الوقت- أدت سبع سنوات من القتال العنيف والهجمات الوحشية التي شنها تحالف العدوان السعودي على الأراضي اليمنية، والتي أسفرت عن استشهاد وجرح عشرات الآلاف من الأبرياء في اليمن، إلى استهداف قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية بشكل متكرر لمناطق حساسة داخل أراضي العدو السعودي باستخدام مجموعة واسعة من الصواريخ والطائرات الانتحارية المسيرة.
وشملت هذه الأهداف قواعد عسكرية رئيسة في الرياض ومطارات في جنوب السعودية، ومنشآت نفطية في أجزاء مختلفة من البلاد، ولقد تم استهدافها بصواريخ باليستية وصواريخ كروز وطائرات مسيرة انتحارية من طرازات مختلفة.
ولقد أصبح السعوديون غير قادرين على إدارة أزمة الحرب اليمنية، حيث إن تصعيد هجمات أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" على المواقع الاستراتيجية داخل العمق السعودي، يشير إلى المستوى العالي الذي وصلت لها المقاومة اليمنية خلال السنوات الماضية.
وعلى الرغم من اعتبار الرئيس الأمريكي الجديد "جو بايدن" الحرب اليمنية أول قضية خارجية أمريكية ودعوته لإنهاء الحرب اليمنية بإعلانه تعليق مبيعات الأسلحة للسعودية والإمارات، إلا أن الحقائق على الأرض تتناقض مع تصريحات هذا الرئيس الأمريكي الجديد.
وأصبح لا يخفى على أحد الدور الخبيث والمشبوه التي قامت به واشنطن بمساندتها لتحالف العدوان السعودي في عدوانه على أطفال اليمن خلال السنوات الماضية من خلال تقديم كل أشكال الدعم العسكري والاستخباراتي لها وبيعها قنابل عنقودية للرياض وأبوظبي، ولقد أصبح واضحاً، كالشمس في كبد السماء أن الولايات المتحدة هي من تعتدي على الشعب اليمني وتقتلهم وترتكب ابشع المجازر الوحشية بحقهم وإن اختلفت الوسائل فيما مضى ، فهي كانت تقتلهم، وما زالت تقتلهم بعدوانها الغاشم الذي اعُلن من واشنطن ولكن بصورة أكثر اجراماً ومجازر أكثر وحشية وعلى مرأى ومسمع الجميع بلا استثناء غير مكترثة بالمواثيق الدولية وقوانين حقوق الانسان التي ضربت بها عرض الحائط. ولقد كانت اليمن ضمن دائرة الاستهداف الأمريكي؛ لكونها تتمتعُ بمواصفات الموقع الاستراتيجي الذي يمنح واشنطن امتيازات السيطرة على أهم مفاصل طرق التجارة الدولية ونقل الطاقة، مضافاً إليها مخزون الثروات الهائلة فيها، فتضمن بذلك أوراق الضغط على تجارة الصين الذاهبة إلى القارة الإفريقية والأوروبية، كما تضمن بقاء دول أوروبا العظمى في دائرة التبعية لها، وبذلك تكون أمريكا صاحبة اليد العليا في التحكم بالمصير العالمي أمام أقوى الخصوم الدوليين.
وحول هذا السياق، كشفت قناة "الحرة" الأمريكية، يوم الاثنين الماضي، عن وجود قوة خاصة تابعة للولايات المتحدة في اليمن، دعما لتحالف العدوان العسكري الذي تقوده السعودية. يأتي ذلك بعدما كشفت صحف أمريكية عن طلب تقدمت به الرياض وأبوظبي لمساعدة عسكرية أمريكية، لتتمكنا من السيطرة على مدينة مأرب وميناء الحديدة الذي تسيطر عليه قوات صنعاء.
ونقلت القناة الإخبارية عن مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية، الاثنين الماضي، أن لدى الولايات المتحدة قوة خاصة داخل اليمن تقدم دعما لتحالف العدوان الذي تقوده السعودية ضد قوات صنعاء. ولم يكشف المسؤول، وفقا للقناة، ما إذا كانت تلك القوة ستشارك في عملية استعادة مدينة مأرب من قوات صنعاء. وامتنع المصدر عن التطرق إلى أماكن تواجد القوات الخاصة الأمريكية في اليمن، لأسباب تتعلق بإجراءات حمايتها. وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" كشفت في تقرير لها، نقلا عن مصادر في الإدارة الأمريكية، قولها إن "كبار المتخصصين باليمن في الإدارة الأمريكية سيجتمعون الاثنين؛ لمناقشة طلب سعودي وإماراتي للمساعدة في السيطرة على مدينة مأرب وميناء الحديدة غربي البلاد.
ووفقا للصحيفة، فإن وزير الخارجية الأمريكي، "تلقى هذا الطلب الخاص لتقديم دعم عسكري يتمثل أساسا في تخصيص طائرات استطلاع أمريكية من دون طيار مخصصة للإسناد الجوي". ومن المؤكد أن امريكا تسعى من وراء ارسال قوات عسكرية الى عدن، الى تحقيق اهداف اكبر من توفير الامن لقوات تحالف العدوان ومرتزقته، فهي تحاول من خلال هذا الاجراء، نقل الدور الامريكي في العدوان على اليمن، من وراء الكواليس الى مسرح الاحداث وبشكل سافر، لتعزيز معنويات وكلائها السعوديين والاماراتيين ومرتزقتهما، التي شارفت على الانهيار الكامل، بعد الصمود الاسطوري للشعب اليمني، الذي انتقل من مرحلة الدفاع الى مرحلة الهجوم، رغم مرور اكثر من سبع سنوات على العدوان الغادر. وكذلك من اجل تثبيت تقسيم اليمن، وتسويقه على انه حقيقة يجب القبول بها. وكذلك من اجل السيطرة المباشرة على الممرات والموانىء والمواقع الجغرافية الاستراتيجية في اليمن.
إن ما يجري في اليمن الان، يؤكد كذب مزاعم دول العدوان، امريكا وبريطانيا واسرائيل والامارات والسعودية، بشأن شرعية "منصور هادي"، فهدف الجميع كان تقسيم اليمن واحتلال ارضه والسيطرة على موانئه وجزره ونهب ثرواته، لمصلحة "الاسرائيلي" ، ولكن فات هذا التحالف العدواني، ان اليمن غير قابل للقسمة، وارادة شعبه اقوى من صلابة صخور جبال اليمن، ولم يدخل محتل الى اليمن، عبر تاريخه الطويل، الا قُبر فيه او ولى منه هاربا، وهذه الحقيقة اشار اليها وبشكل قاطع السيد "عبدالملك الحوثي"، في خطابه الاخير، عندما قال:" سنحرر كل بلدنا ونستعيد كل المناطق التي احتلها الأعداء من أجل أن يخضعوها للأمريكي والبريطاني والإسرائيلي".
وكل يوم تتكشف الحقائق عن الدور الأمريكي في العدوان على اليمن وادارته للعمليات القتالية الجوية والبرية ومشاركته في الاعداد والتنفيذ للعدوان. واصبح هذا الدور اليوم واقعا وواضحاً كالشمس في كبد السماء، وتجلت هذه الحقيقة في أن أبرز الأسباب الأكثر وضوحاً في أن الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية والامارات تنوبان عن امريكا والكيان الاسرائيلي في خوض هذا العدوان الذي هو عدوان بالدرجة الأولى من اجل تل ابيب وحماية المصالح الأمريكية وخوفاً من الصحوة التي تفجرت عند كثير من الشرفاء في المنطقة وبروز قيادة قادرة على تحريك الشعوب ضد هيمنة قوى الطغيان والجبروت امريكا والكيان الاسرائيلي.