الوقت- تستعد تركيا لتوغل جديد واسع النطاق شمال سوريا يعد خامس هجوم عسكري كبير لها خلال 6 سنوات، وانتشرت معدات عسكرية على طول الحدود السورية وقصفت المدفعية مواقع تسيطر عليها جماعات مسلحة كردية.
فيما أشارت معظم وسائل الاعلام التركية أن العملية تستهدف " منبج" و "تل رفعت" و "عين عيسى" و "عين العرب".
وهذا كله بحجة انشاء ماسمّته "المنطقة الآمنة" بعمق ثلاثين كيلومترا، هذه ليست حدود المعارك لأن الرئيس التركي أعلن أن القتال سيمتد إلى مناطق أخرى في سوريا
وفي هذا الصدد أجری موقع الوقت الاخباري التحليلي مقابلة مع الخبير العسكري والاستراتيجي العميد "أمين حطيط" وهذا نص المقابلة:
الوقت: مامدى جدية تركيا في الهجوم على سوريا؟
أمين حطيط: لدى تركيا منذ بداية الحرب على سوريا مشروع خاص يتضمن في سقفه الأعلى السيطرة على كامل سوريا، وفي سقفه الأدنى ضم أراض سورية تسميها تركيا "المنطقة الأمنية" فبالتالي المشروع هو قائم، انما ينتظر الظرف المناسب لتنفيذه.
واليوم تجد تركيا أن أزمة أوكرانيا وحاجة الغرب لها في القبول بالانخراط في مواجهة هذه الأزمة وبقبول فنلندا والسويد في الناتو.
كل هذا لان تركيا تريد أن تستثمره وتبتز وأن تنفذ مشروعها الخاص في سوريا، لكن يبدو أن تركيا سمعت من كل من ايران وروسيا كلاماً سلبياً ورفضا لهذا المشروع و لمست في الميدان بعض العراقيل لذلك جمدت هذا المشروع بشكل مؤقت، فبالتالي المشروع قائم والظروف غير مواتية مئة بالمئة والتنفيذ مؤجل.
الوقت: في حال قامت تركيا بالهجوم على سوريا، كيف سيكون رد فعل سوريا؟
أمين حطيط: اذا أقدمت تركيا على مهاجمة سوريا فستلاقي مقاومة سورية على وجهين: أولا مقاومة من الجيش العربي السوري الذي سيدافع عن أرضه، وثانيا مقاومة شعبية أيضا.
ويمكن أن نتوقع مع كثير من التحفظ أن تقوم قسد بمواجهة أيضا مع شكنا بهذا الأمر لأن قسد تعمل بالاملاءات الأمريكية واذا قررت تركيا الهجوم فانها ستكون قد نفذت هذا الهجوم بناءً على اتفاق مسبق مع أمريكا، وأمريكا سلتجم قسد في هذا الموضوع.
لذلك في حال الهجوم سيكون رد الفعل السوري الشعبي والعسكري هو المعوّل عليه.
الوقت: مامدى استعداد أكراد سوريا للتعاون مع الحكومة السورية؟
أمين حطيط: للأسف أكراد سوريا مصابون بما نسميه العمى الاستراتيجي أو قصر النظر الاستراتيجي، هم يعرفون أن مشروعهم الانفصالي غير قابل للحياة، لا بالعكس انه سيستجلب لهم الويلات والخسائر ويفرض عليهم الكثير من الآلام، ورغم ذلك يسيرون في ركاب المحتل الأمريكي ويعدّون الخدمات لهذا المحتل ضد دولتهم.
لهذا السبب نحن نتمنى أن يستفيق الأكراد ويعملون مع حكومتهم المركزية دفاعا عن أنفسهم ودفاعا عن البلاد، لكن هذا الاستعداد هو محدود حتى الآن.
الوقت: ما هو موقف روسيا والولايات المتحدة من هذا الهجوم المحتمل؟
أمين حطيط: بطبيعة الحال روسيا هي ضد هذا العدوان وقد أبلغت تركيا أن الجيش الروسي لن يسكت عن هذا العدوان اذا حصل، وأنه سيقدم المساعدة للجيش العربي السوري بشكل مؤكد.
وأما بالنسبة الى الولايات المتحدة الأمريكية فان هذا العدوان اذا حصل ونفذت تركيا هجومها فلن يكون الا بعد التنسيق الكامل مع تركيا، فتركيا لا تتحرك في سوريا بشكل معاكس للقرار الأمريكي.