الوقت-يوماً بعد اخر يقوم الكيان الصهيوني بالأعمال الإجرامية والاستفزازية ضد أبناء الشعب الفلسطيني، حيث إن الكيان الغاصب وخلال كل السنوات الماضية عمل على زيادة بناء المستوطنات في الضفة الغربية وتوسيع الاستيطان الصهيوني في جميع مناطق فلسطين المحتلة، وهنا لابد بالبداية من الإشارة إلى أن العمل الذي قام به كيان الاحتلال الصهيوني يعد خرقاً للقانون الدولي الانساني، بل يُعد هذا ايضاً خرقاً لحقوق الانسان المتعارف عليها بموجب القانون الدولي.
ومن الجدير بالذكر أن بناء بناء المستوطنات من قبل الكيان الصهيوني المحتل يمس بحقوق الفلسطينيين، المنصوص عليها في القانون الدولي فيما يخص حقوق الانسان. ومن بين الحقوق المنتهكة، الحق بتقرير المصير، حق المساواة، حق الملكية، الحق بمستوى لائق للحياة وحق حرية التنقل..وفي هذا السياق من الجدير القول إن المستوطنات التي عمل الكيان الصهيوني على إيجادها هي غير شرعية وغير قانونية بموجب القانون الانساني الدولي حيث اوجدت إسرائيل في الاراضي المحتلة نظام الفصل المبني على التمييز، واقامت في المنطقة نفسها جهازيين قضائيين منفصلين والتي فيها تحدد حقوق الانسان حسب انتمائه القومي، هذا النظام هو الوحيد من نوعه في العالم ويذكرنا بانظمة قائمة من الماضي كنظام التفرقة العنصرية (الابرتهايد) الذي ساد في جنوب افريقيا.
وفي هذا الصدد من الواضح أنه و منذ اليوم الأول لتعيين بن غفير وزيراً للأمن الداخليّ في الحكومة الجديدة المتطرفة بدأ وزير الامن الداخلي والمعروف بعنصريّته وفاشيّته بالقيام بالعديد من الأعمال الاستفزازية والجرائم بحق أبناء الشعب الفلسطيني، حيث إن هذه الأعمال الاستفزازية مارستها الاجهزة الامنية ضد أبناء الشعب الفلسطيني في جميع المجالات فقد قام الكيان الغاصب خلال الأيام الماضية بتشديد الخناق على الأسرى فـ بن غفير يسعى إلى استهداف الأسرى الفلسطنيين من خلال ارتكاب كل أنواع الجرائم ضد الأسرى الفلسطنيين وهنا بات واضحاً أن سياسة الوزير بن غفير تتمثل في حرمان الاسرى من أبسط حقوقهم فقد أعطى وزير الامن الداخلي الصلاحيات بهدف تشديد الخناق على كل الصعد، ومن هنا يمكن القول إن الوزير الجديد الصهيوني يسعى لتسجيل حقبة دامية بحق الشعب الفلسطيني ومناضليه داخل منازلهم ومعتقلاتهم، كما يدعو بكل وقاحة لطرد العرب من بلادهم التاريخيّة، وهذه المخططات تشمل كل الإسرائيليين المتشددين، وقد بدأ العنصريّ المذكور بشكل فعلي هجمته وتحريضه على الأسرى والمعتقلين منذ اول يوم لتعيينه، حيث اتخذ إجراءات غير إنسانية فقد قلص كميات المياه وشدد ظروف الأسر بشكل كامل، في ظل السياسات الإجرامية بحق أبناء الشعب الفلسطيني يؤكد المهتمون بالشأن الفلسطيني أن المرحلة القادمة قد تشهد مواجهات عنيفة بين أبناء الشعب الفلسطيني و قوات الاحتلال الصهيوني.
أعمال إجرامية واستفزازية
إن الاعمال الاجرامية والاستفزازية التي يقوم بها كيان الاحتلال الصهيوني من محاولة "اقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك"، وتشديد الخناق ضد الأسرى وتوسيع المستوطنات يؤكد أنه كلما شُكلت حكومة إسرائيلية جديدة تحاول جاهدة لكسر إرادة الشعب الفلسطيني وعزيمته، فعقب تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة ، قامت بمعاودة الاعتداءات على باحات المسجد الأقصى المبارك، وهنا لابد من الإشارة إلى أن جميع الحكومات الصهيونية التي مرت لم تكترث يوماً للتنديد الدولي الواسع بعدوانها على الفلسطينيين، وفي هذا الصدد وكما هي العادة ومنذُ البداية قررت الحكومة الإسرائيلية الجديدة المُضي في حالة التأهب الأمني والعسكري ، لقمع الغضب الفلسطيني، وعلى هذا الأساس فإن هذه المؤاشرات تؤكد حدوث توتر واضطراب في المسجد الأقصى بعدما قام الصهاينة باقتحام باحاته وتشديد الخناق على الأسرى الفلسطينيين.
من جهةٍ اخرى لا يخفى على أحد أن حركات المقاومة وأبناء الشعب الفلسطيني لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام ما قامت به الحكومة الإسرائيلية الجديدة، فاقتحام القوات الصهيونية للمسجد الأقصى سيكون له عواقب وخيمة على كيان الاحتلال الصهيوني، وستندلع المواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال ، فالأعمال الاستفزازية التي قامت بها أجهزة الكيان الصهيوني لن تستطيع أن تفرض القيود على أبناء الشعب الفلسطيني، بل ان أبناء الشعب الفلسطيني سيقفون صفاً واحداً فهم السد المنيع أمام محاولات الكيان الصهيوني لتدنيس المسجد الاقصى، وما تجدر الإشارة إليه أنه بفضل أبناء الشعب الفلسطيني المقاوم وحركات المقاومة يجب أن يدرك الكيان الصهيوني أنه لا مجال اليوم للاستخفاف بحياة أبناء الشعب الفلسطيني، و لا مجال لسياسة التصعيد من قبل الكيان الصهيوني، فالتصعيد الإسرائيلي الاخير لن يعطي شرعية أو أمناً واستقراراً للاحتلال الإسرائيلي، سواء في الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية أو في جنين أو غيرها من الأراضي الفلسطينية المحتلة.”
احتمالية المواجهة
في ظل السياسات التعسفية التي تقوم بها الأجهزة الامنية التابعة للكيان الصهيوني، فإن تلك الأعمال الاجرامية ستقود إسرائيل إلى مواجهة جديدة مع أبناء الشعب الفلسطيني، حيث سبق وأن حذرت حركات المقاومة الكيان الصهيوني بأن هذا الوضع قد يؤدي إلى انفجار في النهاية.وقالت حركات المقاومة بأن الأعمال الإجرامية التي يقوم بها الكيان الصهيوني ستكون له عواقب وخيمة على الصهاينة، وفي هذا الصدد وحسب باحثين ومحللين سياسيين ، فإن احتمال المواجهة بين الكيان الصهيوني وأبناء الشعب الفلسطيني في الفترة المقبلة ازدادت بشكل كبير،حيث أفاد موقع "الرسالة نت" الفلسطيني ، بأن عددًا من المحللين والباحثين الفلسطينيين أكدوا على الأعمال الاستفزازية للكيان الصهيوني في القدس واعتداءاته الوحشية على الضفة الغربية إضافة إلى زيادة القمع الأخير ضد الاسرى الفلسطينيين في سجون هذا الكيان بشكل كبير.
وهذا من شأنه أن يقود إلى زيادة احتمالية المواجهة مع الكيان الصهيوني، ونقلت ايضاً وسائل الإعلام المقربة من حماس عن خبراء فلسطينيين شددوا: أنه في المواجهة القادمة سيكون الميدان عنصرًا حاسمًا ويمكن أن يكون مؤثرًا جدًا في دخول غزة إلى الصراع مع إسرائيل. أكد الخبراء في الندوة التي عقدت بدعوة من جمعية الصحفيين والصحفيين الفلسطينيين في غزة ، على الجهود الدولية والإقليمية لاحتواء ومنع المواجهة في الأرض الفلسطينية. في إطار مؤشرات ومصالح الأطراف الدولية وأكد سعيد بشارات ، الخبير في شؤون الكيان الصهيوني ، في إشارة إلى الأوضاع الحالية لإسرائيل ونهج الحكومة الحالية الجديدة فإنه تختلف عن الحكومات السابقة من حيث شروط التشكيل والخطط والأجندة ، بطريقة يمكن وصفها بأنها الحكومة الأكثر تطرفاً في تاريخ الكيان الصهيوني وأضاف في جزء آخر من خطابه: بناء على معطيات وأدلة ميدانية ، يتجه الوضع نحو مواجهة واسعة النطاق في الضفة والقدس مع الاحتلال الصهيوني.كما ناقش الدكتور منصور أبو كريم الباحث في القضايا السياسية تداعيات المواجهة القادمة على منظمات الحكم الذاتي والسيناريوهات المحتملة وأضاف: أن زيادة احتمالية المواجهة تعتبر رد فعل طبيعي في ظل السياسات الصهيونية والتصعيد في الضفة الغربية، وبحسب أبو كريم ، هناك نوع من القلق الدولي والإقليمي من اندلاع انتفاضة جديدة، لأن المجتمع الدولي لا يريد مواجهة شاملة في المشهد الفلسطيني في ظل الحرب بين روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة .
"إسرائيل".. وأساليبها الخبيثة المعهودة
من هنا، يمكن القول إن الظروف الموضوعية الميدانية لاندلاع مواجهات دامية بين المستوطنين الفاشيين وقوى الاحتلال الداعمة لهم وبين المواطنين الفلسطينيين تنذر بمواجهة قادمة.من جهةٍ اخرى يحاول الإعلام الإسرائيلي أن يسلط الأضواء على "العنف" الفلسطيني، من دون أن يربط ذلك بنشاطات المستوطنين الاستفزازية، حتى يحمّل الفلسطينيين مسؤولية ما سيحدث. كما تحاول أجهزة الأمن المتعددة في "إسرائيل"، بأساليبها الخبيثة المعهودة، أن تتعاون مع أجهزة أمن عربية للتخفيف من رد الفعل الفلسطيني، سواء كان من قطاع غزة أو من القدس أو باقي أنحاء الضفة المحتلة، حتى يتم للمستوطنين تحقيق أهدافهم بهدوء. يجب التأكيد دائماً أن المستوطنين والقوى المدعومة من حكومة نتنياهو، المنهارة أصلاً، يستدعون مثل هذه المواجهات الدموية لأهداف عقائدية وسياسية سابقة التخطيط، ولكنهم يستفيدون من توقيتها الآن، بهدف استعادة وحدة قوى اليمين المتطرف التي تخشى فقدان الحكم، وبالتالي فقدان السيطرة السياسية والأمنية، لتحقيق أهدافها، وتسعى لاستغلال اللحظات في الحكم لتحقيق ذلك، وهم - فقط هم - الذين يتحملون مسؤولية هذا الانفجار وتداعياته
في حال اندلاع مواجهات..ما الذي ينتظر الكيان الصهيوني ؟
من الواضح أن الاعمال الإجرامية للكيان الصهيوني لن تمر مرور الكرام فالفصائل الفلسطينية في غزة سبق و أن أعلنت موقفاً واضحاً من التصرفات الصهيونية الاخيرة وقالت "ندعو أهلنا في الضفة المحتلة لتصعيد الاشتباك والمواجهة مع الاحتلال الصهيوني دفاعا عن الأقصى. من جهةٍ اخرى إن المسجد المبارك يشكل جزءا من عقيدة كل مسلم وحضارة كل عربي، وإن المساس به يدفع بالأمور إلى حافة المخاطر وإن استمرار الاستفزازات سيؤدي لتفجر الأوضاع.في السياق نفسه فإن الحكومة الإسرائيلية الجديدة تعتبر الاكثر تطرفاً حيث لم يمض وقت طويل على تشكيلها وقد بدأت بالاعمال والتصرفات الاجرمية بحق المقدسات وهنا يمكن القول ان المرحلة القادمة سوف تشهد توتراً كبيراً وسوف يلقى الكيان الغاصب مقاومة كبيرة من قبل أبناء الشعب الفلسطيني، فالشعب الفلسطيني حاضر دائما للدفاع عن المقدسات وللدفاع عن وطنه وارضه، وفي هذا السياق فإن المقاومة المسلحة في داخل فلسطين لن تظل مكتوفة الأيدي، فالكيان الصهيوني سيكون المسؤول الاول والاخير عن النتائج الكارثية التي سوف يتلقاها على أيدي أبناء الشعب الفلسطيني.
وفي هذا الصدد إن المقاومة الفلسطينية المسلحة قد أعادت تموضع الداخل الفلسطيني في قلب المعادلة الإسرائيلية وأصبح الإسرائيلي يقف اليوم أمام قلقين أولهما هو التضامن والتكافل الفلسطيني، وأما القلق الإسرائيلي الآخر هو الخوف من تحول الشعب الفلسطيني إلى حامي حمى المقاومة وخطها الخلفي فلقد عبرت جميع الاحداث عن التضامن الشعبي الكبير في جبهات المقاومة حيث إن العدو الغاصب بات يدرك أنه لا يمكنه الاستفراد بأي منها. و من الواضح أن الأمور ستزداد سوءاً بالنسبة للكيان الصهيوني، فالمجموعات الصاعدة الجديدة تشكل معادلة قوية في الصراع مع الكيان الصهيوني وأصبحت قادرة على قلب الموازين في الضفة المحتلة والقدس بعد أن نجحت في تحويل البيئة الأمنية لجيش الاحتلال ومستوطنيه إلى حالة من الرعب المتواصل، وكل هذا بهدف تعميم حالة المقاومة وإشعال الضفة بركاناً في وجه المعتدين، للانعتاق من الاحتلال وإجرامه غير المسبوق. بكل وضوح إن الأوساط الإسرائيليّة تعيش على كل مستوياتها، حالة هيستيريّة شديدة، وإنّ أكثر ما يثير الغضب الصهيونيّ حاليّاً، هو تصاعد موجات عمليات المقاومة الفلسطينية بشكل لا يشبه أيّ مرحلة سابقة أبداً، ضد جنود الاحتلال ومستوطنيه الذين أجرموا بشدّة بحق هذا الشعب منذ اليوم الأول لاستعمارهم.
في الختام إن استمرار الكيان الصهيوني في القيام بخطوات استفزازية ضد أبناء الشعب الفلسطيني من شأنه تفجير الأوضاع داخل الارضي الفلسطينية المحتلة، وبشكل مستقيم سينعكِس على الشارع الفلسطينيّ برمّته وسيكون له تبعات خطرة للغاية على مستقبل الكيان الصهيوني اللقيط.في السياق نفسه وكالعادة دائماً من كل عام فإن شهر رمضان المبارك من الواضح هذا العام أنه سيكون الأصعب على الكيان الصهيوني، حيث إن التهديد الذي أطلقه الفلسطنيون يحمل نبرة شديدة اللهجة ضد سلطات الكيان الصهيوني إضافة إلى ذلك فإنه من الواضح أن العمليات ضد جنود الاحتلال خلال المرحلة القادمة سوف تزداد وهذا يشكل تحدياً لسلطات الكيان الصهيوني.