الوقت- اسم الشهيد الفلسطيني عدي التميمي بات يشكل رعبًا حقيقيًا لكيان الاحتلال الإسرائيلي، فقد أصبح رمزًا حقيقيًا للمقاومة الفلسطينية الشابة على جميع الأصعدة ولاسيّما الأمنية فقد استطاع بطرق بسيطة أن يحصل على السلاح الذي يريده ودرس نقاط ضعف جنود الاحتلال الإسرائيلي واستهدفهم فكان مثل الكابوس عليهم فأذاقهم أنواع العذاب وشكل صدمة كبيرة للمؤسسة الأمنية في كيان الاحتلال وخصوصًا أنها المؤسسة التي تزعم بأنها لا تُخترق، ما جعل من عملية الشهيد عدي التميمي مرحلة جديدة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مرحلة يمكن تسميتها بالانتقالية من عمليات المجموعات المنظمة إلى العمليات الفردية المنظمة والتي تضرب النقاط الحساسة في كيان الاحتلال وتنتقي هذه النقاط وليس اعتباطية.
الإعلام العبري حتى الآن لم يستفق من صدمة عملية الشهيد عدي التميمي، وقال إن اسرائيل لا تمتلك حلولًا لمواجهة هذه العمليات. وكشفت الرقابة الإسرائيلية تحت بند سُمح بالنشر عن تفاصيل جديدة حول عملية إطلاق النار هذه. حيث أدت عمليته إلى مقتل مجندة صهيونية وإصابة اثنين آخرين. وحسب الرقابة الإسرائيلية، فقد اشترى الشهيد التميمي مسدسًا مع رفيقه مروان التميمي إضافة إلى 71 طلقة نارية من عيار 9 ملم قبل تنفيذ العملية بأيام.
كما حاول رفيقه مروان شراء مسدس آخر للاشتراك في تنفيذ العملية، إلا أنّ الشهيد عدي رفض طلبه، لكونه لا يمكنه الانتظار وسينفذ العملية سريعًا. وضمن التفاصيل التي سمحت الرقابة بنشرها، قام الشهيد عدي قبل تنفيذ العملية بأيام بالتخلص من هاتفه النقال وسحب الشريحة منه وأبقاه في منزل مروان في عناتا قرب القدس المحتلة، موصيًا مروان بتسليم الهاتف لوالدة الشهيد بعد استشهاده لكونه يحتوي على صور وفيديوهات من ذكريات العائلة.
وحول هدف العملية، بينت التحقيقات مع مروان أن الهدف كان عبور حاجز شعفاط والذهاب لتنفيذ عملية إطلاق نار ضد جنود في مدينة موديعين شمالي غرب القدس، حيث توجه مع مروان واثنين من رفاقه عبر مركبة صوب الحاجز للتوجه إلى موديعين.
ووفقًا للتحقيقات فقد توقفت المركبة التي تُقل الشهيد عدي لفحص روتيني على الحاجز وكان الهدف عبور الحاجز نحو موديعين، إلا أن عدي فتح باب المركبة فجأة ولقم مسدسه واقترب من الجنود وأطلق عدة طلقات تجاههم، قُتلت على إثرها المجندة وأصيب أحد الحراس بطلقة في رأسه حيث دخل في غيبوبة من ذلك الحين.
وفيما بعد انسحب الشهيد عدي من المكان كما انسحبت المركبة التي تقل رفاقه بعد أن فشل الاحتلال في استهدافهم. وبيّنت التفاصيل قيام الشهيد عدي بتنفيذ عملية إطلاق نار أخرى اواخر الشهر الماضي وذلك عبر المسدس نفسه وذلك على مدخل مستوطنة معاليه أدوميم.
أما فيما يخص عملية سلفيت التي ادت إلى مقتل ثلاثة جنود من كيان الاحتلال، فإنها تعتبر مشابهة لعملية الشهيد عدي التميمي الذي بات أيقونة لمثل هذه العمليات، واعتبرت صحيفة هآرتس العبرية أن ما يجري نوع من الواقع الجديد الذي قد يطول أمده وليس مرتبط بموجة متسارعة من العمليات التي لم توصل إلى أبعاد انتفاضة ثالثة.
وأضافت إن هذا الأمر قد يتصاعد وخصوصًا في ظل عدم الصمت المطلق والاحتكاك المستمر في ظل النشاطات العسكرية بالضفة والمواجهات بين المستوطنين والفلسطينيين. ورأت الصحيفة أن هذه العمليات ستشكل مشكلة للحكومة الإسرائيلية المقبلة التي سيتم تشكيلها، وأن الخطاب الذي حمله العديد من أعضاء الحكومة المستقبلية خلال فترة وجودهم لن يساعد بعد الآن على خفض التوتر، وبالتالي يتوقع منهم تغيير نهجهم بعد الحديث الفارغ عن إعادة الردع وعقوبة الإعدام والدعم الكامل للجنود.
خلال الشهر الماضي فقط تم تنفيذ تسعمئة وستة عشر عملية فلسطينية ضد كيان الاحتلال، بينها ستمئة وأربعة عشر عملية رشق حجارة، أدت إلى إصابة واحد وثمانين مستوطنًا. وذلك إلى جانب مئة واربعة وتسعين عملية إلقاء زجاجات حارقة، نفذت نحو مركبات المستوطنين والمواقع العسكرية للجيش الإسرائيلي في مناطق الضفة الغربية والقدس المحتلتين، إضافة إلى عمليات الدهس والطعن وإطلاق النار على جنود الاحتلال والمستوطنين والتي أدت في المجمل إلى مقتل أربعة منهم وإصابة ثمانية وثمانين، وهذا التصعيد يعكس حجم الاحتقان والمصاعب والأزمات التي تواجه كيان الاحتلال وحكومته المتطرفة المقبلة، ورسالة من الشعب الفلسطيني بأنه قد يبدأ مرحلة جديدة في نضاله، مرحلة ستعكس ضعف كيان الاحتلال وتكشف وجهه الحقيقي المشوه.