الوقت- على مايبدو أن الكيان الصهيوني لايستطيع منع نفسه من التدخل بكل شاردة وواردة، فلم تلبث الحرب بين روسيا وأوكرانيا أن تبدأ حتى بدأت الأصابع الاسرائيلية تمتد لتضع يدها في الموضوع.
وكالعادة ليس لديها قرارات صائبة، كما أنها لاتستطيع أن تغضب أمريكا وتقرر ما الذي يجب عليها فعله بعيدا عنها، اضافة الى أنه ليس من مصلحتها أبدا أن تغضب روسيا وخصوصا بعد المجريات التي حصلت في سوريا.
ها هي الان تترنح يمينا ويسارا وتسير في طريق بلا هدف، والمضحك في الأمر الثقة التي تمتلكها حيث إنها دعت يهود أوكرانيا للهجرة اليها، ولكن الأوكرانيين اليهود على الرغم من ضعف موقفهم لم يوافقوا على تلك الدعوة.
علاوة على أنه من الواضح أن أمريكا لم تعد كسابق عهدها، فزمان التسلط والهيمنة قد ولّى.
وفي هذا الصدد أجرت مراسلة موقع الوقت الاخباري التحليلي مقابلة مع العميد "أمين حطيط"، وفيما يلي نص المقابلة:
الوقت: لماذا اتخذ الکیان الصهيوني موقفاً حازماً ضد روسيا في بداية هذه الأزمة ثم عدل في موقفه بل رفض التوقيع على البيان الأمريكي الذي يدين روسيا؟
العميد حطيط: تأرجح الموقف الاسرائيلي من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا لأن اسرئيل كانت تتقلب بين الضغط الأميركي الواقع عليها لتكون بصف أوكرانيا، والمصالح الذاتية التي تبتغيها في علاقتها مع روسيا.
فالضغوط الأمريكية كانت تتجه الى أوكرانيا بالنظر الى المصالح الاسرائيلية خاصة بالعلاقة مع روسيا وبشكل أخص بمسألة سوريا، كان عليها أن تتراجع عن الدعم الذي يبغض روسيا، ولهذا السبب تراجعت حدة الموقف الاسرائيلي من المسألة بسبب الخوف الاسرائيلي على المصالح الاسرائيلية التي ستتأثر من خلال هذا الأمر.
الوقت: ما هو تأثير موقف الکیان الصهيوني من الأزمة الأوكرانية على الملف السوري؟
العميد حطيط: نحن نعلم أنه منذ أن دخلت روسيا في المسرح السوري وساندت الحكومة السورية في حربها على الارهاب، كان هناك اتفاق وتنسيق مابين الجيش الروسي العامل في سوريا وبين جيش العدو الصهيوني، هذا التنسيق يقوم على ركنين أساسيين:
الركن الأول: امتناع روسيا عن التعرض بشكل من الأشكال للحركة الصهيونية في المجال الجوي السوري.
الركن الثاني: عدم التدخل الروسي مع الجيش السوري في استعماله للأسلحة التي بحوزته دون الـ اس300 في مواجهة الطيران والعدوان الصاروخي الاسرائيلي.
ويبدو أن هذا الاتفاق والتنسيق سيكون محل مراجعة واعادة نظر من قبل روسيا، وهذا ماسينتج عنه أمران:
الأول: تراجع حدة الاعتداءات الاسرائيلية على سوريا سواء كان بالطيران بر- بر أو بالصواريخ أو بالطيران النفاث.
الثانية: اطلاق يد سورية للتصدي للعدوان مع ميل لتوسيع وتكثيف عمليات التصدي ورفع مستوى الفعالية في الأجهزة والمنظومات الدفاعية الصاروخية السورية.
بالمحصلة؛ التقلب الاسرائيلي لن يكون في مصلحة اسرائيل ومواقفها ستكون لمصلحة سوريا.
الوقت: هل ستستطيع اسرائيل الاستمرار في دعم اوكرانيا دون استعداء روسيا والناخبين اليهود من اصل روسي داخلها؟
العميد حطيط: روسيا أعلنت بوضوح أن هذه الأيام التي تمر بها أيام صعبة وستتذكر روسيا من سيقف معها ومن سيقف ضدها وستحاسب على مايتخذ من موافق.
وعلى هذا الأساس نحن نرى أن استعداء روسيا لن يمر اذا ارتكبت اسرائيل هذه الحماقة، لأن استعداء روسيا لن يمر مرور الكرام ثم ان الناخبين اليهود من أصل روسي سينقلبون على اي حكومة أو على أي سياسي صهيوني يتخذ موقفا عدائيا من روسيا. صحيح أنهم اكتسبوا الجنسية الاسرائيلية الا أنهم لايزالون يرتبطون بشكل أو بآخر بوطنهم الأم كمواطنين روسيين يحملون الجنسية الروسية ولم يتخلوا عنها، اضافة الى مصلحتهم هناك التي لا يمكن أن تنفك ولايمكن أن تنقطع.
لذلك اعتقد أن الناخبين الروس سيحاسبون كل سياسي اسرائيلي سيتخذ موقفا سلبيا من روسيا في مواجهة أوكرانيا.
الوقت: هناك انباء تقول ان اسرائيل دعت يهود اوكرانيا للهجرة اليها وقدمت العروض المغرية والاكرانيين اليهود رفضوا تلك الدعوة، برأيكم ما هي الاسباب التي حالت دون قبول هذه الدعوة من قبل الاوكرانيين؟
العميد حطيط: في مسألة الهجرة الى فلسطين المحتلة الكل يعلم أن هناك تراجع عام في هجرة اليهود الى اسرائيل خاصة في السنوات الأخيرة حيث بدت اسرائيل في وضع مربك وخاصة من الوجهة الأمنية وتفاقمت المخاطر التي تتهددها من قبل المقاومة ومحور المقاومة، هذا بشكل عام.
أما بشكل خاص بما يتعلق باليهود الشرقيين و اليهود الروس فان هناك نقطة ينبغي أن لا تغيب عن الأذهان، أن وضع اليهود الآتين من روسيا وأوكرانيا والموجودين في داخل فلسطين المحتلة يشوبه الكثير من علامات الاستفهام والحذر بسبب سياسة التمييز التي تمارسها الحکومات الاسرائيلية المتعاقبة، حيث إن اليهودي الآتي من أوروبا الغربية دائما يتقدم في الحقوق والأهمية على غيره من اليهود الشرقيين واليهود الروس، هذه نقطة ثانية.
النقطة الثالثة، ليس مشجعا أن يترك اليهودي داره في زمن الصعوبات في أوكرانيا، لكل هذه الأمور العامة والخاصة نجد أن اليهود في أوكرانيا لن يستجيبوا لدعوة اسرائيل للتوجه اليها لأنهم لن يجدوا أي منفعة أو فائدة يعولون عليها من هذا التوجه.