الوقت - قوبلت زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس للرباط الاسبوع الماضي، برفض شعبي ومؤسساتي مغربي مندداً باستقبال "وزير الحرب الصهيوني بأرض المغرب".
والأربعاء الماضي بحث وزير الدفاع المغربي عبد اللطيف لوديي مع غانتس سبل تعزيز التعاون العسكري بين الجانبين، بالإضافة إلى "قضايا ذات طابع ثنائي وإقليمي"، حسب بيان للجيش المغربي.
وخلال أول زيارة لوزير دفاع إسرائيلي للمملكة، وقَّع المغرب وإسرائيل، مذكرات تفاهم للتعاون في مجالات منها الاستخبارات والصناعات الدفاعية والأمن السيبراني والتدريب المشترك. مذكرة تتيح للمغرب اقتناء معدات إسرائيلية عالية التكنولوجيا بسهولة.
يمكن الاتفاق الأمني أيضا من "نقل التكنولوجيا والتكوين وكذلك التعاون في مجال الصناعة الدفاعية"، بحسب ما أوضحت القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية المغربية. وهو الأول من نوعه بين إسرائيل ودولة عربية، وفق الجانب الإسرائيلي.
هذا التطبيع للعلاقات أثار انتقادات واسعة في المغرب؛ جراء استمرار احتلال إسرائيل لأراضٍ في أكثر من دولة عربية، ورفضها قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو/ حزيران 1967، ومواصلة انتهاكاتها بحق الشعب الفلسطيني.
حيث أطلقت الهيئة مع "الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضدّ التطبيع" (غير حكومية) حملة إعلامية وميدانية رافضة لزيارة غانتس.
كما دشّنت المنظّمتان وسماً عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان "لا مرحباً بالقاتل غانتس".
وقال الكاتب العامّ للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع عزيز هناوي، إنّ "استقبال مسؤولي الدولة المغربية للإرهابي الأول في الكيان الصهيوني، المجرم المدعو بيني غانتس، وزير الحرب، يُعتبر خارج الإرادة الشعبية ويتعارض مع مواقف الشعب المغربي الأصيل الداعم للحق الفلسطيني والرافض للمشروع الصهيوني".
وأضاف هناوي: "لا يمكن الحديث عن مكاسب من وراء الزيارة، كل ما يجري اليوم باسم قضية الصحراء هو قمّة الخيانة لها، وقمة الإهانة للشهداء المغاربة في الصحراء والجولان وفلسطين".
وتابع: "الذي يحصل اليوم هو مظهر من مظاهر الاستبداد السياسي الفاسد، الذي يفرض التطبيع قسراً على المغاربة، ويهرّب الاتفاقيات بعيداً عن خيارات الشعب (...)، ما يقع هو خيانة لدماء التجريدة العسكرية المغربية في الجولان عام 1973".
و"التجريدة المغربية" هي فرقة عسكرية مغربية شاركت على الجبهة السورية في حرب أكتوبر/تشرين الأوّل 1973 ضد إسرائيل، الّتي تواصل احتلالها لمعظم مساحة مرتفعات الجولان السورية.
وما زالت زيارة وزير حرب الاحتلال الاسرائيلي بيني غانتس الى المغرب تثير غضبا وانتقادات كبيرة للسلطات المغربية.
وشهدت مدن مغربية وقفات احتجاجية رفضا للتطبيع مع إسرائيل، بعد أيام من زيارة غير مسبوقة أجراها وزير الحرب الإسرائيلي للرباط.
ودعت “الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع” المغاربة إلى المشاركة في وقفات احتجاجية رفضا للتطبيع.
وشارك مئات الحقوقيين والمواطنين في فعاليات احتجاجية بمدن وجدة وبركان وبنسليمان وبني ملال وأولاد تايمة، فيما منعت السلطات المغربية وقفة مماثلة بالعاصمة الرباط.
وردد المحتجون هتافات تطالب بوقف التطبيع، ودعم القضية الفلسطينية، منها: “التطبيع خيانة”، و”ناضل يا مناضل.. ضد التطبيع ضد الصهيون”، و”إدانة شعبية.. الأنظمة العربية”.
وقالت الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع، في بيان لها، إنها ترفض أن “يكون المغرب مطية للكيان الصهيوني لتحقيق مشاريعه التوسعية في منطقة المغرب الكبير”.
ودانت زيارة وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس للرباط بين 23 و25 نوفمبر الجاري، وأعربت الجبهة عن رفضها لأي تعاون مع أعداء الشعب الفلسطيني، والذي يشكل خطورة مدمرة على المغرب والمنطقة برمتها.
وبمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، في 29 نوفمبر سنويا، دعا رئيس “مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين” عبد القادر العلمي، “الشعب المغربي، وكل قواه المدنية والحزبية والنقابية والحقوقية والطلابية والنسائية ومنابر الإعلام، إلى إعلان التعبئة العامة الطويلة الأمد لمواجهة الاختراق التطبيعي التخريبي”.
واعتبر العلمي، خلال مؤتمر صحفي في الرباط، أن استقبال المغرب لوزير الحرب الإسرائيلي هو مساهمة في إضفاء “المشروعية على جرائمه وجرائم كيانه” بحق أهل القدس وفلسطين.
وتابع أن التطبيع مع إسرائيل “لا يسيء فقط إلى قضية فلسطين، بل ويهدد المغرب وجوديا ويستهدف وحدته الترابية وتماسك مجتمعه وأمنه واستقراره”.
ما فعلته الحكومة والملك المغربيين فاق التوقعات، حيث استجلب هؤلاء الموساد الإسرائيلي، بحسب تعبير صحيفة “ليسكسبريسون”،ورسّخوا حضوره عند الحدود الغربية للجزائر، الرافضة قيادة وشعباً للتطبيع، وبهدف الضغط العسكري والأمني عليها.
والمغرب العربي في شعبه لا يمكن أن يشبه أذناب التطبيع، وهو جزء لا يتجزأ من النضال في مشرقه. وحتى اليوم لم يتجرأ المغرب الرسمي على إقامة سفارات ما بينه وبين الكيان، وممثل الكيان في المغرب غادرها قبل أسبوع من زيارة غانتس بحجة زيارة والده المريض، فهل يجرؤ على العودة؟