الوقت- بالتزامن مع الجرائم التي نفذها ما يسمى "التحالف العربيّ" الذي تُشكل السعوديّة والإمارات رأس حربته من قتل عشرات الأبرياء من اليمنيين في الأسبوع الماضي وحده، بزعم قصف معاقل ومعسكرات "الحوثيين" جراء الرد اليمنيّ على الإجرام الإماراتيّ بقصف منشآت هامة عبر طائرات مسيرة مؤخراً، أشار رئيس الوفد الوطنيّ، محمد عبدالسلام، إلى أن قصف قوات التحالف مركز الاتصالات في منطقة الحديدة وتدمير المنشأة المركزيّة بغرض قطع الانترنت عن اليمن هو "جريمة" أتبعها العدو بارتكاب مجازر بحق المدنيين في سجن صعدة وأحياء سكنية في الحديدة وصنعاء، ما يعكس حجم فشلهم الميدانيّ، بحسب وصفه.
في الوقت الذي تخوض فيه السعودية والإمارات أسوأ الحروب ضد اليمن منذ عام 2015، عندما شنتا حملة جويّة ضد اليمن بذرائع واهية، وفشلها الكبير في تحقيق مرادها في ابلد الشقيق لهم، رغم التمويل والتسليح والهجمات العدوانيّة التي يندى لها الجبين، تحدث عبد عبدالسلام أنّ مجازر التحالف الأخيرة بحق نزلاء سجن صعدة والمدنيين في الحديدة والعاصمة صنعاء إضافة إلى استهداف المنشآت المدنية لا يمكن أن تُخضع الشعب اليمنيّ أو تكسر إرادته، بل ستدفعه للرد بكل وسيلة متاحة وبكل ما أوتي من حق وقوة، وقد دعت جماعة "أنصار الله" قبل بضعة أيام المدنيين والشركات الأجنبيّة في الإمارات للابتعاد عن المنشآت الحيوية التي ربما تكون أهدافاً مستقبلية لهجمات المقاومين في اليمن، وتهديدهم بالمزيد من الغارات الجويّة على الأراضي الإماراتيّة في حال استمرت دول الخليج في عدوانها على المدنيين.
"قوات التحالف بجرائمها ومجازرها الوحشيّة تعلن للعالم أنه مفلس أخلاقيّاً وفاشل ميدانيّاً"، حسب رئيس الوفد الوطنيّ الذي أكّد أنّ موقفهم المبدئي يتعزز بذبك، خاصة أن العدو لا يرتدع إلا بالقوة، فبعد 7 سنوات من الفشل بات أكثر خطراً وتوحشاً، ولم تأبه قوات التالف بالفعل من قتل الأبرياء في اليمن بشتى الطرق منذ سنوات طويلة، بل فتحت حرباً شعواء ضد اليمنيين لم تستثن الأطفال والنساء والشيوخ، وتسببت بكوارث لا يمكن أن تصفها الكلمات، وتجاوزات خطيرة للقوانين الدوليّة ما تسبب بأكبر كارثة إنسانيّة باعتراف المنظمات الدوليّة التي تعتبر داعماً للتحالف نفسه.
وقد أكّدت المقاومة اليمنيّة أنّه "لا سلام في ظل استمرار العدوان والحصار"، وبمجرد أن ردوا على أراضي الجلادين وقتلة الأطفال بعد أن ارتفعت قوة الردع اليمنيّة ضد دول العدوان، صعدت تل العواصم من إجرامها غير المسبوق لتستهدف البوابة الدوليّة للإنترنت والاتصالات يوم الجمعة، ما تسبب بقطع جميع خدمات الانترنت في عموم اليمن بشكل تام وفقاً للمؤسسة العامة للاتصالات في صنعاء، التي بيّنت أنّ الأضرار التي خلفتها ضربات التحالف كانت فادحة، ويصعب إصلاحها في ظل حصار التحالف الذي يمنع إدخال الأجهزة الخاصة بالاتصالات والتي تحتاجها المؤسسة للإصلاح.
ولم تأل قوات التحالف جهداً في تصعيدها الخطير بعد أن أشبعت اليمنيين قتلاً ودماراً، فيما لم تكف عن مجازرها هنا وهناك بحق الأبرياء رغم الظروف العصيبة التي يعيشونها نتيجة العدوان الهمجيّ بقيادة الرياض وأبوظبي، مع تفاقم الكارثة الإنسانيّة الناتجة عنه والتي أصبحت الأسوأ في القرن الحادي والعشرين، حيث تسبب انقطاع الانترنت في البلاد بتوقف أعمال الإغاثة الإنسانيّة وأغلب القطاعات الاقتصاديّة، ما يعني مزيداً من المعاناة.
ومن الجدير بالذكر أنّ المجلس السياسيّ الأعلى في اليمن وصف دول العدوان بالجبانة التي لا يمكنها مواجهة القوات اليمنية في ساحة المعركة، قائلاً: "أنتم المجرمون الوحيدون الذين يرتكبون جرائم القتل، وسوف يعطيكم الجيش واللجان الشعبية اليمنية رداً حازمة"، بعد أن تسبب العدوان العسكريّ للتحالف السعودي بمقتل ما يقارب 100 شخص وجرح المئات، عقب سلسلة جرائم مجنونة بحق المدنيين وبالأخص قصف سجن صعدة المركزي، نتيجة غضبهم العارم من الرد اليمنيّ على جرائمهم في قلب الإمارات.
في النهاية، "جرائم السعودية في صعدة والحديدة لن تمر دون عقاب"، وفقاً لما تضمنه بيان للمجلس السياسيّ الأعلى في اليمن عقب إدانته بشدة الفظائع السعودية الأخيرة في الحديدة وصعدة، واصفاً السعودية والإمارات بـ "أداتين قذرتين" للولايات المتحدة والكيان الصهيونيّ الغاصب، حيث اعتبر مراقبون أنّ تصعيد جرائم تحالف العدوان السعودي ضد المدنيين في اليمن واحدة من أهم العوامل التي تظهر مدى نجاح عملية "عاصفة اليمن" في العاصمة الإماراتيّة، فيما يحذر خبراء من تعمد التحالف التعتيم الإعلاميّ على الجرائم التي يرتكبها في اليمن، وتحويل اليمن إلى أزمة منسية على الرغم من أنها الأزمة الأسوأ في العالم.