الوقت - مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية، التي سبق لها أن حاولت النهوض بمشروع الإسلاموفوبيا من خلال الإساءة لنبي الإسلام محمد(صلی الله عليه وآله وسلم)، و الآن من خلال إهانة المرجعية الدينية والسياسية لإيران والعالم الإسلامي، وضعت مشروع رهاب إيران على جدول الأعمال، وهو إجراءٌ يتم باسم حرية التعبير التي تهدف إلی ممارسة الضغط السياسي وتحقيق الأهداف الإيديولوجية.
بالطبع، وفقًا لتاريخ هذه المجلة، عندما يذکر اسم "شارلي إبدو"، يتبادر إلى الذهن على الفور مفاهيم مثل "الإذلال" و"الإهانة" و"التشهير"، والتي تستخدم ضد الناس ومعتقداتهم تحت غطاء حرية التعبير.
وفي هذا السياق، يقول "حمد بن سالم" الكاتب والمحلل السياسي العماني، إنه "فيما يتعلق بمجلة شارلي إيبدو وهجماتها على المراجع الدينية في إيران والدول الإسلامية الأخرى، الحقيقة هي أن شارلي إبدو مجلة صهيونية شهيرة، وليس صحيحًا أنها مجلة فكاهية فرنسية، لأننا نرى أن هذه المجلة دائماً تهين وتسخر من المسلمين ودول العالم الثالث (النامية)."
وأضاف: "لكننا لم نر هذه المجلة تسخر من اليهود، لأنهم هم الذين يتبنونها ويدفعون نفقاتها، وهي تعمل في خدمتهم. هذه المجلة الشريرة، شارلي إيبدو، أساءت إلى الرسول الأكرم محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) منذ وقت ليس ببعيد برسومها الكرتونية المهينة. لذلك، ليس من المستغرب أن تهين اليوم أو غداً شخصيات أخرى من المسلمين."
وصرح هذا المحلل العماني: "شارلي إبدو تخدم السياسة العالمية للماسونية والصهيونية، وهي رائدة الهجوم الثقافي ضد الدول الأخرى. وإذا كانت هذه المجلة تنوي حقاً الحديث وهي حرة كما تدعي وتتبع الحرية وحرية التعبير، طالما أنه لا توجّه أي نقد لليهود أو الماسونية أو النظام الرأسمالي الغربي، فإن ادعاء الحرية هذا غير صحيح وكل هذا غير مقبول."
وتابع حمد بن سالم: "لذلك، يجب على الأطراف الإسلامية وحتى غير الإسلامية من دول العالم الثالث الرد على هذه الإهانات. والحقيقة أنه على الرغم من ردود الفعل التي تمت على تصرفات هذه المجلة، أو ما يمكن وصفه بالهجوم على الرئيس السابق للمجلة المذكورة، إلا أن هذه المجلة ما زالت تصر على إيصال رسالتها، وهي رسالة شريرة وسامة تظهر من حين لآخر على شكل رسوم كاريكاتورية لصالح الصهيونية العالمية والماسونية العالمية وضد المسلمين."
وأكد: "وبالتالي، فهم (الغربيون والصهيونيون) يعتبرون هذه الهجمات ضد روسيا وإيران والصين أمرًا طبيعيًا، لكن انتقاد الصهاينة الذين يهاجمون الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية ليس بالأمر الطبيعي! إنهم لا يقبلون مثل هذا الشيء وما يقبلونه هو الهجوم على المسلمين فحسب."
وتابع الكاتب والمحلل العربي إن "تزامن إهانات مجلة شارلي إيبدو مع هجوم إيتمار بن غفير، وهو صهيوني متطرف على المسجد الأقصى، هو في الواقع اصطياد في المياه العکرة، وتريد المجلة أن تقول إنه لا ينبغي أن تنتقدوا هذا الإجراء(هجوم بن غفير الهمجي على المسجد الأقصى)، وإلا فإننا سوف نهاجم مراجعكم. بالطبع، هذا طبيعي تمامًا. لأنه من وجهة نظرهم الاعتداء على المسلمين له ما يبرره وقتل اليهود في فلسطين جائز، لكن أي حديث عن اليهود ممنوع ويوصف بمعاداة السامية."
وأکد حمد بن سالم قائلاً: "في الواقع، في رأيهم أي شخص يتحدث أو يشك في اليهود أو حتى المحرقة المزعومة، يعتبر كفرًا مطلقًا. لذلك، هذه الحرية التي يدعونها غريبة حقًا. "إيمانويل ماكرون" رئيس فرنسا يسمح بنشر هذه الإهانات والهجوم على المقدسات الإسلامية، لماذا؟ لأنه صهيوني في الأصل. حتى لو لم يقل ذلك بنفسه علنًا."
وأضاف: "لكن على أي حال، فإن ماكرون من صنع الصهاينة، وهم من أوصلوه إلى السلطة في فرنسا. لأنه کان هناك منافسون آخرين في فرنسا، لكن فجأةً رأينا أن هذا الشاب الصغير قد تم اختياره لقيادة فرنسا، ومنذ ذلك الحين لم تشهد فرنسا يومًا سعيدًا، وهي تنتقل من كارثة إلى أخرى. ووقوف ماكرون بجانب أمريكا ضد روسيا في أزمة أوكرانيا موقف خاطئ."
وأوضح هذا المحلل العماني: "بالطبع هذا الموقف مؤيد للصهيونية، لأن الصهاينة من بين الأوكرانيين الذين يحكمون هذا البلد. إنهم الصهاينة والمرتزقة الأمريكيون المتورطون في انتشار الأمراض والأوبئة ويعملون في مصانع بيولوجية، دون أن يعترض أحد عليهم. إنهم في خدمة الصهيونية العالمية التي هدفها حسب ادعاءاتهم الحفاظ على "المليار الذهبي".
وتابع: "بالطبع كل شيء بأمر الله، وتوسع البشر واستقرارهم تم بأمر الله تعالی. لذلك، لا يمكن للصهيونية ولا لأي طرف آخر البقاء على "المليار الذهبي". إن رب العالمين هو الذي يحكم الوجود، وكل المصائب التي نراها في العالم اليوم هي نتيجة حربهم(الغربيون والصهاينة) وعداوتهم لله، وإصرارهم على فعل ما يخالف قوانين الله وشرائعه؛ أفعال مثل الترويج للمثلية الجنسية في جميع أنحاء العالم."
وقال حمد بن سالم: "إنهم يريدوننا أيضًا أن نخالف شرع الله. إن "الشذوذ الجنسي" مصيبة وقع فيها أهل لوط ووقع عليهم عقاب الله، أفلا يقدر الله أن يعاقبهم(الغربيون والصهاينة) اليوم؟ إنه قادر بالطبع."
وأكد في الختام: "إن جلال الله وعزته سيظلان ويسودان هذا العالم ولا يمكن لأحد أن يتصرف في ذلك، لا الشرق ولا الغرب ولا الماسونية. إنهم لن يصلوا أبدًا إلى المليار الذهبي الذي يهدفون إليه وسيزول. إن خلق الله هو الذي يبقی، وبطبيعة الحال هناك صراع بين الخير والشر على الأرض. وبينما يفتخرون هم بتمثيل جانب الشر على الأرض، يكون النصر دائمًا للخير."