك يستجلب ردًّا فلسطينيًّا قويًّا كما حدث حين اغتالوا أحمد الجعبري رحمه الله، ويستجلب نقدًا عالميًّا حيث تعترض دول عديدة على مبدأ الاغتيالات، لأنه إعدام متعمد خارج المحكمة.
تحذيرات عربية عاجلة للفصائل الفلسطينية
في سياق عودة الكيان الصهيوني لسياسية الاغتيالات ضد أبناء حركات المقاومة كشفت مصادر رفيعة المستوى، عن تلقي فصائل المقاومة رسائل تحذير من جهات عربية حول مخططات إسرائيلية قد تُنفذ داخل قطاع غزة وخارجه في أي لحظة، ستقلب الأوضاع بأكملها وتعيد التوتر والتصعيد العسكري من جديد، رغم سريان التهدئة الحالية التي جرت برعاية مصرية.
وأكدت المصادر في تصريحات خاصة لـ”رأي اليوم”، أن حالة الهدوء الحالية في قطاع غزة “مغشوشة وقابلة للاشتعال في أي لحظة”، وان إسرائيل لن تتوانى عن تنفيذ أي عمليات اغتيال لأبرز قادة فصائل المقاومة في حال سنحت لها الفرصة.
وذكرت أن دولا عربية ( لم تسمها) نقلت رسائل التحذير لفصائل المقاومة حول “مخططات إسرائيلية لعمليات اغتيال” في المرحلة المقبلة، مشيرةً إلى أن الفصائل الفلسطينية تعلم جيدًا أن الجانب الإسرائيلي لا يمكن ائتمانه وأن الغدر سمته الرئيسية في تعامله مع الفلسطينيين.
ولفتت إلى أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو تسعى دائمًا لإشعال التصعيد والتوتر بالدم الفلسطيني لتصدير خلافاته وأزماته الداخلية التي يعاني منها، مؤكدةً أن المقاومة أخذت التحذيرات على مُحمل الجد وهناك تجاوب فعلي وحذر من الغدر الإسرائيلي.
فصائل المقاومة الفلسطينية وتحذيراتٍها للكيان الصهيوني
من الواضح أن السنوات القادمة ستكون عصيبة على الكيان الصهيوني إذا ما فكر الكيان الصهيوني بالقيام بأي حماقة ضد قطاع غزة أو ضد المدنيين من أبناء الشعب الفلسطيني في مختلف المناطق الفلسطينية المحتلة، وخاصة أن الحكومة الجديدة التي تم تشكيلها موخراً داخل الكيان الصهيوني تُعاني من أزمات كبيرة فقد سبق وأن خرجت العديد من المظاهرات ضد الحكومة الجديدة التي يقودها نتنياهو، المظاهرات التي خرجت اتهمت الحكومة الجديدة بالتطرف وحسب ما جاء وتم التطرق اليه من قبل وسائل الإعلام الصهيونية أن نتنياهو يقود "اسرائيل" إلى الهاوية.
في السياق نفسه فقد أكدت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، أنها كانت أصحاب اليد العليا والضربة الأخيرة خلال معركة ثأر الأحرار ولم تسمح أبداً للاحتلال بالاستفراد وتحقيق مراده، وأفشلت سياسة المجرم الأرعن بنيامين نتنياهو بتحقيق أهدافه من خلال سياسة الاغتيالات، فقد شددت الغرفة المشتركة ، على أن "هذه المعركة أثبتت وستثبت قادم الأيام أن الاغتيالات والجرائم لم تزد شعبنا ومقاومتنا إلا عنفوانا وعنادًا وإصرارًا على سحق عنجهية المحتل."جاء ذلك، خلال كلمة له في المهرجان المركزي "ثأر الأحرار" الذي أقامته حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة وجنين ولبنان وسورية تأبيناً لشهداء العدوان الأخير على غزة .
وأكدت الغرفة، أن المقاومة وسرايا القدس أثبتت قدرتها على الصمود والثبات وتحقيق ما وعدت به أمام حرمة الدم الفلسطيني وكان الرد واضحاً في القدس وتل أبيب وفي كل مغتصبات العدو وحصونه، وما تكتم عنه العدو أضعاف أضعاف ما بدا عبر شاشات التلفزة ووسائل الإعلام، وحذرت ، العدو من أي عملية اغتيال أو حماقة، فنحن عند وعدنا وعهدنا بالرد بكل قوة في عمق العدو وبشكل موحد وبلا أي تردد، وقد خبرنا العدو جيداً.
ودعت، كل الأحرار في العالم بالوقوف عند مسؤولياتهم أمام قضية الأمة المركزية فلسطين وتوجيه كل الطاقات وتسخير كل الإمكانيات من أجل دحر الاحتلال الجاثم على أرضنا فلسطين فلا استقرار ولا أمن ولا أمان لشعوب المنطقة طالما استمر الاحتلال لفلسطين، ومن خلال التحذيرات التي أطلقتها الغرفة المشتركة للمقاومة أكدت فصائل المقاومة من أن أي عمليات اغتيال جديدة بحق قادة فصائل المقاومة على غرار ما جرى قبل أسابيع والاستفراد بأي فصيل فلسطيني لن تمر مرور الكرام ، وأكدت أن الدم الفلسطيني خط أحمر، وأن العبث في حياة الشعب الفلسطيني أمر لا يمكن السكوت عليه.
مقترح غامض
اقترحت مجلة “يسرائيل ديفينس” الصادرة عن الجيش الإسرائيلي في تقرير حول قطاع غزة والمشاكل التي تواجهها تل أبيب بسببه، تسليم إدارة القطاع لمصر. وقالت المجلة العسكرية الإسرائيلية إن هناك حلولا لقطاع غزة، لكنها كلها إشكالية، فإسرائيل تريد استبدال حكم حماس في قطاع غزة بطرف آخر فلسطيني أو جهة عربية أخرى، تكون أكثر اعتدالا، مثل مصر.
وأضافت إن مصر مناسبة لهذا المنصب لأن لها حدودا مع قطاع غزة، وحكمت هذه المنطقة في السابق، ومعظم سكانها من العرب السنة، مثل غالبية السكان في مصر، ويحافظ النظام في مصر على العلاقات مع رؤساء المنظمات في قطاع غزة.
وأوضحت أنه على الرغم من أحقية مصر في هذا الموضوع، إلا أن مصر غارقة في مشاكلها وخاصة على الصعيد الاقتصادي، وأصبح الوضع في هذه المنطقة حادًا للغاية مؤخرًا بسبب الحرب في أوكرانيا، كما أن عدد سكان مصر أكثر من مئة مليون نسمة، على الرغم من الجهود المستمرة وغير الناجحة بشكل خاص ، للحد من عدد سكانها، وبالتالي فإن مصر بها عدد غير قليل من السكان الفقراء. كما أنها لا تريد أن تكون مسؤولة عن أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في قطاع غزة، معظمهم يعانون من الفقر، كما أنهم يعيشون في منطقة بها بنية تحتية متداعية، الأمر الذي يتطلب استثمارات ضخمة، ولا تملك مصر المال اللازم لذلك.
ولفتت المجلة الإسرائيلية إلى أن البدائل الأخرى غير موجودة بالفعل، فالسلطة الفلسطينية بالكاد تعيش في الضفة الغربية، وربما ليس لفترة طويلة أيضا بسبب الصعوبات وعدم اليقين في حقبة ما بعد الرئيس أبو مازن، وهناك احتمال ضئيل للغاية في أن تتمكن السلطة الفلسطينية من السيطرة على قطاع غزة، حتى في ظل الصراع بينها وبين حماس، وفق “معا”.
وزعمت المجلة أن إسرائيل بالتأكيد لا تريد السيطرة على قطاع غزة مرة أخرى، ولا تزال تتذكر جيدا التجربة السابقة لسعر التحكم في عش هذا الدبابير، مضيفة إنه مع كل المشاكل التي يسببها قطاع غزة ، فإن التعامل معها من الخارج أفضل من التعامل معها من الداخل.
وأضافت إنه كحل وسط بين حل جذري، واحتلال قطاع غزة، واستمرار الوضع القائم، يمكن تنفيذ عملية عسكرية قصيرة نسبيا في جميع أنحاء قطاع غزة، بهدف تدمير البنية التحتية العسكرية.
تصاعد العمليات الفدائيّة.. سيجعل الكيان الصهيوني يعيش في مأزق
لا يخفى على أحد أنّ القيادة الأمنية والعسكرية للكيان باتت عاجزة بشكل كامل عن إدارة الأوضاع عقب التصعيد الخطير الذي قامت به في الفترة الماضية، على الرغم من التحذيرات التي لا حصر لها مع كل عدوان جديد تنفذه قوات العدو، وهو اقتراب تحول الضفة الغربيّة بكاملها إلى "غزة ثانية" لردع العدوان الهمجيّ الذي لا يتوقف عن قتل المدنيين وتدمير مقدساتهم وتهديد أرواحهم.
نعم إن المقاومة الفلسطينية قادرة على مفاجأة الاحتلال بضربات قوية، فرصاص المقاومة هو الرد العملي على الاستيطان الصهيوني الذي يتمدد في الضفة، في ظل تسارع المخططات الاستيطانيّة الصهيونيّة في الضفة الغربيّة المحتلة والقدس من أجل محاولة وسم هوية مدينة القدس كعاصمة يهوديّة لكيان الاحتلال الغاشم وقتل أيّ مساعٍ فلسطينيّة أو دوليّة لإقامة دولة فلسطينيّة في الأراضي المحتلة عام 1967 من جهة أخرى، وإقدام الكيان المجرم على خطوات تصعيديّة كثيرة بدءاً من عمليات الضم التي ستؤدي بلا محالة إلى انفجار "انتفاضة عارمة" ستغير الواقع الحالي وفقاً لكثيرين، وليس انتهاءً بارتكاب أبشع الجرائم الإرهابيّة في قتل وإعدام وتعذيب الفلسطينيين، والأدلة لا حصر لها.
المقاومة ترفع احتياطاتها ..الكيان الصهيوني وسياسية الغدر
بعد كل الجرائم والاغتيالات التي قام بها الكيان الصهيوني، يجب على فصائل المقاومة الفلسطينية أن ترفع احتياطاتها في قطاع غزة والحذر من الغدر الإسرائيلي حيث سبق وأن أن أعطت المقاومة تعليماتها لقيادات الصف الأول وعناصرها بضرورة أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر، والتنبّه من خطورة الأوضاع الأمنية، في ظل تزايد الاتهامات بمسؤولية غزة عن التصعيد في الضفة.
من جهةٍ اخرى فقد سبق وأن طالب عضو الكنيست الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير بالعودة لسياسة الاغتيالات رداً على تفجيري القدس ، اللذين أديا إلى مقتل إسرائيلي وإصابة آخرين، وقال إنه "يجب تدفيع الإرهاب الثمن باهظاً على عملية اليوم وخصوصاً التشديد على المخربين في السجون".ويتزامن تحذير قيادة المقاومة، مع تصاعد عمليات الاغتيال خلال الفترة الاخيرة وما تجدر الإشارة اليه أن الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي مسؤول عن تحديث "بنك الأهداف" لجيش الاحتلال، حيث دائماً ما يترافق وجوده مع إجراءات أمنية استباقية تقوم بها قوى المقاومة على الأرض خشية من أنّ تكون بعض هذه الطائرات قادرة على استهداف القيادات وتنفيذ عمليات اغتيال كما حدث في أوقات سابقة.
إجراءات مشددة لحماية قادة المقاومة
وفي غزة، بات ظهور قادة المقاومة السياسيين والعسكريين من الصفوف المتقدمة محدوداً للغاية وسريعاً، وأضحت الإجراءات الأمنية حولهم تتزايد في ظل الكثير من المؤشرات على أنهم قد يكونون هدفاً لأي تصعيد إسرائيلي مقبل.
وفي السياق يمكن القول إنّ الاحتلال يهدف من وراء إطلاق التهديدات ضد المقاومة الفلسطينية وقياداتها إلى "تطمين جمهور المستوطنين"، ويريد أنّ يقول لهم إنه سيرد على ما يجري وإنّ يده ستطال المقاومين المسؤولين عن تصاعد المقاومة في الضفة والقدس. فالاحتلال لم يتوقف يوماً عن تهديد المقاومة ورجالاتها في كل مكان، وحيثما يوجد فلسطيني مقاوم سيكون هدفاً للاحتلال الإسرائيلي، وهذا ليس مرتبطاً بالعمليات بل إنه سياسة إسرائيلية منذ زمن بعيد، وفي هذا الصدد يمكن القول بوضوح إذا نفذ الكيان هذه التهديدات فإنها لا تخيف المقاومة ولا تمنع تطورها وتوسعها، والأيام أثبتت عكس ما يصبو إليه الاحتلال من العدوان والتصعيد والاغتيال،فالمقاومة من خلال العمليات اليومية في الضفة تبرهن أنها في حالة تطور، وكلما زاد الاحتلال إرهابه ضد الفلسطينيين سيكون هذا دافعاً أكبر لمزيد من العمليات، حيث إنّ المقاومة تعمل على تطوير حاضنتها الشعبية وتزداد قوة ووعياً.
في النهاية يعرف الكيان الغاصب جيداً أنه لا يملك القدرة على تدمير فصائل المقاومة وترسانات أسلحتها، وإذا ما استمر الكيان الصهيوني بالاعمال الاستفزازية فإن احتمال قيام الجهاد الإسلامي أو حركات وجماعات فلسطينية أخرى بعمليات واسعة ضد الكيان الصهيوني سيكلف الكيان المحتل الكثير والكثير ، وفي هذا الصدد يمكن القول وبكل وضوح إن الخوف من الانهيار من الداخل والعجز الذي ظهر بشكل جيد في لهجة تصريحات كبار المسؤولين في تل أبيب، يدل على أنهم في أسوأ لحظة في التاريخ، فقد فقدوا المبادرة داخليًاً وخارجياً، والانضباط والعمل خارج أيديهم وليس لديهم مخرج من هذا الموقف. فالكيان الصهيوني في أسوأ أوضاعه التاريخية هذه الأيام ووجود متشددين في مجلس الوزراء، إلى جانب موجة الاحتجاجات الداخلية الواسعة، سيلهب الأجواء الأمنية والسياسية في الأراضي المحتلة وهذا الوضع سيسرع في انهيار الكيان الصهيوني.