الوقت - فرضت حكومة البحرين، التي لم تتقاعس عن اتخاذ أي إجراء لقمع الشيعة في العقد الماضي، قيودًا تعسفيةً جديدةً على سفر الشيعة إلى الخارج في الأيام الأخيرة.
فيما يستعدّ شيعة البحرين لحضور مراسم أربعينية الإمام الحسين(عليه السلام) في العراق، كما هو متعارف عليه في السنوات الماضية، يسعى نظام آل خليفة إلى منع البحرينيين من السفر إلی العراق وإيران لزيارة الأماكن المقدسة الشيعية، استمراراً لعداوته للمعتقدات الدينية للشيعة.
ولهذا الغرض، قامت مديرية شؤون الجنسية والجوازات والإقامة بوزارة الداخلية البحرينية، بتطبيق استمارة "طلب تصريح السفر" على المواطنين، بهدف تقييد المواطنين الشيعة ومنعهم من السفر إلى العراق وإيران لزيارة الأماکن المقدسة.
نموذج الطلب هذا يحدد وجهة سفر المواطنين وأسبابه، وقد أبدى المواطنون قلقهم من صدور هذا القرار المفاجئ في هذا الوقت من قبل وزارة الداخلية، مع اقتراب أيام أربعينية الإمام الحسين(عليه السلام).
هذا بينما كان الآلاف من المواطنين البحرينيين يذهبون كل عام إلى العراق للمشاركة في مراسم الأربعين، لكن هذا العام، حرمت آل خليفة البحرينيين من هذه الطقوس الدينية.
وفي تبرير هذه الخطة المناهضة للدين، شدد وزير الداخلية البحريني على أن السلطات لن تسمح بالترويج لهذه المناسبة باستخدام السياحة الدينية، لأن هذا يتعارض مع نهج حكومة آل خليفة.
في غضون ذلك، أعلن مركز البحرين لحقوق الإنسان عبر حسابه على تويتر، أنه يجب إلغاء هذا الإجراء الذي يحدّ من الحريات الفردية والجماعية في هذا البلد، لأن هذا الإجراء تمييزي وانتهاك لحقوق الإنسان، وخاصةً بحق المواطنين الشيعة.
منذ عامين، منعت سلطات آل خليفة المواطنين الشيعة من السفر إلى العراق وإيران والمشاركة في مراسم أربعينية الإمام الحسين(عليه السلام) بحجة منع انتشار فيروس كورونا في هذا البلد، ويبدو أن هذا العام، مع انحسار جائحة كورونا وتهيئة الظروف لسفر الشيعة إلى العتبات المقدسة، قدموا أعذارًا جديدةً لمواصلة عملية حرمان الشيعة.
في كل عام مع حلول شهر محرم، يتضاعف الضغط الأمني على الشيعة في البحرين، والنظام صارم للغاية في إقامة مراسم العزاء الحسيني. وهو موضوع يظهر أن حکام المنامة يعتبرون تعزيز ثقافة عاشوراء بين الشيعة البحرينيين، وخاصةً جيل الشباب، خطراً على استمرار نظامهم التمييزي.
وفي هذا الصدد، قال باقر درويش، رئيس جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان البحرينية: "النظام البحريني يخشى إقامة حفل عاشوراء حقيقي، الذي هو ضد القهر والاستسلام للغطرسة والاستبداد."
خنق صوت الشيعة المطالب بالعدالة
نظام آل خليفة، الذي يعتبر صوت الشيعة للمطالبة بحقوقهم المفقودة، تهديدا خطيرا لأسس عرشهم المهزوزة، لهذا السبب وبمثل هذه القيود، ينوي منع صوت اضطهادهم من الوصول إلى آذان العالم.
لأن حكام البحرين الديكتاتوريين يعرفون جيداً أن مسيرة الأربعين في العراق، والتي يحضرها ملايين الأشخاص من جميع أنحاء العالم، هي فرصة جيدة لشيعة هذا البلد لإظهار جرائم آل خليفة للجميع.
إن رسم وجه مكروه لآل خليفة بين شيعة العالم خلال مراسم الأربعين، يمكن أن يشوه صورة هذا النظام في المنطقة والعالم، ولذلك يخشى حكام هذا البلد أن تصبح مراسم الأربعين مكانًا للدعاية ضدهم.
کما يمكن لشيعة البحرين، الذين مُنعوا من الوقوف في وجه النظام وترديد الشعارات الحادة ضد آل خليفة بسبب القمع الواسع النطاق في السنوات الأخيرة، أن يظهروا صراخهم الاحتجاجي دون أي قيود خلال مراسم الأربعين وإثارة عواطف الشيعة الآخرين لمعاناتهم.
إن ثقافة عاشوراء تجمع الشيعة تحت راية واحدة، وبما أن عاشوراء نموذج حقيقي للباحثين عن العدالة في مواجهة المستکبرين والمستبدين، يمكن أن يكون الشيعة البحرينيون أيضًا صوت الشعب الحر الذي تعرض للقمع من قبل الحكام العرب المطبعين.
سياسة إقامة أربعينية باهتة
النقطة الأخرى التي يمكن الإشارة إليها في خطة آل خليفة الجديدة، هي أن حكام البحرين، الذين ينفذون ويطيعون الأوامر التي يمليها المثلث السعودي الأمريكي الصهيوني، لا يتحملون التواجد الكبير للمسلمين في مراسم الأربعين في كربلاء، وبالتالي فإنهم يحاولون منع تواجد عدد كبير من الزوار في مراسم الأربعين، بمثل هذه المحظورات.
لأن التواجد الكبير لأتباع المذاهب الأخرى في هذه الطقوس، يدل على أن مسيرة الأربعين لم تعد مقصورةً على الشيعة، وأن هذه الشعائر أصبحت رمزاً وعلامةً على تعزيز ثقافة المقاومة ورفض الغطرسة.
يعتبر آل خليفة وحكام السعودية تجمع الشيعة عند الإمام الحسين(عليه السلام) تهديداً من الناحية الأمنية، لأن وحدة الشيعة تعتبر وحدة محور المقاومة في المنطقة.
لذلك، كلما زاد تضامن الشيعة مع بعضهم البعض، كانت المقاومة أقوى، وهذا مخالف لخط آل خليفة السياسي، الذين لا يدخرون جهداً لضرب محور المقاومة، بالتوافق مع الغربيين والصهاينة.
في البحرين، على الرغم من أن أكثر من 75٪ من سكان البلاد هم من الشيعة، إلا أنهم محرومون من العديد من الحقوق الإنسانية والدينية، ولا يسمح النظام للشيعة بالمشاركة في السلطة.
حرمان الشيعة من النشاط السياسي والاقتصادي، واعتقال الزعماء الدينيين الشيعة، وقمع المعارضة، كلها برامج وخطط تستخدمها سلطات آل خليفة لترسيخ عرشها.