الوقت- لم تزل قضية مقتل المئات من المسلمين الشيعة في نيجيريا واعتقال زعيمهم الشيخ "ابراهيم يعقوب زكزاكي" تتفاعل في نيجيريا والعالم الاسلامي لأن هذا العالم الديني المؤيد لايران لم تكن له اية نشاطات غير سلمية في هذا البلد طوال سنين نشاطه كما ان المسلمين الشيعة البالغ عددهم 10 ملايين شخص كانوا يؤدون مناسكهم الدينية في الحسينيات والمساجد بعيدا عن اية توترات او نزاعات سائدة في نيجيريا.
وكان الجيش النيجيري قد هاجم منزل الشيخ الزكزاكي عدة مرات في السابق وفي عام 2014 قتل الجيش 3 من اولاده في مظاهرات يوم القدس العالمي لكن الشيخ زكزاكي قد دعا الشيعة المحتجين الى الهدوء وهو الذي كان قد قضى 10 سنوات من عمره في السجون بين عامي 1980 و1990.
ويتزعم الشيخ زكزاكي المعروف بالعلامة زكزاكي الحركة الاسلامية في نيجيريا وهي حركة دينية اتهمها الجيش النيجيري عدة مرات بمحاولة قلب نظام الحكم وقد جاء الاعتقال الاخير للشيخ زكزاكي بعد اتهام اعضاء الحركة الاسلامية بمحاولة اغتيال قائد الجيش وهو اتهام فارغ ودون أدلة لأن نمط نشاط الشيخ زكزاكي يختلف عن هذا كليا.
ان قرب الشيخ زكزاكي من ايران وحزب الله قد تسبب بانطباع خاطئ لدى معارضي الشيخ في نيجيريا بان اتباعه قد تلقوا تدريبات عسكرية لكن قادة الحركة الاسلامية رفضوا هذه المزاعم واكدوا مرارا ان تدريبات عناصر الحركة لم تتعد التدريب على الدفاع الشخصي.
وكان الشيخ زكزاكي قد رد على تهديدات الكيان الاسرائيلي بمهاجمة ايران اثناء فترة رئاسة محمود احمدي نجاد قائلا ان اي هجوم على ايران سيواجه بردات فعل في نيجيريا ما تسبب بطرح تساؤلات حول طبيعة هذا الرد الانتقامي والامكانيات الموجودة لدى الحركة الاسلامية في نيجيريا للرد على الاعتداء الاسرائيلي على ايران لكن لم تكن هناك اجوبة واضحة بينما كانت المصادر الغربية تقول ان هذه الحركة الشيعية يمكن ان تتحول الى بوكوحرام أخرى خاصة اذا علمنا ان الشيخ زكزاكي كان من معارضي النفوذ الغربي في نيجيريا.
وكان الشيخ زكزاكي يعتبر جماعة بوكوحرام الارهابية صنيعة غربية كما كان الشيخ يوجه انتقادات الى نظام الحكم في نيجيريا ويعتبر المشاركة في الحكم عديمة الجدوى لكنه كان سلميا في تحركاته وان نضاله كان في بعض الاحيان يأخذ طابع العصيان المدني وان الاعتقالات التي تعرض لها في السابق كانت بسبب عصيانه المدني.
واستخدم الشيخ زكزاكي اضافة الى خطاباته الدينية الادوات الاعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي من اجل نشر المذهب الشيعي ولم يُخفِ ابدا محبته لقائد الثورة الاسلامية في ايران و الامام الخميني الراحل (رحمه الله تعالى) ويمكننا القول ان الشيخ كان وليد الثورة الاسلامية في ايران وقد سافر الشيخ الذي كان من اتباع المذهب المالكي قبل تشيعه الى باريس والتقى بالامام الخميني الراحل هناك وانتمى الى المذهب الشيعي بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران وزار الجمهورية الاسلامية مرارا وتكرارا وفي مناسبات مختلفة.
وكانت علاقات الشيخ زكزاكي ودية جدا مع ايران الى درجة اتهامه من قبل اعدائه بتلقي الدعم المالي من ايران وقد نفى الشيخ زكزاكي هذا الاتهام دوما لكن قوة العلاقة التي كانت تربط الشيخ زكزاكي بايران تسبب بتحرك المسؤولين الايرانيين بعد وقوع المجزرة في نيجيريا وابداء ردة فعل حادة وقد ابدى الرئيس حسن روحاني قلقه من اعتقال الشيخ زكزاكي في اتصال هاتفي اجراه مع نظيره النيجيري ولذلك ليس غريبا ان نقول بأن الشيخ زكزاكي هو من نتاجات تصدير الثورة الاسلامية.