الوقت- أشار الخبير في شؤون غرب آسيا سيد هادي أفقهي إلى تزايد نشاط داعش في العراق ومقتل زعيمه على يد الجنود الأمريكيين، وقال : ان مقتل زعيم داعش لا يبرىء أمريكا من تأسيس ودعم هذه المجموعة الإرهابية. قتل الأمريكيون "أبو بكر البغدادي" لأنه لم يعد له قيمة بالنسبة لهم فهو كان من الأدوات والعناصر من قبل. في الواقع، إن أي من هذه العناصر عندما تلعب دورها وينتهي عملها، يقوم الأمريكيون بالقضاء عليها لإظهار أن أمريكا هي القادرة على تدمير داعش وقادتها.
ولفت الخبير في تطورات غرب آسيا إلى أنه بقتل بعض قادة داعش، تريد الولايات المتحدة أن تمنن شعوب المنطقة، وقال: ان داعش هي أمريكا نفسها. قادة هذه المجموعة الإرهابية هم عناصر وأدوات تواصل واشنطن دعمها. يذكرون اسمهم في وسائل الإعلام وينسبون إليهم عدة عمليات لترويع الشعوب. وبعد هذه الحرب النفسية والإعلامية يقولون أننا إذا غادرنا العراق وسوريا فإن داعش سيعود.
وحسب أفقهي، تريد أمريكا لن تشعور الشعوب بحاجة نفسية لوجود القوات الأمريكية من خلال نشر موجة من الرعب في المنطقة وعدم إصرار محور المقاومة والحشد الشعبي وفصائل المقاومة على حكوماتهم بضرورة اخراج امريكا من المنطقة. هذه سيناريوهات ذكية وهادفة للغاية تنفذها الولايات المتحدة ، على الرغم من أن الناس يفهمونها. لأنهم يعرفون أي دولة أنشأت داعش؟ وتدرب عناصرها وتضع الفضاء المجازي في متناولهم لنشر عملياتهم بقصد إخافة الشعوب في المنطقة؟
وأكد أن أمريكا تقتل قادة داعش لتبرير وجودها العسكري في المنطقة، وقال: تواصل واشنطن تقوية ذئاب هذه المجموعة الإرهابية على شكل مجموعات من 5 أو 10 أشخاص. نقلت أمريكا قادة داعش بطائراتها الهليكوبتر ومقاطع الفيديو عن تلك العمليات موجودة. يقول مقاتلو الحشد الشعبي العراقي إننا نرى الأمريكيين ينقلون داعش على مدار الساعة ، لذا فإن تفعيل داعش هو لأن الضغط تزايد على الوجود الأمريكي.
وأشار أفقهي الى تصريحات قائد القوات الأمريكية في غرب آسيا سنتكوم، الذي قال ان وجود الحشد الشعبي خطير على أمريكا، وقد يتم استهداف قواتنا في أي لحظة. وأوضح أن المقاومة الشعبية في العراق تشكل خطرا على أمريكا، لذا فإن الأمريكيين يعيدون تنشيط داعش ويقتلون أحد قيادات هذه الجماعة الإرهابية من أجل تخويف الشعوب حتى يكفوا عن إصرارهم على مغادرة أمريكا العراق.
واعتبر اجراء الأمريكيين هذا "مؤامرة مخطط لها" ، ودعا شعوب المنطقة، وخاصة الشعب العراقي، إلى توخي اليقظة وعدم السماح للأمريكيين بخداعهم بمثل هذه الخطط والوقوع في فخ واشنطن مرة أخرى.
وأكد الخبير في الشؤون الإقليمية أن تنظيم داعش أنشأته أمريكا نفسها وهي تقوم الآن بتنشيطه. رأس خيط هذه المجموعة الإرهابية في أيدي أمريكا نفسها. واعتبر هروب عدد من عناصر تنظيم داعش من سجن على الحدود السورية العراقية (منطقة الحسكة) يأتي في سياق سيناريو تنشيط هذه المجموعة الإرهابية، وقال: ان تنظيم داعش موجود في محافظة الأنبار قرب الحدود الإيرانية.
والسؤال هنا من فتح أبواب سجن الحسكة؟ هذا السجن الذي هو تحت إشراف الأمريكيين. عندما هرب مقاتلو تنظيم داعش من السجن توجهوا إلى العراق ، إلا أن الحشد الشعبي وقوات الأمن والجيش العراقي منعتهم من دخول هذا البلد، رغم ذلك تسلل عدد من مقاتلي تنظيم داعش إلى العراق. أين ذهبوا واختبأوا، ما هي المهمة التي كلفتهم بها أمريكا وما هي العملية التي يريدون تنفيذها؟ من أجل الحصول على إجابات لهذه الأسئلة، علينا أن ننتظر ونرى ما سيكون انعكاس هذه العملية. وهنا تجب الإشارة إلى أن الأمريكيين يزعمون اعتقال واعادة الدواعش الهاربين الى السجن، فيما لم يعد العديد من عناصر داعش إلى سجن الحسكة.