الوقت- شهدت عدّة مناطق في الضفة الغربية المحتلة مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الصهيوني، اليوم الاثنين، أسفرت عن وقوع إصابات وحالات اختناق في صفوف الفلسطينيين، وإصابة جندي صهيوني واحد. وأبرز هذه المواجهات كانت مساء اليوم في بلدة الخضر جنوب بيت لحم، حيث أصيب عدد من المواطنين بحالات اختناق. وأفادت مصادر محلية بأن المواجهات تركزت في منطقة التل بالبلدة القديمة، وقد أطلقت قوات الاحتلال خلالها الرصاص الحي وقنابل الغاز والصوت، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بالاختناق. وفي قرية أوصرين جنوب نابلس، اندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال، أسفرت عن إصابة عدد من الفلسطينيين.
وأوضح مدير الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر بمدينة نابلس، أن شابًا أصيب بقنبلة غاز في الوجه خلال مواجهات مع الاحتلال في قرية أوصرين، نقل على إثرها لتلقي العلاج في مستشفيات نابلس، كما أصيب شاب آخر بالرصاص المطاطي، فيما أصيب خمسة آخرون بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع. وعلى صعيد متصل، كشفت مصادر اخبارية عن اصابة عدد من الفلسطينيين، مساء أمس الاثنين، بجروح ورضوض وبحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، واعتداءات للمستوطنين، في عدة مناطق من الضفة الغربية.
وأكدت مصادر محلية وصحفية أن مستوطنين من مستوطنة "خفات جال"، المقامة على أراضي شرقي الخليل جنوب الضفة، هاجموا أفراداً من عائلة الزرو ومن كان بصحبتهم بالضرب وغاز الفلفل، أثناء فلاحة أراضيهم ورعاية ماشيتهم في منطقة "جبل جالس"، ما تسبب بإصابة عدد منهم برضوض واختناق، نقلوا إثرها إلى مستشفيات في الخليل. وأصيب عدة فلسطينيين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، مساء اليوم الثلاثاء، خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي عند مدخل مخيم العروب شمالي الخليل، واستهدفت تلك القوات منازل الأهالي، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق.
كذلك أصيب الشاب عمران نصار من بلدة قصرة جنوب نابلس شمالي الضفة بجروح في عينه، مساء اليوم الثلاثاء، بعدما هاجم المستوطنون المركبات بالحجارة قرب قرية المغير شرقي رام الله وسط الضفة، وجرى نقله إلى مستشفى رفيديا بمدينة نابلس. واختطفت وحدة خاصة إسرائيلية، وبإسناد من جيش الاحتلال، مساء اليوم الثلاثاء، الشاب ناصر عبد الفتاح غانم من قطاع غزة ومقيم في مدينة جنين، أثناء وجوده في محيط مدرسة حطين في مركز المدينة. واندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، في بلدة سلواد شمال شرقي رام الله، حيث أطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الغاز، وقنابل صوتية، باتجاه الأهالي، من دون وقوع إصابات. وفي السياق، أكدت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اعتقلت الشاب محمد ثائر حامد من بلدة سلواد، بعد الاعتداء عليه بالضرب، خلال مواجهات شهدتها البلدة مساء اليوم.
ردود الأفعال على مقتل شاب فلسطيني أعزل
حمل الفلسطينيون يوم أمس الاثنين إسرائيل مسؤولية تصاعد عمليات القتل في الضفة الغربية وسط مطالبات بمحاسبتها ومساءلتها دوليا وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني. وقتل في وقت سابق الشاب عمر مناع (22 عاما) بنيران جنود إسرائيليين خلال مواجهات اندلعت في مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين جنوب مدينة بيت لحم في الضفة الغربية ما يرفع عدد القتلى منذ بداية العام إلى أكثر من 210 حسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية في اجتماع حكومته الأسبوعي في مدينة رام الله إن "آلة القتل الإسرائيلية تواصل حصد أرواح الشبان الأبرياء والعزل بدم بارد في البلدات والمخيمات والمدن الفلسطينية". واعتبر اشتية أن "ارتكاب تلك الجرائم لم يكن ليحدث لولا شعور الجناة بإفلاتهم من العقاب، مستفيدين من سياسة المعايير المزدوجة التي تشجعهم على مواصلة أعمالهم التي لم يعد التعبير عن القلق يتناسب مع حجهما وما تتركه من آثار مدمرة تطال كل عناصر الحياة على الأرض الفلسطينية". ودعا اشتية الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لاتخاذ إجراءات جدية وملموسة "لمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي ومساءلته وتقديم المجرمين والقتلة ومن يقف وراءهم ويدعمهم إلى العدالة الدولية".
والعام الجاري يعد الأكثر "عنفا" منذ 16 عاما بفعل الزيادة المقلقة في أعمال العنف والقيود المفروضة على الحركة في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية حسب بعثة الاتحاد الأوروبي ومؤسسات أممية تنشط في الأراضي الفلسطينية. بدوره أعلن سفير فلسطين في القاهرة ومندوبها لدى جامعة الدول العربية دياب اللوح عن حراك فلسطيني عربي باتجاه دول العالم المؤثرة لإطلاعها على خطورة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية. وقال اللوح لإذاعة صوت فلسطين الرسمية إن الحراك يشمل دول الصين وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية بهدف "إدانة الممارسات الإسرائيلية وتعريتها ووقفها وتوفير حماية للشعب الفلسطيني".
وأضاف اللوح إن الشعب الفلسطيني في كل مناطق الضفة الغربية يتعرض "للقتل الممنهج وإرهاب الدولة المنظم سواء من قبل الجيش الإسرائيلي أو جماعات المستوطنين ما يتطلب توفير حماية دولية عاجلة". وتشهد مدن الضفة الغربية منذ بداية العام الجاري توترا مستمرا بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وكثيرا ما تحولت الاحتكاكات بينهما إلى مواجهات وأعمال عنف. من جهتها اعتبرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية أن التصعيد الإسرائيلي للأوضاع في الضفة الغربية يهدف "لخلق حالة من الفوضى كبديل للتهدئة والهروب من دفع استحقاقات السلام العادل القائم على قرارات الشرعية الدولية".
وحملت الوزارة في بيانها الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن "جرائم القتل" بحق الفلسطينيين، مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش بسرعة تفعيل نظام الحماية الدولية للشعب الفلسطيني. وأشار البيان إلى أن إجراءات الجيش الإسرائيلي وجماعات المستوطنين ضد الشعب الفلسطيني ستكون حاضرة بقوة هذا اليوم في اجتماعات ولقاءات وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي مع المسؤولين في المحكمتين الجنائية والعدل الدوليتين في لاهاي.
وفي السياق أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان أن الشعب الفلسطيني سيواجه "عدوان الاحتلال" بمزيد من المقاومة، معتبرة أن المحاولات الإسرائيلية لوقف المقاومة "ستفشل بسواعد الشباب الثائر". واعتبرت حركة (الجهاد الإسلامي) أن تصاعد الممارسات الإسرائيلية في الضفة الغربية "لن يثني" الشعب الفلسطيني عن التمسك بمقاومته وعدالة قضيته وإصراره على مواصلة المواجهة حتى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة
"عرين الأسود" تدعو للتصدي لهجمات المستوطنين والاشتباك معهم بكل الوسائل
أعلنت مجموعة "عرين الأسود" الفلسطينية في بيان لها، "التصدي لجنود الاحتلال برميات كثيفة من الرصاص في منطقة رأس العين في نابلس". ودعت المجموعة في البيان، المواطنين للخروج والتصدي لاعتداءات المستوطنين، وإغلاق الطرق عليهم ومشاغلتهم والاشتباك معهم بكل ما أتيح من وسائل. وأشارت إلى أن عملية التصدي جرت على أكثر من محور صباح يوم الجمعة، خلال اقتحام جنود الاحتلال منطقة رأس العين في نابلس. وأهابت بالمواطنين والصحفيين الشرفاء "الذين يسعون لتوثيق الاشتباكات مع العدو أن يتجنبوا تصوير وجوه المقاومين أو مناطق وجودهم شاكرين لكم حسكم الوطني وسعيكم لتوثيق بطولات المقاومين".
كما نعت عمار مفلح عديلي الذي أعدمته القوات الإسرائيلية وهو أعزل بأبشع الطرق في بلدة حوارة مؤكدة أن "دماء عديلي لن تكون إلا وقودا لثورتنا ومقاومتنا المجيدة". ودعت المواطنين في كل الأحياء والمناطق بالضفة للخروج إلى الشوارع والاحتشاد وإغلاق الطرق التي يسير عليها المستوطنون وقوات الاحتلال. وأشارت إلى أن إغلاق الطرق يصيبهم برعب وهستيريا ويعطل إمداداتهم، كيف ننام الليلة وقد أعدم أسد من أسودنا بدم بارد. ومضت قائلة:" أخرجوا الآن الآن وليس غدا أخرجوا وكبروا واسمعوا العالم صوت تكبيراتكم في الشوارع ومن على أسطح المنازل أخرجوا لإغلاق الطرق عليهم ومشاغلتهم والاشتباك معهم بما أتيح لكم من وسائل".