الوقت - هناك الكثير من الأدلة على أن القوات الأوكرانية ارتكبت جرائم حرب أثناء الحرب مع روسيا. والمهم الآن هو موقف أوكرانيا حيال جرائم الحرب هذه.
منذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا، تم توجيه مزاعم بارتكاب جرائم حرب من قبل القوات الأوكرانية ضد الضباط وأسرى الحرب الروس. وقد أكد تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية، أن التكتيكات العسكرية الأوكرانية عرّضت حياة المدنيين للخطر.
وظهرت لقطات فيديو منذ ذلك الحين، تظهر أن الجنود الأوكرانيين ربما أعدموا ضباط روس في بلدة ماكيفكا. وفي عام 2019، حتى قبل بدء الحرب، أعلنت المحكمة الجنائية الدولية أن القوات الأوكرانية قد ارتكبت جرائم حرب محتملة ضد جنود روس في شرق أوكرانيا.
ورداً على مقاطع فيديو تظهر جرائم حرب محتملة على يد القوات الأوكرانية، أعلنت أوكرانيا أنها ستحقق في الأمر. ومع ذلك، قال المسؤولون إن التحقيق مرتبط بالخيانة الحربية، بمعنی أن أوكرانيا تحقق في خيانة الجنود الروس الذين خدعوا القوات الأوكرانية بالتظاهر بالاستسلام وقُتلوا لهذا السبب. لكن لم يقل أحد من سيحقق في جرائم الحرب التي ارتكبتها القوات الأوكرانية؟
المهم الآن أن تسمح أوكرانيا بإجراء تحقيق محايد، كما أشار كينيث روث، المدير السابق لـ هيومن رايتس ووتش، إلى أن: "التحقيق في جرائم الحرب ضروري ...".
لا أحد يحقق في جرائم الحرب التي ارتكبتها أوكرانيا
من أجل التحقيق في جرائم الحرب، من الضروري، أولاً وقبل كل شيء، أن يذكر شركاء كييف الدوليون بوضوح أن القانون الجنائي الدولي والقانون الإنساني الدولي ينطبقان على جميع أطراف النزاع، وليس طرفًا واحدًا فقط. لكن حتى الآن، ظلت بريطانيا وفرنسا وكندا صامتةً بشكل واضح بشأن إدانة جرائم الحرب.
وفي هذا الصدد، يؤكد فان شاك، الخبير الأمريكي في جرائم الحرب، على محاسبة أوكرانيا، ويقول: "قوانين الحرب يجب أن تطبق بالتساوي على جميع الأطراف، والدولة المعتدية والدولة المدافعة مسؤولتان علی حد سواء ... ويجب على جميع أطراف النزاع الامتثال للقوانين الدولية، وإلا سيواجهون العواقب".
أيضًا، يمكن للحكومات الغربية أن تعرض مساعدة أوكرانيا في التحقيق في أي جرائم مزعومة ارتكبتها قواتها المسلحة، لكن حتى الآن لم تبد أي حكومة غربية أي اهتمام بالقيام بذلك. ويمكن أن ترسل لندن وأوتاوا وباريس محققين لمساعدة أوكرانيا في التحقيق في مزاعم ضد جنودها، لكن لم يتم اتخاذ مثل هذا الإجراء حتى الآن.
کما يجب على حلفاء أوكرانيا أن يطلبوا من هذا البلد التصديق على نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. وبالنظر إلى مستوى نشاط المحكمة الجنائية الدولية في أوكرانيا، قد يفعل المراقبون أي شيء لأنهم لا يدرکون أن هذه الدولة ليست عضوًا في المحكمة الجنائية الدولية. ويمكن لعضوية أوكرانيا في المحكمة الجنائية الدولية، أن تعزز الجهود لجعل حكومة هذا البلد مسؤولةً حقًا.
حاليًا، تستخدم روسيا مزاعم ارتكاب أوكرانيا لجرائم حرب لتبرير الهجوم. ويمكن لأوكرانيا ويجب عليها أن تكون راغبةً في النظر في جرائم الحرب التي ترتكبها. وقال واين جرداش، المحامي الجنائي الدولي الذي يدعم التحقيق في جرائم الحرب علی يد أوكرانيا، إن السلطات القانونية الأوكرانية "حريصة جدًا على عدم تسليط الضوء على جرائم الحرب".
روسيا: الغرب غير مبال بجرائم أوكرانيا
اتهمت وزارة الدفاع الروسية يوم الجمعة الماضي كييف بارتكاب جرائم حرب، وأعلنت أن الغرب غير مبال بجرائم أوكرانيا. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية إعدام أكثر من 10 أسرى حرب روس من قبل أوكرانيا، متهمةً كييف بارتكاب جرائم حرب، والتي تقول موسكو إن الغرب تجاهلها.
وللإعلان عن هذا الخبر، استشهدت وزارة الدفاع الروسية بالفيديو المنشور على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي يظهر إعدام أسرى حرب روس.
ووفقًا لإعلان وزارة الدفاع الروسية، فإن القتل الوحشي للجنود الروس ليس الحالة الأولى، كما أنه ليس مجرد جريمة حرب، بل ممارسة شائعة في القوات المسلحة الأوكرانية، والتي يدعمها نظام كييف بنشاط، ويتجاهلها مؤيدوها الغربيون بشكل صارخ. في غضون ذلك، اتهمت أوكرانيا روسيا مرارًا بارتكاب جرائم حرب، وهو ادعاء نفته موسكو.
يُظهر مقطع الفيديو المنشور جنودًا روس مستلقين على الأرض في منطقة لوهانسك بشرق أوكرانيا بعد استسلامهم لمسلحين. ثم يُسمع دوي طلقات نارية ويظهر الفيديو الجثث. يتم عرض حوالي 12 جثة في هذا الفيلم، ووقت التصوير مجهول ولا يعرف من قام به.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن هذا الفيديو يظهر القتل المتعمد والمنهجي لأكثر من 10 جنود روس على يد جنود أوكرانيين. وأكدت الوزارة المذكورة أيضًا أن هذا الفيديو دليل على الطبيعة الوحشية للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظامه في كييف، وأنه سيحاسب أمام محكمة التاريخ وشعبي روسيا وأوكرانيا.