الوقت- مع احتدام المعارك قرب مدينة مأرب وتحرير العديد من المديريات، و اصبح الجيش اليمني والجان الشعبية على بعد كيلومترات قليلة من مركز المدينة، حصل ما هو خارج كل التوقعات في فرار وانحدار لقوات تحالف العدوان السعودي على اليمن من الساحل الغربي في الحديدة، دون سابق انذار أو اشارة حتى لمرتزقتهم وذيولهم في العدوان على الشعب اليمني. وخلق الإنسحاب المباغت للقوات المدعومة امارتياً حالة من الارتباك في المشهد العسكري، وكانت حجة الانسحاب حسب ما قال تحالف العدوان السعودي على اليمن بأنه جاء من اجل تموضع في مناطق محكومة باتفاق دولي في اشارة لاتفاق ستوكهولم، وهي وفق بيانها تقوم بإعادة انتشار محددة. من جهتها قالت حكومة "هادي" المستقيلة، بانها لا صلة لها بما يجري بحسب بيان الفريق الحكومي بالجنة تنسق اعادة الانتشار الذي اكد ان الانسحاب تم دون معرفتها ودون تنسيق مسبق معها.
وعلى صعيد متصل، كشفت العديد من المصادر الاخبارية، عن وصول سفن حربية إماراتية يوم الخميس الماضي إلى سواحل محافظة شبوة النفطية، الخاضعة لسلطات حزب الإصلاح. وأفادت المصادر المطلعة في المحافظة، أن الإمارات نشرت سفينتين حربيتين قبالة سواحل ميفعة جنوب مدينة عتق عاصمة المحافظة. وبحسب المصادر أن الإمارات قدمت سفنا حربية لمليشيا النخبة الشبوانية التابعة لـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، بالتزامن مع إعلان القيادي المؤتمري "عوض الوزير العولقي" العائد من أبوظبي عن اعتصام مفتوح للقبائل في محيط مدينة عتق عاصمة شبوة. وأعتبر مراقبون عسكريون أن نشر السفن الحربية الإماراتية قبالة سواحل شبوة، ينذر بإسقاط سلطات الإصلاح عسكريا خلال الأيام القادمة.
القوات الموالية للامارات تلوح بالهجوم على شبوة
لوّح المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيا، بإشعال فتيل التوتر في شبوة، مطالبا بإعادة ترتيب أوضاع المحافظة وقيادتها. واتهمت هيئة رئاسة الانتقالي، في اجتماع لها، السلطة المحلية في شبوة، بقمع الإرادة الشعبية لأبناء المحافظة. وبحسب البيان الصادر عن الانتقالي، فإنه يسعى للعمل على الاستحواذ على المحافظة التي فشل في السيطرة عليها قبل نحو عامين. ويرفع الانتقالي شعار "الخدمات والمرتبات والأمن، وتنفيذ اتفاق الرياض" كلافتة للهجوم على السلطة المحلية في شبوة. وفي السادس عشر من شهر نوفمبر الماضي، أعطى الانتقالي مهلة أسبوع واحد، للرئيس هادي من أجل إقالة محافظ شبوة "محمد بن عديو"، والمسؤولين في السلطة المحلية، وإخراج القوات الحكومية من المحافظة، وذلك عقب مطالبة محافظ شبوة بخروج القوات الإماراتية من ميناء ومنشأة بلحاف النفطية.
ومنذ مغادرة القوات الإماراتية معسكر العلم والقوات السعودية من شبوة، صعد المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من أبوظبي تحركاته في المحافظة لإرباك السلطات المحلية بالتزامن مع خوض قوات "هادي" معارك ضد قوات صنعاء في مديريات بيحان. واتخذت تحركات الانتقالي والإمارات أشكالا متعددة عبر حشد مسلحيهم في معسكرات، والدفع بشخصيات إلى الواجهة بعد غياب طويل خارج البلاد. وكان محافظ شبوة قد أطلق تصريحات نارية ضد الإمارات، مشيراً إلى أنها أوجدت مشكلات في المناطق التي لا تزال تحت سيطرة أبوظبي. وأشار "بن عديو"، إلى أن الإمارات دعمت تشكيل مليشيات مناهضة للدولة، تتكون من تسعين ألف مسلح، يستلمون رواتب من أبو ظبي شهرياً. موضحاً أن هذه المليشيات لا تخضع للدولة، ولا تأتمر بأمرها، ودخلت مع الدولة في حروب، وصدامات، وتنفيذ هجمات، واغتيالات.
حكومة المرتزقة واحتجاجات شبوة
يومًا بعد يوم، يمضي الجنوبيون نحو التصعيد الشعبي من خلال الاحتجاجات السلمية في محافظة شبوة، بما يضيق الخناق على السلطة الإخوانية المتآمرة على المحافظة بقيادة المدعو "محمد صالح بن عديو". السلطة الإخوانية دأبت على إشهار سلاح القمع في وجه الجنوبيين ليس فقط في إطار اعتداءات طائفية عقابًا لهم على هويتهم الجنوبية، لكنها أيضًا حاولت ترهيب المواطنين منعًا لظهور مثل هذه الفعاليات الاحتجاجية التي تخرج رفضًا لتسليم المديريات لحكومة صنعاء من قبل مليشيا حكومة الفنادق. محافظة شبوة شهدت يوم الخميس الماضي لقاء جماهيريًّا جديدًا، قاده الشيخ عوض بن الوزير، في احتشاد مهيب يقف في وجه السلطة الإخوانية التي دمّرت شبوة معيشيًّا وأمنيًّا. المحتجون قرروا الاعتصام في مديرية عتق، فيما طالب الشيخ "عوض بن الوزير" بتشكيل لجنة تنظيمية للاعتصام من مختلف أبناء شبوة؛ استمرارًا للتصعيد السلمي والمشروع، حتى الاستجابة لمطالب المواطنين المعلنة في لقاء الوطأة.
إن ارتجاف حكومة "منصور هادي" المستقيلة من احتجاجات شبوة تُترجم على الأرض بجرائم قمع وانتهاك ترتكبها العناصر الأمنية والخارجة عن القانون التابعة لمليشيا حكومة "هادي". وإعلاميًّا، تسعى هذه الحكومة المستقيلة من خلالها كتائبها المنتشرة، أن تروج لحالة مغايرة لطبيعة الغضب في شبوة، فإعلام الإخوان يروج لشبوة مستقرة ساكنة في قبضتها، متجاهله حجم النفور الشعبي والغضب الأهلي من الممارسات الإخوانية هناك. اللافت أن حكومة الفنادق تعتمد في هذا الترويج الكاذب على ما تسميها مشروعات خدمية تفتتح بشكل مستمر في شبوة، وهذا على غير الحقيقة إذ يعيش المواطنون حالة من التؤزم المعيشي المصنوع عمدًا والمتفاقم عن قصد.
وفيما تحاول حكومة الفنادق إظهار أنها تسيطر على الأوضاع في شبوة، إلا أن رسالة التحذير الجنوبية يبدو أنها قد حققت صدى كبيرًا، بعدما اتضح حجم الإحجام الشعبي في المحافظة على ضرورة لفظ الإرهاب الإخواني بشكل حازم وحاسم. ولقد تبعثرت أوراق حكومة الفنادق أكثر عندما امتزج هذا الغضب الشعبي مع انشقاقات واسعة من عسكريين فضحوا التآمر الإخواني وكيف أن مليشيا حزب الإصلاح سلّمت مديريات شبوة لحكومة صنعاء، فوجدت حكومة الفنادق نفسها محشورة في خانة ضيقة، ولا تملك الكثير من الخيارات للسيطرة على الأوضاع.
عودة المرتزقة إلى أحضان حكومة صنعاء
كشف قيادي بارز في حركة أنصار الله اليمنية عن عودة مستشار محافظ محافظة مأرب إلى صنعاء الواقعة تحت سيطرتهم منذ العام 2015 م. وقال "حسين العزي" الذي يشغل منصب نائب وزير الخارجية في حكومة صنعاء : "رحم الله إمراء عرف الباطل فاجتنبه وعرف الحق فاتبعه"، مضيفا "مرحبا بالأخ العزيز عبدالله نكير مستشار محافظة مأرب". وأكد "العزي" في تغريدة له على تويتر :"ستبقى صدورنا مفتوحة لكل الأحرار في حزب الاصلاح ولكل يمني غيور غادر صفوف الباطل والعدوان الاجنبي والتحق بصف اليمن والوطن والشعب"، لافتا إلى أن الوقت من ذهب. ويعمل الشيخ "عبدالله نكير" مستشارا لمحافظ مأرب الشيخ اللواء "سلطان العرادة"، ورئيس حزب الإصلاح في مديرية العبديه.
هادي يستعد للفرار من السعودية
كشفت مصادر مسؤولة في حكومة "منصور هادي" المستقيلة، السبت، عن عزم "منصور هادي" الفرار من الرياض، وسط أنباء عن قرب إعلان التحالف نهاية مرحلته. جاء ذلك، تزامنا مع تشديد السلطات السعودية الرقابة الأمنية على مقر إقامة هادي، ومنعه من أي لقاءات بدون تصريح مسبق من أجهزتها الأمنية. وأكدت المصادر أن زيادة الحراسة على مقر إقامة هادي وتشديد فرض الإقامة الجبرية عليه، تأتي عقب معلومات شبه مؤكده حصلت عليها الأجهزة السعودية، بشأن محاولة هادي الهروب من أراضيها. وأوضحت أن نجل "هادي"، ومدير استثماراته في الخارج، اشترى مؤخرا منزلا في أحد العواصم الأوروبية. وأشارت إلى أن نجل "هادي" يستعد لنقل أسرته إلى أوروبا، في ظل ترتيبات للإطاحة بوالده. ووفقا للمصادر فإن "منصور هادي" أبلغ نجله بالتواصل مع أطراف دولية لم تكشف هويتها، لإخراجه من السعودية قبل الإطاحة به، مقابل تمكينها من ملفات في اليمن. وتأتي هذه التحركات، بالتوازي مع حقيقة مساعي تقودها السعودية وأطراف دولية لإزاحة "منصور هادي" والإصلاح، والدفع بكيانات جديدة في حكومة الفنادق.