الوقت - شهدت مناورات "الرسول الأعظم" السابعة عشرة، التي نظمتها القوات البرية والجوية والبحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني الأسبوع الماضي في منطقة الخليج الفارسي وجنوب إيران، استخدامًا واختبارًا واسعًا لأنظمة صاروخية وطائرات بدون طيار مختلفة كما في الفترات السابقة.
إضافة إلى إطلاق عدد كبير من الصواريخ التكتيكية والباليستية، تضمنت هذه المناورات استهداف أهداف بحرية بصواريخ كروز وصواريخ باليستية وهجمات بطائرات بدون طيار، وفي الوقت نفسه التدريب علی عمليات الدفاع الساحلي التي أجريت في السنوات الأخيرة في معظم التدريبات البحرية للحرس الثوري الإيراني.
لكن في هذا التمرين العسكري المهم، شهدنا تشغيل أنظمة أسلحة جديدة في منظمة القتال التابعة للحرس الثوري الإيراني، والتي يمكن القول إنها إحدى نقاط التحول في هذه المناورات.
صواريخ "فاتح" الصغيرة دخلت الخدمة
منذ عام 2020، بدأت عملية تجهيز الوحدات القتالية البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني بأنواع مختلفة من السفن والطائرات بدون طيار وقاذفات الصواريخ وأنظمة الرادار، والتي لا تزال مستمرةً.
في إحدى عمليات التسليم هذه، لوحظت ناقلات أسطوانية صغيرة، وفي أحد احتفالات التسليم الكبيرة للقوات البرية للحرس الثوري الإيراني، لوحظت منصات الإطلاق نفسه، تحمل هذه القاذفات في الواقع أصغر عضو في عائلة الصواريخ الباليستية فاتح 110 الشهيرة، والتي تسمى "فتح".
صاروخ فتح هو بالضبط نموذج مصغر لصاروخ فاتح 101، والذي يحتوي على جميع ميزات التصميم المذكورة حوله.
يبلغ طول وقطر الصاروخ حوالي 40 إلى 50 في المئة من قطر فاتح 110، ويبلغ وزنه حوالي 850 إلى 1100 كيلوغرام، ومن المحتمل أن يصل مداه من 80 إلى 100 كيلومتر على الأقل.
وحسب الصور التي تم نشرها خلال التدريبات الأخيرة، أطلق صاروخ فتح من قاذفة ذات 4 أسطوانات. وفي النموذج الذي تم تسليمه إلى القوات البرية للحرس الثوري الإيراني، رأينا تركيب 6 صواريخ على منصة.
بشكل عام، من الواضح أن هذه السلسلة من الصواريخ تم تصميمها وبناؤها مع استراتيجية قابلية النقل والتركيب والإطلاق السريع، إلى جانب سهولة التخزين والصيانة طويلة المدى.
وتجدر الإشارة إلى أن ميزة هذا الصاروخ مقارنةً ببعض صواريخ المدفعية الموجودة في خدمة القوات المسلحة، هي الدقة والسرعة الأكبر إلى جانب انخفاض المقطع العرضي للرادار.
في الوقت نفسه، فإن تصميم ووجود الجزء الأكبر بالقرب من الرأس الحربي يثير احتمال أن يستخدم صاروخ فتح قدرة الرأس الحربية القابلة للفصل، وفي هذه الحالة سيكون من الصعب جدًا على الأعداء التصدي له.
من هجمات "أبابيل" الانتحارية إلى الضربات بـ "قائم" و"ألماس"
يمكن اعتبار طائرة "أبابيل" بدون طيار كواحدة من أولى المنتجات ذات الإنتاج الضخم في مجال الطائرات بدون طيار المصنوعة في إيران، والتي على الرغم من تاريخها الطويل، مع تعريف الدور الانتحاري لها، لا تزال تحتفظ بقيمها للقوات المسلحة الإيرانية.
وكانت هذه الطائرة بدون طيار أيضًا واحدةً من أهم عمليات التسليم للقوات البحرية للحرس الثوري الإيراني العام الماضي.
القدرة على تنفيذ هجمات انتحارية بواسطة طائرات بدون طيار من فئة طائرة أبابيل بدون طيار، مهمة للغاية لأنها لا تتطلب أي طريق جاهز مسبقاً، ويمكن استخدامها من مؤخرة شاحنة صغيرة أو حتى زورق سريع.
هذه القدرة، وفقاً لعقيدة المعركة غير المتكافئة، والتي تُعرّف بأنها الاستراتيجية القتالية الرئيسية للحرس الثوري الإيراني، تجعل طائرة أبابيل الانتحارية خيارًا رائعًا.
كما شاركت طائرات "مهاجر 6" بدون طيار، التي أصبحت تقريبًا أحد الأعمدة الرئيسية لأسطول الطائرات بدون طيار الإيراني، في التدريبات واستخدمت قنابل عمودية مصغرة لتدمير الأهداف.
في الوقت نفسه، أُعلن أن صواريخ "الماس" تم تعريفها أيضًا كأسلحة لهذه الطائرات المسيرة واستخدمت في هذه المناورات. ومن المثير للاهتمام أن الجيش الإيراني كان المستخدم الوحيد لنموذج صواريخ "ألماس" أرض- جو، والآن يبدو أن الحرس الثوري الإيراني قد انضم لمستخدمي هذا الصاروخ في هذا النموذج، وكانت مناورات الرسول الأعظم الـ 17 أول ميدان لصاروخ ألماس أرض- جو في خدمة الحرس الثوري الإيراني.
إن صاروخ ألماس هو في الواقع أول صاروخ إيراني مضاد للدروع، له القدرة على تقنية "أطلق وانس" والهجوم من الأعلى بمدى يبلغ حوالي 8 كيلومترات، والذي دخل مؤخرًا التنظيم القتالي للقوات المسلحة الإيرانية في نماذج إطلاق جوية وبرية.
بالطبع، وفقًا للصور المنشورة، كانت طائرة "شاهد 129" بدون طيار حاضرةً أيضًا في هذه المناورات، وقد تم رصد مدمرة واحدة على الأقل تابعة للبحرية الأمريكية من طراز "أرلي بيرك" بواسطة طائرات بدون طيار تابعة للحرس الثوري الإيراني.
أول اختبار في العالم لأسرع زورق طوربيد في العالم
منذ بعض الوقت، أثناء تسليم سلسلة جديدة من السفن الحربية إلى البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني، لوحظت صور لتطوير جيل جديد من قوارب الطوربيد لقوات البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني. وتستند هذه القوارب في الواقع على الطراز المتقدم لعائلة "عاشوراء"، ويوجد على متنها شخصان.
وبناءً على التقديرات التي تم الحصول عليها من الصور في المراسم، تبین أن هذه القوارب مزودة بسهمين طوربيد مثبتين حول القارب. وفي التدريبات الأخيرة، رأينا أنه لأول مرة دخلت هذه القوارب العملية وأطلقت طوربيداتها بنجاح.
والجيل الجديد من عوامات فئة "عاشوراء"، نظرًا لوزنه الخفيف الذي يتراوح بين 3 إلى 5 أطنان، يمكن أن يصل بسهولة إلى سرعات أعلى من 60 و 70 كم، وهو ما يمكن أن يكون عاملاً مفاجئًا لأي عدو في ساحة المعركة، وخاصةً في منطقة مضيق هرمز والخليج الفارسي الصغيرة.
مناورات الرسول الأعظم... التدريب علی منع الدخول إلى الشاطئ والبحر
ما يمكن استنتاجه من الأيام الأولى للمناورات الجديدة للحرس الثوري الإيراني، هو أن الهدف من هذه المناورات العسكرية المهمة بشكل عام هو مواصلة الاستراتيجية الرئيسية لقوات البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني في منطقة الخليج الفارسي وسواحل جنوب إيران، وهذا ما يسمى تكتيك منع الدخول أو anti-access/area denial.
إن مزيجاً من الطائرات بدون طيار التي تكون إما استطلاعية أو استطلاعية/ هجومية أو انتحارية، إلى جانب صواريخ كروز والصواريخ الباليستية المطلقة من السواحل، والزوارق السريعة المزودة بصواريخ كروز أو طوربيدات ووحدات أرضية في دور الدفاع الساحلي مع دعم طائرات الهليكوبتر، والمقاتلات المأهولة من طراز سوخوي 22، کلها قطع اللغز لاستراتيجية دفاعية محددة لسواحل جنوب إيران.
وبطبيعة الحال فإن عوامل أخرى مثل الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز بعيدة المدى المضادة للسفن وأنظمة الدفاع الجوي، هي أجزاء أخرى من هذه الاستراتيجية.