الوقت- تصاعدت مؤشرات انهيار الهدنة الإنسانية والعسكرية المعلَنة من جانب الأمم المتحدة في اليمن. ومع انقضاء ربع مدة الهدنة المحددة بشهرين، لم يُنفذ، حتى الآن، أي من البنود المتعلقة بالجانب الإنساني فيها، والتي تشكل أولوية بالنسبة إلى صنعاء، نظراً إلى الهدوء الذي ساد الجبهات العسكرية حتى قبل الإعلان عن وقف إطلاق النار، باستثناء بعض المناوشات العسكرية في محافظتي مأرب والضالع. ودفع التلكؤ في تنفيذ بنود الاتفاق، قيادات في حركة "أنصار الله"، أخيراً، إلى التحذير من نفاد صبر صنعاء، وخصوصاً في ظل عودة القرصنة البحرية على سفن المشتقات النفطية، ومنع دخول ثلاث منها محملة بأكثر من 88 ألف طن من مادتي الديزل والبنزين، وفق تصريحات شركة النفط اليمنية، إلى جانب تضاؤل آمال الشارع اليمني في تنفيذ البنود المتعلقة بفتح مطار صنعاء، وسط تهرب التحالف السعودي - الإماراتي والحكومة اليمنية الموالية له من منح شركة طيران اليمنية إذن تسيير رحلات تجارية إلى مطار صنعاء، فضلاً عن المماطلة في تنفيذ صفقة تبادل الأسرى.
لقد تنصلت دول العدوان عن التزاماتها من خلال رفض إعطاء الخطوط الجوية اليمنية تصريح هبوط الرحلة التجارية التي كان مقرراً وصولها اليوم، وذلك في خرق واضح للهدنة التي أعلنها المبعوث الأممي لدى اليمن. وهو دليل على سعى تحالف العدوان لمضاعفة معاناة الشعب اليمني بشكل متعمد، بينما يسعى لتضليل الرأي العام الدولي بالملف الإنساني. شركة الخطوط الجوية اليمنية قالت في بيان لها أنها لم تتلق حتى اللحظة تصاريح التشغيل لأول رحلة من مطار صنعاء الدولي إلى العاصمة الأردنية عمّان، والتي كان من المقرر انطلاقها يوم الأحد الموافق 24 إبريل في تمام الساعة الثامنة صباحاً. وفي اول رد فعل لانصار الله عقب هذا الاجراء السعودي، اعتبرت أن رفض دول التحالف إعطاء تصريح لأول رحلة تجارية عبر مطار صنعاء الدولي بعد 6 أعوام، كانت مقررة، اليوم الأحد، يعد خرقا للهدنة الأممية.
من جانبها أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء تأجيل أول رحلة طيران تجارية منذ ست سنوات من مطار صنعاء الدولي، مشددة على أن هدف الهدنة المتفق عليها لمدة شهرين في عموم اليمن بين أنصار الله والتحالف العدوان يكمن في "خدمة المدنيين من خلال الحد من حدة العنف وتوفير الوقود وتعزيز حريتهم في التنقل من وإلى وداخل بلادهم". ويمكن لهذه المؤشرات أن تقود إلى انتكاسة محتملة للهدنة في مقبل الأيام، ما لم يتمكّن المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، من إنقاذها ودفع دول العدوان إلى الالتزام بها. ولهذه الغاية، كان المبعوث الأممي قد أجرى، أول من أمس، مباحثات مع الحكومة المستقيلة الموالية لتحالف العدوان السعودي في الرياض، قبل عودتها إلى مدينة عدن، تركزت حول تنفيذ بنود الاتفاق. وفي هذا الإطار، جدد نائب وزير خارجية حكومة صنعاء، حسين العزي، دعوته السعودية إلى عدم المراهنة على أدواتها، في إشارة إلى مجلس القيادة الرئاسي، محدداً طريق السلام في اليمن بـ"إنهاء العدوان والحصار والاحتلال، وصولاً إلى استعادة السلام والإخاء وحسن الجوار".
نائب وزير الخارجية اليمني حسين العزي، اكد أن دول العدوان لاتزال تعرقل تسيير الرحلات الجوية من مطار صنعاء وتحتجز سفن المشتقات النفطية وقال ان اليمنيين أمام خصوم لا يحترمون التزاماتهم، مشددا ان الهدنة لا شك في طريقها للفشل ما لم يتوقفوا عن خروقاتهم ومماطلاتهم، مضيفا إن كل التصريحات التي نسمعها من الأمم المتحدة عبارة عن أكاذيب بهدف تخدير الجانب اليمني والتغطية المفضوحة على تعنت تحالف العدوان. المتحدث باسم حكومة الإنقاذ الوطني ضيف الله الشامي ايضا، اكد ان الهدنة في طريقها الى الفشل وقال الشامي في تصريحات اعلامية أن التعامل السلبي من قبل العدوان مع الهدنة المعلنة والتحرك الأمريكي في البحر الأحمر يعطي قراءة سوداوية لهذه الهدنة. وأضاف إن المعطيات الميدانية والتعامل السلبي من قبل العدوان مع الهدنة المعلنة والتي لم تظهر بوادرها حتى اليوم وتزامنها مع التحرك الأمريكي في البحر الأحمر يعطي قراءة سوداوية لهذه الهدنة مشيرا أن اليقظة عالية والأيادي على الزناد فإما وفاء بالعهود أو تأديب لمن ينقضون عهودهم بعد توكيدها حسب تعبيره.
وفي السياق نفسه دان محمد عبد السلام رئيس الوفد المفاوض اليمني التحرك الأمريكي في البحر الأحمر في ظل هدنة إنسانية وعسكرية في اليمن. وقال عبد السلام في تغريدة على تويتر ان التحرك الامريكي يناقض زعم واشنطن دعمها الهدنة مضيفا ان واشنطن تسعى لتكريس حالة العدوان والحصار على اليمن، هذا وكانت البحرية الأمريكية، أعلنت الأربعاء عن تشكيل ما اسمته قوة جديدة للقيام بدوريات في البحر الأحمر. وأشارت إلى أن القوات المشتركة ستشهد انضمام سفينة "يو إس إس ماونت ويتني" التي كانت في السابق جزءا من الأسطول السادس للبحرية الأفريقية والأوروبية ويعتقد العديد من المراقبين ان الهدف من تشكيل هذه القوات هو تشديد الحصار على الشعب اليمني وحماية كيان الاحتلال الاسرائيلي.
ولقد انتقد النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تصرفات تحالف العدوان بقيادة السعودية واعتبروا ان ذلك دليل على انهيار الهدنة، وان السعودية بهذا التصرف تقوم بمحاصرة شعب اليمن باكمله ولا تقدم الى حل سلمي لانهاء الحرب الظالمة التي شنتها وانها تقوم بزرع الفتن والضغينة بمساعدة اممية. واشار النشطاء الى ان تحالف العدوان يزيد بذلك من عدد الضحايا الابرياء بينما يتخذ من اعلان تطبيق الهدنة فرصة لكسب المزيد من الوقت والترويج على انه يسعى للسلام. ولفت النشطاء الى انه اذا لم يسير تحالف العدوان رحلات الطيران المدنية فسيتم تسير الطائرات المسيرة لتصيب اهداف في قلب السعودية، مشددين على ضرورة ان ياخذ العبرة من العمليات السابقة التي تم تنفيذها في السعودية والتي كبدته خسائر فادحة.
وقال "محمد عمر شيخ" عبر تغريده له في حسابة الخاص : "#عاجل - تحالف العدوان ينقلب على الاتفاق، ويرفض منح تصاريح التشغيل لأول رحلة من مطار صنعاء الدولي والتي كان من المقرر انطلاقها اليوم الاحد الموافق 24 إبريل". من جانبه كغرد "نجيب احمد" : "يبدو ان تحالف العدوان لم يعجبه تسيير رحلات الطيران المدنية وما زال مصرا على منعها لذا يجب في حال تعنته واستمراره في صلفه تسيير رحلات طيران من نوع اخر وبالجملة ، ليعرفوا ان اليمن لها اهل يعرفون كيف يفرضون الحق على اهل الباطل بالقوة وباليد الحديدية".
كما أفادت مصادر إخبارية، صباح يوم الاثنين الماضي، أن تحالف العدوان السعودي استمر في انتهاك وقف إطلاق النار في اليمن، قائلة إن قوات تحالف العدوان السعودي انتهكت وقف إطلاق النار في الحديدة 43 مرة خلال الساعات القليلة الماضية بقصف بالمدفعية والصواريخ. وفي هذا الصدد، قال وزير النقل اليمني "عامر المراني"، مساء الأحد الماضي، إنه في الأسابيع الثلاثة الماضية منذ بدء وقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة، لم يتم تحقيق أي حالات كبيرة لوقف إطلاق النار. وأضاف إن الأمم المتحدة شريكة لتحالف العدوان السعودي في منع السفن من دخول الموانئ اليمنية والقيام برحلات جوية من مطار صنعاء وعدم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه. وحسب اتفاق وقف إطلاق النار الأخير بين حكومة الإنقاذ الوطني اليمنية في صنعاء وتحالف العدوان بقيادة الأمم المتحدة، يجب السماح لـ 18 سفينة محملة بالوقود بدخول ميناء الحديدة والسماح برحلتين أسبوعيا من مطار صنعاء إلى مطاري القاهرة وعمان.