الوقت - على خلفية منع فعاليات ملتقى القدس الخامس الذي كان منتظرا أن تنطلق أنشطته يوم الثلاثاء، أوقفت السلطات المغربية ثلاثة نشطاء من طلبة جامعة ابن طفيل بالقنيطرة.
وقال حسن بن ناجح عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لـ”جماعة العدل والإحسان” الاسلامية، إن عناصر الأمن اعتدت على الموقوفين بالضرب المبرح داخل سيارات الأمن منذ اعتقالهم، مضيفا إن الاعتداء طال عدداً من النشطاء منهم رئيس المجلس الوطني الطالب الباحث محمد قنجاع وهناك إصابات بليغة، على حد قوله.
وأوقفت السلطات كلا من الكاتب الوطني الطالب صابر إمدنين والطالب زكريا عياش والطالب نوفل الوردي أمام كلية الآداب بالقنيطرة.
وتعرضت كلية الآداب بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة منذ الصباح الباكر لحراسة أمنية مشددة على كل المداخل والمحيط الغابوي والممرات، واستجوابات للمارة، حسب المتحدث.
وأكد بن ناجح مظاهر الإصرار على منع فعاليات ملتقى القدس الخامس الذي كان منتظرا أن تنطلق أنشطته اليوم.
وأعلن الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، والهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، عن تنظيم النسخة الخامسة من ملتقى القدس، وذلك أيام 12 و13 و14 نيسان الجاري، بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، بحضور مجموعة من الشخصيات السياسية والمجتمعية والفنية.
وأعلنت جامعة ابن طفيل، بمدينة القنيطرة، توقيف الدراسة وإغلاق جميع مرافق الجامعة أيام 12-13-14 نيسان وهي الأيام التي تتزامن مع فترة النشاط الطلابي الذي كانت الهيئتان الطلابيتان تعتزمان تنظيمه خلالها.
ووجهت انتقادات لقرار الجامعة، الذي اعتبره كثيرون سابقة في تاريخ الجامعات المغربية.
وقالت رئاسة الجامعة، أمس الاثنين، في بيان لها، أنها توصلت ل”إشعار من فصيل طلابي يخبر بتنظيم تظاهرة أيام 12-13-14 نيسان 2022، برحاب الجامعة”، مضيفا “بعد اطلاعها على ملصق التظاهرة، اتضــح لها أن النشاط ذا بعد وطني، وينظم بشراكة مع هيئة غير طلابية لا تمت للجامعة بصلة”.
وأرجعت رئاسة الجامعة سبب “المنع” إلى “الحالة الوبائية بالبلاد، وحالة الطوارئ الصحية، ومــن أجل تفادي ما يمكن أن يخلفه هذا اللقاء من توترات داخل الجامعة، وحرصا منها على سلامة طلبتها وأطرها ومنشآتها”.
وتحمل نسخة ملتقى القدس الذي كان مزمعا تنظيمه، شعار “من أجل الوطن.. من أجل فلسطين.. كلنا ضد التطبيع”، في “سياق يتسم بالفرز الواضح بين قوى الخذلان، المتماهية مع محاولات تزييف التاريخ والجغرافيا، وعبرهما محاولات مسخ وعي الأجيال بكل الوسائل، وبين القوى الداعمة التي تمثلها الشعوب وهيئاتها الحرة على امتداد بلدان المعمور”.
وقال بيان المنظمين، إن “الطلاب المغاربة من خلال منظمتهم الطلابية، ومعهم الشعب المغربي من خلال الهيئة المغربية للنصرة وكل الهيئات المجتمعية الصادقة؛ مستمرون في إشعال قناديل التوعية بالقضية وحقيقتها، وبمخاطر تطبيع العلاقات مع العدو الغاصب”.
واستنكر الاتحاد الوطني لطلبة المغرب (فصيل طلبة العدل والإحسان)، بشدة تدخل القوات العمومية بحق وقفة سلمية أمام كلية الآداب بالقنيطرة تندد بمنع ملتقى القدس دون مبررات معقولة.
وأشار البيان إلى أن قرار منع تنظيم ملتقى القدس في نسخته الخامسة، الذي أصدرته رئاسة الجامعة بالقنيطرة، استندت فيه إلى الوضعية الوبائية بالمغرب، وهي ذريعة لم تعد مقبولة، والذريعة الثانية هي كون النشاط يحضره طلبة من مختلف الجامعات المغربية، وكأنها سابقة في تاريخ الجامعة، أما الذريعة الأخرى فهي مشاركة هيئة مدنية مغربية لنصرة القدس وفلسطين في النشاط، في سياق توصيات الوزارة الوصية الداعية إلى انفتاح الجامعة على محيطها.
وحمل طلبة العدل والإحسان السلطات مسؤولية السلامة الصحية للطلبة الذين طالهم التعنيف، ودقوا ناقوس الخطر إلا أن سموم الصهيونية أخذت تتوغل في كل المرافق ودواليبها ولم تسلم منها الجامعة.
واستنكر البيان منع فعاليات ملتقى القدس الخامس “بتعليمات تؤكد الوصاية المفروضة على الجامعة وتسحب الصلاحيات من مجالسها المسؤولة”، مؤكدا التشبث بالحق في إقامة أنشطة معتادة.
وطالب ذات المصدر الدولة بإلغاء قانون الطوارئ الصحية، معتبرا أنه صار شماعة للتغطية على قرارات المنع والتضييق في حق الأنشطة التي ترفضها السلطة مقابل فتح المجال العام لكل أشكال التجمعات الأخرى.
من جهته أدان المرصد المغربي لمناهضة التطبيع قرار عمادة جامعة “ابن طفيل” في مدينة القنيطرة منع تنظيم فعاليات طلابية تحت عنوان “ملتقى القدس”، محذرا من أن هذه الخطوة المتحالفة مع أجندة تمرير التطبيع، تندرج ضمن أهداف ومرامي الكيان الصهيوني الذي يمعن في اختراق الجامعة والمؤسسات التعليمية بالمغرب .
وأشار المرصد في بيان مطول، الثلاثاء إلى “الهبوط الشامل الحاصل في حريات العمل الثقافي بالجامعة المغربية بفعل تحكيم منطق السلطوية المتخلف والمتحالف مع أجندة تمرير التطبيع”، وأعاد دق ناقوس الخطر الكبير المتمثل في إطلاق العنان بعد التطبيع الرسمي للدولة, لما أصبح مستعرا من صهينة شاملة للمغرب على مستوى كل المؤسسات والبنيات والانسياق بما يهدد حاضر و مستقبل البلاد ككل.
وورد في البيان ذاته : “في سلوك سلطوي مغول في تبني منهج القمع والتضييق الاستبدادي بحق الجامعة كفضاء للمعرفة والنقاش الحر والفعل الطلابي التثقيفي الملتزم، طلعت عمادة جامعة “ابن طفيل” في مدينة القنيطرة بقرار منع فعاليات ثقافية طلابية مدنية تحت عنوان “ملتقى القدس”، وذلك عبر الركوب المتهالك والفاقد لكل منطق على حكاية الظرفية الوبائية (كورونا) وإعمال صلاحيات الطوارئ الصحية”.
واعتبر المرصد المغربي هذه الحجج مثيرة “للاستغراب والاشمئزاز”، متسائلا “كيف يمكن تبرير منع فعالية طلابية مدنية بينما تضج الجامعات والفضاءات العمومية بأنشطة أخرى ذات حضور جماهيري كثيف، ومنها للأسف ما هو مرتبط بأجندات لا علاقة لها بالجامعة”.
وأضاف المرصد في بيانه: “ما يثير كل مشاعر البؤس والاستثمار في قرار العمادة هو ليس فقط منع نشاط ثقافي تضامني مع القدس وأهلها في سياق هجمة صهيونية على الأقصى المبارك بالتهويد، بل أكثر من ذلك منع الدراسة كليا بالجامعة لمدة ثلاثة أيام وتطبيق شبه إغلاق تام وإخلاء للمؤسسات الجامعية بالمدينة، في صورة حالة طوارئ سلطوية غاية في التخلف.
وأكدت المنظمة ذاتها أن قرار عمادة جامعة “ابن طفيل” يأتي تزامنا مع موجة التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي “يمعن في اختراق الجامعة والمؤسسات التعليمية بالمغرب كما حصل قبل أسبوع في كلية الآداب بجامعة محمد الخامس بالرباط بحضور حاخام صهيوني، كما يأتي أيضا بعد فترة قليلة من استقبال نائب عميد الجامعة بمكتبه لرئيس ما تسمى جمعية الصداقة الصهيوينة المغربية، المدعو سيمون سكيرا، في مشهد يبين أن الجامعة المغربية صارت هدفا للاختراق الصهيو-تطبيعي التخريبي مقابل التضييق على كل فعالية داعمة للقضية الفلسطينية”.
وشدد على أن القرار “يتناقض بشكل تام وفاضح” مع مواقف الشعب المغربي وكذا رصيد الجامعة المغربية سواء على مستوى نقابات التعليم العالي والأساتذة والأطر أو على مستوى الحركة الطلابية منذ عقود من حيث رفض كل أشكال التطبيع والثبات على عنوان “فلسطين قضية وطنية”.
ويؤكد المغاربة أن النظام دائما كان يمارس التضييق على بعض الأنشطة الجامعية، وكانت محاولاته متكررة لإجهاض هذا الملتقى الطلابي وفي مناسبات سابقة باستصدار دوريات ومذكرات وزارية كدورية أمزازي مثلا في ماي 2019 التي دعت رئاسة الجامعات إلى منع احتضان هذا النوع من الأنشطة. لكن الجديد هذه السنة هو المسلسل المشؤوم الذي انخرط فيه المغرب بتوقيعه على اتفاقية الخزي والعار مع الكيان الصهيوني برعاية أمريكية في صفقة خاسرة بكل المقاييس، فهذا العنف والاستعجال والقرار الاستثنائي وتعليق الدراسة وإغلاق الجامعة، وحرمان الطلبة من الدراسة بل تعنيفهم وممارسة التعذيب بحق بعضهم، هو من دون شك محاولة بائسة من أجل إرضاء صهاينة الداخل والخارج.