الوقت-كلما شُكلت حكومة إسرائيلية جديدة تحاول استثمار انتصار لها هنا او هناك على حساب دم الشعب الفلسطيني، فعقب تشكيلها تصدر القرارات بمعاودة الاعتداءات على المصلين في المسجد الأقصى المبارك، ومن الجدير بالذكر أن جميع الحكومات الصهيونية التي مرت لم تكترث يوماً للتنديد الدولي الواسع بعدوانها على الفلسطينيين، وفي هذا الصدد وكما هي العادة قررت الحكومة الإسرائيلية الجديدة المُضي في حالة التأهب الأمني والعسكري وتكثيف العملية العسكرية العاتية، لقمع الغضب الفلسطيني، ما يعزز تقديرات أمنية إسرائيلية بحدوث توتر واضطراب في المسجد الأقصى بعدما قام الصهاينة باقتحام باحات المسجد الأقصى.
من جهةٍ اخرى لا يخفى على أحد أن حركات المقاومة وأبناء الشعب الفلسطيني لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام ما قامت به الحكومة الإسرائيلية الجديدة، فاقتحام القوات الصهيونية للمسجد الأقصى سيكون له عواقب وخيمة على كيان الاحتلال الصهيوني، وستندلع المواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال ، فالأعمال الاستفزازية التي قامت بها أجهزة الكيان الصهيوني لن تستطيع أن تفرض القيود على دخول الفلسطينيين للمسجد الأقصى، بل إن الدعوات الفلسطينية لتكثيف الاحتشاد بالمسجد للدفاع عنه وحمايته، والتصدي لاقتحامات المستوطنين هي السد المنيع أمام محاولات الكيان الصهيوني لتدنيس المسجد الاقصى، وما تجدر الإشارة إليه أنه بفضل أبناء الشعب الفلسطيني المقاوم وحركات المقاومة يجب أن يدرك الكيان الصهيوني أنه لا مجال اليوم للاستخفاف بحياة أبناء الشعب الفلسطيني، و لا مجال لسياسة التصعيد من قبل الكيان الصهيوني، فالتصعيد الإسرائيلي الاخير لن يعطي شرعية أو أمناً واستقراراً للاحتلال الإسرائيلي، سواء في الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية أو في جنين أو غيرها من الأراضي الفلسطينية المحتلة.”
اقتحام المسجد الأقصى
موخراً عاد الكيان الصهيوني في محاولة بائسة من خلال قرارته الأخيرة لفرض وقائع جديدة في المسجد الأقصى حيث بدأ وزير “الأمن القومي” الإسرائيلي، المتطرف إيتمار بن غفير، بتنفيذ مخططاته بما يتعلق بالقدس والأقصى، حيث سبق وأن أبلغ شرطة الاحتلال بأنه ينوي تنفيذ اقتحام للأقصى هو الأول له منذ توليه منصبه كوزير خلال الأيام المقبلة. وبالفعل قامت الاجهزة الامنية التابعة لكيان الاحتلال الصهيوني اللقيط بإقتحام باحات المسجد الاقصى ويعتبر هذا العمل اعتداء واضحا من قبل الحكومة الاسرائيلية الجديدة بحق الشعب الفلسطيني، حيث إن هذه التصرفات الصهيونية تبين أن الكيان الصهيوني ينوي خلال الفترة المقبلة ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الفلسطنيين، فالحزب الذي وصل إلى رئاسة الحكومة الصهيونية يعتبر الاكثراً تطرفاً داخل الكيان الصهيوني.
"استفزاز غير مسبوق".. وحركات المقاومة تحذر؟
يدرك الجميع أن جميع الحكومات الإسرائيلية قد فقدت المصداقية التي تحاول الترويج لها من خلال المطالبة بالهدوء والحفاظ على الاستقرار، حيث إنها في الواقع تمارس كل أشكال التصعيد والقتل والتدمير ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته. بالمقابل إن حركات المقاومة قادرة على معاقبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه، وتدفيعه ثمن العدوان على المسجد الاقصى لان المعركة مازالت مفتوحة مع الاحتلال في كل ساحات المقاومة، لإنهاء الاحتلال، وطرده عن كامل الأرض الفلسطينية، وفي هذا السياق أصدرت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس بيانًا تحذيريًاً، فقد هددت حركة المقاومة الإسلامية حماس الكيان الصهيوني عبر مصر بأن اقتحام المسجد الأقصى سيدمر السلام النسبي السائد في قطاع غزة ولن تكون هناك ردة فعل قوية للمقاومة تجاه الكيان الغاصب.
توالي ردود الفعل على اقتحام الأقصى
استنكر وزير الأوقاف والشؤون الدينية أ. د. إسماعيل رضوان اقتحام قطعان من المستوطنين وبحماية قوات إسرائيلية لباحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة, محملاً الاحتلال المسؤولية الكاملة تبعات وعواقب اقتحام المسجد الأقصى وتدنيسه .وأوضح وزير الأوقاف أن نحو "40" مستوطناً اقتحموا باحات المسجد الأقصى، وحاولوا تأدية شعائر تلمودية وتوراتية", مشيراً إلى أن قوات الاحتلال اعتدت على مواطن مقدسي في "الأقصى" عبر الصعق الكهربائي، وأخرجته بالقوة من المكان".وعبر وزير الأوقاف عن أسفه الشديد للصمت الذي يعيشه العالم إزاء ما تتعرض له المدينة المقدسة من تهويد واقتحامات يومية للمسجد الأقصى.
في السياق نفسه توالت ردود الفعل الرسمية الفلسطينية على قرار وزير الأمن القومي الإسرائيلي اقتحام المسجد ، حيث اعتبر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، حسين الشيخ أن تصرفات الكيان الصهيوني “قمة التحدي السافر والوقح” فيما اعتبر الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة أنه ستكون لها عواقب خطيرة على الجميع.
إدانات عربية.. ماذا عن الموقف الأميركي؟
وفي ردود الفعل العربية، أدانت الخارجية الأردنية بأشد العبارات إقدام وزير الأمن القومي الإسرائيلي على اقتحام المسجد الأقصى المبارك تحت حراسة وحماية قوات الاحتلال وحملت الخارجية -في بيان- "إسرائيل "كامل المسؤولية عن التبعات "الخطيرة" لاقتحام بن غفير للمسجد الأقصى، قائلة إن قيام أحد وزراء الحكومة الإسرائيلية باقتحام الأقصى وانتهاك حرمته خطوة استفزازية مُدانة.
من جهتها أعربت الخارجية المصرية عن أسفها لاقتحام مسؤول إسرائيلي رسمي المسجد الأقصى، وأكدت رفضها لأي إجراءات "أحادية" مخالفة للقانون الدولي، وأدانت قطر بشدة اقتحام بن غفير باحات المسجد الأقصى، واعتبرته انتهاكا سافرا للقانون الدولي، وحذرت في بيان خارجيتها من السياسة "التصعيدية" التي تتبناها الحكومة الإسرائيلية بالأراضي الفلسطينية المحتلة.كما أدانت الكويت اقتحام من سمته "الوزير المتطرف" في حكومة الاحتلال باحات المسجد الأقصى، واعتبرته استفزازا لمشاعر المسلمين وانتهاكا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
اما بالنسبة للموقف الأميركي، فقد نقل مراسل أكسيوس عن السفير الأميركي بإسرائيل توم نايدس قوله إن إدارة الرئيس جو بايدن أوضحت للحكومة الإسرائيلية أنها تعارض أي خطوات من شأنها الإضرار بالوضع الراهن في الأماكن المقدسة.وأكد نايدس أن واشنطن تريد الحفاظ على الوضع الراهن، وأن الإجراءات التي تمنع ذلك غير مقبولة.
ما هي العواقب والتداعيات؟
الفصائل الفلسطينية في غزة أعلنت موقفاً واضحاً من التصرفات الصهيونية الاخيرة وقالت "ندعو أهلنا في الضفة المحتلة لتصعيد الاشتباك والمواجهة مع الاحتلال الصهيوني دفاعا عن الأقصى… وندعو السلطة الفلسطينية لوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال". من جهةٍ اخرى ووصف رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية زيارة بن غفير بأنها تستهدف "جعل المسجد الأقصى معبدا يهوديا" داعيا الفلسطينيين إلى التصدي لمثل هذه الاقتحامات.وتعقيبا على اقتحام حرمة الأقصى، قال مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين إن المسجد المبارك يشكل جزءا من عقيدة كل مسلم وحضارة كل عربي، وإن المساس به يدفع بالأمور إلى حافة المخاطر، وفق تعبيره.وفي لقاء مع الجزيرة، شدد مفتي القدس على أن اقتحام الأقصى الشريف يحمل طابعا رسميا وأنه تم بموافقة الحكومة الإسرائيلية ورئيسها.وفي ردود الفعل، قالت الرئاسة الفلسطينية إن اقتحام بن غفير المسجد الأقصى تحد للفلسطينيين، وإن استمرار الاستفزازات سيؤدي لتفجر الأوضاع.وقد نددت وزارة الخارجية الفلسطينية بالاقتحام، ووصفته بـ "الاستفزاز غير المسبوق".
في الختام إن الحكومة الإسرائيلية الجديدة تعتبر الاكثر تطرفاً حيث لم تمضِ أيام قليلة على تشكيلها وقد بدأت بالاعمال والتصرفات الاجرمية بحق المقدسات وهنا يمكن القول ان المرحلة القادمة سوف تشهد توتراً كبيراً وسوف يلقى الكيان الغاصب مقاومة كبيرة من قبل أبناء الشعب الفلسطيني، فالشعب الفلسطيني حاضر دائما للدفاع عن المقدسات وللدفاع عن وطنه وارضه، وفي هذا السياق فإن المقاومة المسلحة في داخل فلسطين لن تظل مكتوفة الأيدي، فالكيان الصهيوني سيكون المسؤول الاول والاخير عن النتائج الكارثية التي سوف يتلقاها على أيدي أبناء الشعب الفلسطيني.
