نص الحوار الذي اجراه مراسل موقع الوقت مع ضیف الله الشامي عضو المكتب السياسي في حركة أنصارالله، حول آخر المستجدات في الیمن.
الوقت - خلال الفترة الاخيرة شهدنا تصاعد حالة الإغتيالات في عدن والمناطق التي يسيطر علیها حلفاء السعودية، هل أن الوضع الأمني في هذه المناطق هش، ولم يتمكن خالد بحاح من فرض الأمن والاستقرار في تلك المناطق؟
الشامي ـ بالطبع ان الوضع الأمني في عدن ليس مستقرا بسبب تواجد عناصر داعش والقاعدة وسيطرتهما الكاملة علی عدن، باعتبار أن قوی العدوان هيأت الأرضية لعناصر القاعدة وداعش للاستيلاء علی تلك المناطق والتي تم التحذير منها في الفترة السابقة. فكان تحرك الجيش واللجان الشعبية الی المحافظات الجنوبية من أجل إفشال مخطط داعش والقاعدة، لكن دول العدوان وقفت حائلا دون ذلك حيث أن داعش والقاعدة هي يد من يد دول العدوان تحركها متی وأين ما شاءت. وبالنتيجة ما يجري من عمليات إغتيالات وتصفيات الشخصيات حتی ممن يقفون الی جانب دول العدوان، تاتي من قبل داعش والقاعدة وفقا لاوامر دول العدوان التي لا تريد لهذا البلد الأمن والاستقرار.
الوقت: ماذا عن الخلافات التي حصلت بين الإمارات والسعودية بعد إختيار عدد من الوزراء في حكومة بحاح من المنتمين الی الاخوان؟
الشامي: ياتي ذلك في اطار الاطماع المختلفة لدول العدوان والتي تريد فرض سيطرتها ونفوذها علی المدن الیمنية. الامارات لها اطماع كبيرة في عدن وضواحيها وكذلك في المنطقة الحرة وميناء عدن، والسعودية لها اطماع في حضرموت وغيرها من المناطق الیمنية. وهو صراع نفوذ بين هذه الدول والاوراق التي استخدموها سابقا هي يمنية من أجل خلق الاقتتال والتناحر لكي يتمكنوا من تقاسم هذا البلد. لكن الشعب الیمني لا يقبل، لا بتلك الأدوات ولا بمن يقف خلفها ولذلك فان الشعب الیمني يتجه نحو التحرر من الهيمنة والوصايا وأي املاءات. نحن لا يضرنا اختلاف السعودية والامارات ولا بحاح او هادي، فنحن نعتبرهم جميعا يتحركون في خندق واحد ووفقا لمخطط الاستخبارات الامريكية من أجل تمزيق هذا البلد، ولا يمكن أن نُخدَع بهذه الصراعات.
الوقت: هل أن هذه الخلافات ستضعف وتفكك ما يسمی بالائتلاف العربي ضد الیمن؟
الشامي: سوف تستطيع الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي التحكم بهذه الخلافات، لانهم هم من يزرعون الخلاف ويعملون علی تلفيقه. ولذلك فان ائتلاف دول العدوان علی الیمن هو في الأساس مفكك، لان لكل طرف اطماعه واهدافه وإنما هنالك محاولة اظهار أنهم متوحدون. من وجهة نظرنا نحن نعتقد أن هؤلاء متفككون وربما الايام القادمة ستظهر مزيدا من أبعاد هذا التفكك، أو اننا سوف نشهد انهياره. دول هذا الائتلاف تورطت في مستنقع الیمن ودخلت في منزلق خطير لا يمكن أن تخرج منه رابحة.
الوقت: ماذا عن الاخبار التي تتحدث عن أن حركة انصارالله والجيش الیمني يريدون تغيير إستراتيجيتهم الدفاعية والهجومية؟
الشامي: بالنسبة للجيش الیمني واللجان الشعبية وفي مقدمتهم حركة أنصارالله هم يتحركون وفق استراتيجية مدروسة لمواجهة العدوان، وهم يتحركون الآن توغلا في عمق الأراضي الواقعة تحت السيطرة السعودية. وهنالك انجازات ميدانية كبيرة وهناك سقوط مواقع كثيرة للآلیات المتطورة للعدو مثل الابرامز الامريكي، والبرادلي وغيرها من الالیات والمدرعات، وقتلی كثيرون في صفوف الجيش السعودي. ناهيك عن الداخل في صفوف المرتزقة والجنود السودانيين والبلاك وتر والاماراتيين، حيث تم صد محاولاتهم للتقدم نحو تعز ولازالوا يتلقون ضربات قوية. ولاتزال محاولاتهم لفتح جبهات هناك تبوء بالفشل والانكسار وهذا ما سوف يعزز الجبهة الداخلية والخارجية بشكل كبير. وهنالك استراتيجيات ربما سوف يتفاجأ العالم بها عندما سيقرر الجيش واللجان الشعبية اللجوء الیها إذا لم يتوقف العدوان.
الوقت: كيف تنظرون الی مؤتمر جنيف2، خاصة بعد حضور المبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ في عدن والحوار الذي اجراه مع منصور هادي؟
الشامي: بالنسبة لمؤتمر جنيف2 نحن لدينا امور واضحة ومكشوفة وليست هناك امور خفية. وهناك النقاط السبع التي تم الإتفاق علیها وتمت مباحثتها سابقا، ونحن نمضي بخطوات الی جانب شعبنا ولا يمكن أن نقبل بذل او تمرير أهداف لم يستطع العدوان تحقيقها من خلال العدوان العسكري والجرائم التي ارتكبها، وأن ياتي ليمررها علی الملعب السياسي. هذا أمر غير مقبول ولذلك نحن نتمنی لهذا المؤتمر أن ينجح ونسعی الی أن تخرج البلاد من واقع الحرب التي تعيشه لكن لا يعني ذلك علی حساب دماء الشهداء او علی حساب كرامة هذا الشعب وسيادته وأمنه وإستقلاله.