الوقت- بين الحين والاخر نرى تصريحات من دول الاتحاد الأوروبي تصدر حول الوضع في اليمن، تلك التصريحات التي تصدر من الاتحاد الاوروبي لطالما اتسمت بعدم المصداقية والتقیيم الدقيق للوضع باليمن، حيث إن تلك التصريحات التي تصدر تدعو من جهةٍ إلى إيقاف الحرب في اليمن ومن جهةٍ اخرى فإنها تدعم العدوان السعودي على اليمن بالسلاح والدعم اللوجستي. في هذا السياق لطالما عبر الشعب اليمني وحكومة الإنقاذ الوطني من داخل اليمن عن رفضهم لتلك التصريحات التي تصدر من دول الاتحاد الأوروبي حيث إن تلك التصريحات تساوي بين الجلاد والضحية بل إنها في أغلب الاحيان تعطي الجلاد الحق لمواصلة ظلمة وعدوانه.
في هذا السياق فإن الشعب اليمني يعرف جيداً أن تلك الدول هي شريك أساسي للعدوان على اليمن سواءً بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وهنا يمكن الإشارة بشكل أوضح إلى النفاق الأوروبي في التعامل مع العديد من القضايا ابتداء من موقف الاتحاد الاوروبي تجاة فلسطين وانتهاءً باليمن, حيث إن التحالف السعودي الإماراتي ارتكب ولا يزال من الجرائم والانتهاكات بحق الشعب اليمني ما لا يمكن وصفه، وهنا يظهر النفاق الأمريكي الأوروبي جلياً حيث لا يخفى على أحد أن هذه الجرائم والانتهاكات المتواصلة بحق أبناء الشعب اليمني تأتي نتيجة تواطؤ المجتمع الدولي وانتهاجه سياسة الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير وحالة بغيضة من الانتقائية البشعة في التعامل مع الأزمات والصراعات الدولية، ففي الوقت الذي تتفاخر فيه عدد من الدول بانتصارها لمبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي في أزمات وصراعات معينة، نجدها تُفضّل تجاهل الجرائم المتتالية التي يرتكبها التحالف السعودي الإماراتي في طول وعرض اليمن، دون أن تجد تلك الجرائم الحد الأدنى من الإدانات الدولية، ناهيك عن تغييب مقصود لمبدأ المحاسبة والمساءلة وفرض العقوبات على دول العدوان لإجبارها على وقف عدوانها وثنيها عن ارتكاب جرائمها.
الكيل بمكيالين.. تصريحات أميركية أوروبية
خلال الأيام الماضية أصدر مجلس الاتحاد الأوروبي بياناً، وأكد "التزامه بأمن ووحدة واستقرار اليمن، وطالب الحوثيين بالتخلي عن المواقف المتطرفة والانخراط بشكل بناء مع جهود الوساطة الأممية لتمديد الهدنة" من جهةٍ اخرى فقد تبنى الاتحاد الأوروبي قرارات بشأن اليمن عقب اجتماع على مستوى وزراء الخارجية في دول الاتحاد يوم الاثنين، بالتزامن مع تحركات أوروبية متصاعدة في الملف اليمني تتوازى ومشاورات بين أطراف المجلس في الرياض في محاولة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المناوئة لجماعة انصارلله. من الجدير بالذكر أن بيان الاتحاد الاوروبي أدان "ما تسمى عرقلة الحوثيين للسلام وكذلك هجماتهم على المنشآت النفطية وتهديدهم لأمن الطاقة والأمن البحري، وعراقيلهم امام المساعدات، والاختطافات، مؤكداً على ضرورة وقف أي هجمات أو عنف، ومشدداً على أهمية اليمن للخطوط البحرية الرئيسية لإمدادات الطاقة والسلع الأخرى والهدف المتمثل في ضمان أمن واستقرار منطقة الخليج الفارسي وأيضا البحر الأحمر والقرن الأفريقي، والحاجة إلى منع انتشار أكبر للمنظمات الإرهابية.
البيان الذي أصدره الاتحاد الالوروبي تطرق أيضاً لموضوع المجلس الانتقالي في جنوب اليمن حيث دعا البيان الانتقالي الجنوبي الى الالتزام بوحدة مجلس القيادة، مجدداً في ذات السياق دعمه لرئيس مجلس القيادة رشاد العليمي، والتزامه كمبدأ بوحدة اليمن وسيادته وسلامته ، وجدد البيان ايضاً دعم الاتحاد الأوروبي جهود السلام التي تبذلها الأمم المتحدة وكذلك دعم المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جرندبيرج،
أبرز ردود الفعل اليمنية
رداً على التصريحات الأوروبية فقد عبر المجلس الانتقالي الجنوبي ، عن امتعاضه من البيان الذي طالب المجلس بالعمل على وحدة وتماسك مجلس القيادة الرئاسي، وهو ما اعتبره الانتقالي، على عكس ما أراده البيان، إضرارا بتماسك مجلس القيادة.وقال المتحدث باسم المجلس الانتقالي علي الكثيري في بيان: "تابعنا في المجلس الانتقالي الجنوبي البيان الصادر عن مجلس الاتحاد الأوروبي، يوم الإثنين ، وعليه يؤكد المجلس الانتقالي الجنوبي أن ما ورد من إشارة إلى المجلس الانتقالي في البيان بخصوص وحدة مجلس القيادة الرئاسي، كان في سياق سلبي غير صحيح ومخيب للآمال".من جهةٍ اخرى فقد اعتبرت حركة أنصار الله أن وصف البيان الأوروبي لمطالب صنعاء بـ"المتطرفة" بـ"الأمر السخيف"، وفق تصريحات وزير الخارجية في حكومة الإنقاذ الوطني هشام شرف والذي وصف البيان "بغير المستقل ويمثل التوجه الأمريكي".وقال ايضاً وزير الخارجية اليمني ، "إن الموقف الأوربي غير مستقل وهو مجرد صدى للموقف الأمريكي".
وفي هذا الصدد فإن من المواقف البارزة ايضاً موقف صدر عما تسمى "الحكومة اليمنية" التابعة لمجلس القيادة الرئاسي التابع للسعودية حيث رحبت بالبيان "المتضمن التزام الاتحاد بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه، ودعمه الكامل لرئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي ووحدة المجلس الرئاسي، وجهود السلام والتسوية الشاملة التي تقودها الأمم المتحدة في اليمن". في السياق نفسه جدد بيان للحكومة التابعة لما يسمي مجلس القيادة الرئاسي التابع للسعودية نشرته وكالة "سبأ" الرسمية يوم الثلاثاء، "التزام الحكومة اليمنية بنهج السلام العادل والشامل وفقا للمرجعيات المتفق عليها وطنيا وإقليميا ودوليا".
نفاق أوروبي واضح وضوح الشمس
في الحقيقة أغلب البيانات والمواقف التي تصدر من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ضد اليمن والشعب اليمني إنما هي في الحقيقة مجرد تصريحات جوفاء للاستهلاك الإعلامي لا غير حيث إنه وخلال كل السنوات الماضية فإن الأوروبيين ادعياء الدفاع عن حقوق الانسان ، اتخذوا جانب الصمت عن مجازر العدوان السعودي الإماراتي في اليمن، بل تمادوا اكثر من ذلك بشكل كبير ليتضح أن هؤلاء لا يعترفون بحقوق الانسان وانما يفضلون مصالحهم على الدوام.وهنا تجدر الإشارة إلى أن التصريحات الأمريكية الأوروبية كان الاجدر بها أن تتجه إلى دول العدوان لإيقاف الحرب والحصار على أبناء الشعب اليمني والتخفيف من معاناة هذا الشعب ولكن يبدو أنه حدث العكس فالاتحاد الأوروبي يطبق سياسة المعايير المزدوجة والنفاق السياسي وخصوصًا في اليمن، فلم يصدر أي بيان لإدانة العدوان السعودي الإماراتي. وهذا بحد ذاته يشكل حافزًا للعدوان للاستمرار في ارتكاب المجازر بلا وازع قانوني او ديني او اخلاقي.
في الختام يتضح يوماً بعد آخر أن أبناء الشعب اليمني يدافعون عن اليمن وعن ثرواته التي يحاول العدوان السعودي نهبها وسرقتها بينما يتجلى واضحاً الانحياز الأوروبي وسياسة الكيل بمكيالين التي يقوم بها المجتمع الدولي من خلال الجرائم التي يقوم بها تحالف العدوان السعودي الإماراتي والتي تعتبر أبشع جرائم ضد الانسانية. وهنا يُطرح السؤال كيف لا تخجلون من أنكم توازون بين الجلاد والضحية بكل وقاحة ؟ نعم انكم منافقون ومتواطئون مع تحالف العدوان السعودي على اليمن .وفي هذا السياق ورداً على التصريحات الأوروبية لابد من القول كفى نفاقاً وضحكاً فأنتم في خندق واحد مع حليفكم الصهيوني ومجلس أمنكم المتواطئ وكل دوائركم الاستخبارية والأمنية والعسكرية تدعم هذا العدوان السعودي الإماراتي على اليمن منذ اليوم الأول.