الوقت- في وقت تشتد فيه الأزمات الإنسانية وتتزايد فيه معاناة الشعوب المظلومة، تبرز المواقف الإنسانية المشرفة كشعلة أمل في ظلام الظلم، ومن بين هذه المواقف، يأتي موقف اليمن البطولي في دعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والذي حظي بتقدير كبير من قبل مفتي سلطنة عُمان، الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، في تدوينة له على منصة "إكس"، أشاد الشيخ الخليلي بموقف اليمن الشجاع، ووصفه بأنه "موقف جريء وصارم" يعكس التزامًا إنسانيًا وأخلاقيًا نادرًا في زمن تطغو فيه المصالح السياسية على القيم الإنسانية.
كلمات المفتي... تقدير لموقف اليمن
قال الشيخ الخليلي في تدوينته: "إنا لنشكر ونذكّر بكل تقدير، ذلك الموقف الجريء الصارم من أبطال اليمن المغاوير"، هذه الكلمات لم تكن مجرد عبارات شكر عابرة، بل كانت تعبيرًا عن تقدير عميق لموقف اليمن الذي تجاوز حدود الدعم اللفظي إلى التهديد باتخاذ إجراءات عملية لإنهاء الحصار الإسرائيلي عن غزة.
وأضاف المفتي: "إن المعروف تبقى آثاره ممن كان"، مؤكدًا أن دعم اليمن لغزة سيبقى محفورًا في ذاكرة التاريخ كموقف إنساني مشرف.
اليمن يقف في وجه الظلم
موقف اليمن لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج إرادة شعبية قوية ترفض الظلم وتدعم الحقوق الإنسانية، ففي خطاب متلفز، حذّر قائد حركة أنصارالله في اليمن، "إسرائيل" من الاستمرار في منع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، معلنًا عن إمهال الوسطاء أربعة أيام فقط لإنهاء هذا الحصار الجائر.
وقال بوضوح: "لا يمكن أن نتفرج على ما يحصل من تصعيد ومنع دخول المساعدات إلى قطاع غزة والعودة إلى التجويع من جديد"، هذا التهديد لم يكن مجرد كلمات، بل كان تعبيرًا عن استعداد حقيقي لاتخاذ إجراءات عسكرية إذا لزم الأمر.
التاريخ النضالي لليمن... من المعاناة إلى الدعم
اليمن، التي عانت هي الأخرى من حرب وحصار لسنوات طويلة، تعرف جيدًا معنى المعاناة الإنسانية، فالشعب اليمني، الذي تحمّل ويلات الحرب والتجويع، يدرك تمامًا ما يعانيه إخوانه في غزة، هذا الإدراك العميق للظلم هو ما دفع اليمن إلى اتخاذ موقف شجاع يدعم فيه غزة ليس فقط بالكلمات، بل بالتهديد باتخاذ إجراءات عملية، إنها رسالة واضحة مفادها بأن اليمن لن تقف مكتوفة الأيدي أمام جرائم الحرب والعقاب الجماعي التي ترتكبها "إسرائيل" بحق المدنيين الفلسطينيين.
دور اليمن في تعزيز التضامن الإقليمي
موقف اليمن ليس مجرد رد فعل عاطفي، بل هو جزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى تعزيز التضامن الإقليمي والدولي مع القضية الفلسطينية، فمن خلال هذا الموقف، تذكّر اليمن العالم بأن القضية الفلسطينية ليست قضية فلسطينية فحسب، بل هي قضية إنسانية تمس ضمير كل إنسان حر، إن دعم اليمن لغزة يضع دولًا أخرى في موقف محرج، وخاصة تلك التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان بينما تتغاضى عن معاناة الشعب الفلسطيني.
التهديد باستئناف العمليات البحرية... رسالة قوة
تهديد اليمن باستئناف العمليات البحرية إذا لم يتم رفع الحصار عن غزة هو رسالة قوية تعكس إصرار اليمن على الوقوف في وجه الظلم، هذا التهديد ليس مجرد كلمات، بل هو تعبير عن استعداد حقيقي لاتخاذ إجراءات عملية لدعم الشعب الفلسطيني، إنه تذكير للعالم بأن اليمن، رغم كل ما تعانيه من صعوبات داخلية، قادرة على لعب دور فاعل في الدفاع عن الحقوق الإنسانية.
"اليمن" نموذج للتضامن الإنساني في زمن الظلم
في عالم تتزايد فيه الانقسامات وتتضاءل فيه القيم الإنسانية، تقدم اليمن نموذجًا فريدًا للتضامن والدفاع عن المظلومين، موقف اليمن من حصار غزة ليس مجرد دعم عابر، بل هو تعبير عن إرادة شعبية وإيمان عميق بالعدالة، فالشعب اليمني، الذي عانى من ويلات الحرب والحصار، يعرف جيدًا معنى الحرمان والمعاناة، وهذا ما يدفعه إلى الوقوف بصلابة إلى جانب إخوانه في غزة.
التأثير الإقليمي... اليمن تلهم دولًا أخرى
موقف اليمن البطولي لم يمر مرور الكرام، بل أثار اهتمامًا واسعًا على المستوى الإقليمي، فالدول العربية والإسلامية، التي غالبًا ما تتخذ مواقف متحفظة تجاه القضية الفلسطينية، وجدت في موقف اليمن مصدر إلهام للتضامن مع غزة، إن دعم اليمن للقضية الفلسطينية يضع دولًا أخرى في موقف محرج، وخاصة تلك التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان بينما تتغاضى عن معاناة الشعب الفلسطيني.
الرد الدولي.. ازدواجية المعايير
رغم الكارثة الإنسانية في غزة، لا يزال المجتمع الدولي متخاذلًا في الضغط على "إسرائيل" لإنهاء حصارها، فبينما تتحدث بعض القوى الكبرى عن ضرورة التهدئة، فإنها في الوقت ذاته تواصل تزويد "إسرائيل" بالسلاح والدعم السياسي، هذا التناقض يضع العالم أمام حقيقة واضحة: الاعتماد على المقاومة والمواقف الشجاعة، مثل موقف اليمن، هو السبيل الوحيد لفرض الحقوق الإنسانية.
في النهاية، يبقى موقف اليمن من حصار غزة نموذجًا إنسانيًا فريدًا يستحق التقدير والاحترام، ففي عالم تسوده المصالح السياسية الضيقة، وتغيب فيه القيم الإنسانية في كثير من الأحيان، تقدم اليمن درسًا عظيمًا في التضامن والدفاع عن المظلومين، رغم كل التحديات الداخلية التي تواجهها اليمن، من حرب وحصار ومعاناة اقتصادية واجتماعية، إلا أن شعبها اختار أن يقف بصلابة إلى جانب إخوانه في غزة، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية عابرة، بل هي قضية إنسانية تمس ضمير كل إنسان حر.
موقف اليمن ليس مجرد دعم لفظي أو سياسي، بل هو تعبير عن إرادة شعبية قوية ترفض الظلم وتدافع عن الحقوق الأساسية للإنسان، فالشعب اليمني، الذي عانى من ويلات الحرب والتجويع، يعرف جيدًا معنى الحرمان والمعاناة، وهذا ما يدفعه إلى الوقوف بكل قوة إلى جانب الشعب الفلسطيني، إنه موقف يعكس عمق الروابط الإنسانية والأخوية بين الشعوب، ويذكّر العالم بأن العدالة ليست مجرد شعارات، بل هي أفعال ومبادئ يجب الدفاع عنها.
من خلال هذا الموقف البطولي، تذكّر اليمن العالم بمسؤولياته الأخلاقية والإنسانية، ففي وقت تتخاذل فيه العديد من الدول والمنظمات الدولية عن تحمّل مسؤولياتها، تبرز اليمن كصوت للضمير الإنساني، تدعو إلى التضامن مع المظلومين ورفض الظلم بكل أشكاله، إن دعم اليمن للقضية الفلسطينية هو رسالة قوية إلى العالم مفادها بأن الحقوق الإنسانية لا يمكن المساومة عليها، وأن القيم الإنسانية يجب أن تكون فوق كل الاعتبارات السياسية.
في خضم المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في غزة، يظل موقف اليمن شمعة مضيئة في ظلام الظلم، تذكّرنا بأن الإنسانية ما زالت حية في قلوب الشعوب، إنه درس عظيم للعالم أن الوقوف مع المظلومين ليس مجرد واجب أخلاقي، بل هو مسؤولية تاريخية يجب أن نتحملها جميعًا، فاليمن، رغم كل ما تعانيه، تقدم لنا نموذجًا يحتذى به في التضامن والشجاعة، وتذكّرنا بأن القيم الإنسانية هي التي تبني الأمم وتخلّد التاريخ.