الوقت- يعلم العراقيون جيداً أن أمريكا، وخلال كل السنوات الماضية حولت العراق إلى شلال دماء سواء بيد الإرهاب الذي أكدت كل الشواهد أن صناعته تمت في أروقة الغرب. وخلال عقدين من الزمان سعت امريكا إلى زرع الفتن والمؤامرات والثأر بين أبناء الرافدين، بل إن امريكا سعت لجعل البلد النفطي الأكبر في المنطقة يتسول رغيف الخبر، علاوة على انتشار البطالة والفساد والإرهاب المصطنع، بل ضاعت الدولة سياسيا واقتصاديا وحتى اجتماعيا، حيث انتشرت الظواهر السلبية المتمثلة في الإدمان وتجارة المخدرات والقتل والسرقة،..نعم لقد كانت أمريكا وحلفاؤها الغربيون يهدفون منذُ البداية إلى هدم العراق.
امريكا وكالعادة دائما تستخدم ذرائع مختلفة لغزو البلدان منها جلب الديمقراطية ومحاربة الإرهاب في المنطقة ، بينما ما حصل في افغانستان وبعدها العراق قد كشف الكذب الامريكي فخلال االتواجد الامريكي في العراق اعتدى الجيش الامريكي وسعى لتدمير أقدم بنك حضارة عرفتها البشرية منذ نشأتها، ودمرت القوات الامريكية البلاد وقتلت العباد وضربت نسيجه المجتمعي الذي كان متراصا منذ عشرات السنين، يضاف إلى ذلك نهب خيرات العراق وطمس معالمه وقتل وتهجير علمائه والسيطرة على موارده. من خلال ماسبق يظهر جلياً ردة فعل الشعب العراقي ضد الامريكان والعبث الامريكي في العراق ولهذا فإن أبناء الشعب العراقي يعلمون جيداً أن العدو الحقيقي لكل الشعوب العربية والمسلمة هي أمريكا، فأمريكا ارتكبت العديد من المجازر في مختلف البلدان ونشرت الفساد والحقد والكراهية طمعاً في موارد البلدان وللسيطرة على مقتدرات الشعوب.
الدور الأمريكي القذر في العراق
لقد كان المشروع الامريكي واضحاً منذُ بداية غزو العراق ،حيث أرادت امريكا أن يكون العراق بلداً معدوم السيادة، فسعت لاستخدام أصحاب البنادق المأجورة وزجت ببعض عملائها ليكونوا في أعلى مفاصل الدولة وتحويلها إلى مكاتب اقتصادية تدر عليهم مغانم شخصية، ليصبح البلد مرتعا لكل من هب ودب دون أي رادع يوقف نشاطهم واعمالهم الاجرامية، وكل هذا العمل الشنيع. إضافة إلى ذلك فإن تواجد الشركات الأمنية الامريكية بالعشرات وعدد مرتزقتها أكثر من أربعين الفا كحد اقل هذا فضلا عن السفارة الأمريكية والتي تشغل مساحة أكبر من مساحة أكبر منظمة دولية وهي ( الامم المتحدة ) بست مرات وأكبر من مساحة الفاتيكان وكان عدد العاملين فيها أكثر من (١٦ ) ألف موظف وديبلوماسي !!! حتى في السنوات الأولى كان هناك مستشارون امريكيون يقدمون استشاراتهم لإدارة الوزارات !!! لقد كان غزواً أمريكياً للعراق بكل ما تعني الكلمة من معنى !!! ولايزال هذا الغزو متربعا على العراق حيث توجد حاليا الشركات الأمنية والتي بفضلها لم ينعم العراق بالهدوء والاستقرار وتتقاضى رواتب نجومية على حساب أبناء العراق .
من جهةٍ اخرى هناك مسألة أخرى مغفول عنها وهي ان أمريكا سعت للسيطرة ثقافياً وسياسياً على العراق وحتى أنها سعت لتتحكم بالرأي العام عبر امبراطورتها الإعلامية الإلكترونية وعبر إعلامها المباشر الحسي والمسموع والمقروء و أكثر مواقع التواصل الاجتماعي والإلكتروني وتوجد شركات استشارية وشركات للسلوك وشركات لتوجيه الرأي العام تعمل في خدمة المشروع الأمريكي وتنفق مئات آلاف الدولارات.
العراقيون يهينون الأمريكان.. سيل من الانتقادات والسخرية يطال السفيرة الأمريكية في العراق
لا يزال ينظر العراقيّون وحتى بعد الغزو الأمريكي لبلادهم، إلى التعامل معهم (أي الأمريكيين) بمثابة الخيانة للوطن، ويتم التعامل مع الخونة عادةً بازدراء.العراقيّون، جدّدوا الولاء لبلادهم، وهذه المرّة، حينما دفعوا السفيرة الأمريكيّة في بغداد ألينا رومانوسكي إلى حذف صُورتها مع “شيوخ عشائر” شاركتهم وجبة الإفطار في رمضان إلى جانب عدد من الدبلوماسيين، ويبدو أن سفيرة أمريكا كانت تُريد نشر الصورة من باب المُباهاة، وإظهار مدى تماهيها مع العراقيين، وعشائرهم تحديدًا، ولكن بدا أن الشارع العراقي كان لها بالمرصاد.ونشرت السفيرة الأمريكيّة الصورة التي أثارت غضباً وجدلاً في العراق على حسابها في “تويتر” وظهرت فيها مع شيوخ عشائر عراقيّة (مُنهمكون في تناول الطعام)، وكتبت: “خلال شهر رمضان المُبارك أشعر بالامتنان لمُشاركة وجبة الإفطار مع شيوخ العشائر العراقيّة الذين تعد رؤيتهم مهمة لبناء عراق أقوى، ومُستقر، وأكثر ازدهارًا”.وتساءل العراقيّون عن أيّ عراق أقوى تتحدّث السفيرة الأمريكيّة، وهم لم يعرفوا عِراقاً مُوحّدًا قويّاً من بعد الاحتلال الأمريكي لبلادهم، ولماذا لا تجتمع السفيرة مع المسؤولين المعنيين في العراق، ولماذا تًحاول الخروج عن الأعراف الدبلوماسيّة لعملها، وتعمل كأنها حاكم لولاية من الولايات الأمريكيّة.وسُلّطت الانتقادات على “العشائر” التي دعت السفيرة الأمريكيّة للإفطار، وطالب نشطاء العشائر التي أخطأت بدعوة السفيرة بالاعتذار، ووصفوا تصرّفهم بغير اللائق، وهاجمت النائبة العراقيّة عالية نضيف وكتبت عبر حسابها في “تويتر” قائلة”: مع احترامنا لكل شيوخ العشائر الكرام، من المُحزن والمُحرج جُلوس بعض الشيوخ في مجلس تتصدّره السفيرة الأمريكية، وتتسيّد على الحضور وكأنها أعلى مقامًا منهم، فيما يمتنعون عن الذهاب والجلوس في فواتح (مجالس عزاء) النساء من أبناء جلدتهم، لأنهم يخجلون من الجُلوس في عزاء إمرأة.. تناقض عجيب”.وتوقّف مُعلّقون عند مُسارعة السفيرة الأمريكيّة إلى حذف تغريدتها الأولى، وعدم ثقتها بما أقدمت عليه ونشر صُورتها، حيث استشعرت بأنها منبوذة، ولا تستطيع التماهي والانخراط بين العراقيين، وبعد سيل من الانتقادات والسخرية التي طالتها عبر حسابها الرسمي.
لماذا يكره العراقيون امريكا؟
إن النفاق والكيل بمكاييل مزدوجة..بل التناقض لدى الامريكين قد ولد حالة كره شديدة تجاه أبناء الشعوب ضد امريكا فلا يمكن تصديق الشعارات التي تقول إن الأمريكان جاؤوا لنشر الديمقراطية، بل جاؤوا من أجل الهيمنة والسيطرة على منابع النفط والطاقة ، وما يحدث من تخبط اليوم ليس عشوائيا، بل مخطط له منذ عقود.بل إن الأموال التي سرقت تقدر منذ عام 2003 بنحو 150 إلى 320 مليار دولار أمريكي. ويواجه غالبية العراقيين الذين لم يستفيدوا من تلك السرقات الضخمة انقطاعا مستمرا في الطاقة الكهربائية وتلوثا في المياه ومستوى متدنيا من الرعاية الطبية في المستشفيات، وهنا لابد من القول إن الاحتلال الأميركي للعراق لا يقتصر على تدمير الدولة، وتفتيت المجتمع، وتفشي الفساد في أجهزة الدولة، وإذكاء الصراع الطائفي، وتحويل الهويات الفرعية/المكوناتية، إلى طرق يمر بها المواطنون إلى مؤسسات الدولة، وحرمان الشعب العراقي من خلاصه من الطغيان كأي شعب يسقط دكتاتوريته بيده ويبني مستقبله من خلال النخب الوطنية التي يعوّل عليها.. إنما يصل إلى إنهاء الاقتصاد وتدميره، وتحويله إلى اقتصاد أحادي، وتدمير قدرة العراق على التنمية وتنويع المصادر. وهذه الأيام، ما زال العراقيون يتساءلون كثيرًا حول مايقوم به الأمريكيون؟ فالشعب في ظل وجود الامريكان ومشروعهم القذر لم يذق طعم الاستقرار والراحة ولو لأيام قليلة؟
في النهاية يرى مراقبون ان المقاومة في العراق متجذرة وهي التي ستخرج الامريكان بالقوة وبطريقة مذلة الان، بعدما بدا من الواضح ان الامريكي لا يريد ان يخرج بالطريقة العمودية، وانما يريد ان يخرج بعد ان يكون هناك ثمنا افقيا سيدفعه.واوضحوا، انه على المستوى القانوني والدستوري والشعبي هناك رفض قاطع على وجود القوات الامريكية، ومن الواضح انه لن يكون هناك الا وسيلة القوة، فان الامريكان لن يخرجوا الا بالقوة وهم يمارسون اللعب كما لعبوا بالاساس عندما دخلوا العراق بقصة الارهاب وداعش الذي هو من صنعهم حسب اعترافهم، ويزعمون انهم يساعدون العراقيين ويحاربون الارهاب، فيما هم يدعمون الارهاب وداعش، معتبرين ان قصتهم اصبحت سخيفة ولم تعد تنطلي على الجميع.