الوقت_ بالتزامن مع المناورات العسكريّة الأولى التي تُجريها دول خليجية مع الكيان الصهيونيّ منذ توقيع اتفاقيات التطبيع بقيادة من الولايات المتحدة في البحر الأحمر، وصف عضو المجلس المركزيّ في المقاومة اللبنانيّة "حزب الله"، الشيخ نبيل قاووق، المناورات العسكريّة العربيّة - الصهيونيّة المشتركة، بالـ "طعنة في قلب القدس وفلسطين وفي قلب كل شعوب المنطقة"، عقب عام على توقيع اتفاق التطبيع بين العدو الصهيونيّ القاتل وكل من الإمارات والبحرين وفي ظل معاداة فصائل المقاومة الفلسطينيّة وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلاميّة "حماس"، في خيانة عُظمى لأهم قضيّة عربيّة وإسلاميّة ودوليّة.
باعتبار أنّ الهدف الأبرز من اتفاقيات التطبيع الأمريكيّة هو تمرير "صفقة القرن" التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينيّة، أشار عضو المجلس المركزي في حزب الله، خلال جولة نظمها الحزب لعوائل شهداء المقاومة الإسلاميّة في معلم الشهيد القائد قاسم سليماني السياحيّ الجهاديّ أنّ المناورات العسكريةّ المشتركة بين الصهاينة والعرب تشجع العدو الصهيونيّ على المزيد من العدوان تجاه لبنان او فلسطين، وهي وصمة عار على جبين امراء التطبيع، وفي ظل تمادي قوات المحتل الباغي بجرائمها ضد الفلسطينيين وثرواتهم ومقدساتهم، وارتكابها أبشع الجرائم الإرهابيّة في قتل وإعدام وتعذيب الفلسطينيين.
ومع وصول الإجرام والاستخفاف الصهيونيّ بأرواح الفلسطينيين لحد لا يمكن السكوت عنه أبداً مع تصاعد إجرام وعنصريّة العدو الصهيونيّ الوحشيّ بحق الفلسطينيين، بيّن قاووق أنّ سلاح المقاومة كان ولا يزال وسيبقى لمواجهة العدو الصهيونيّ، ولن يستطيع احد ان يغيّر هذا المسار، مضيفاً: "مهما كانت الضغوطات والازمات والتدخلات الخارجية، فإن أولوية المقاومة ستبقى المزيد من الاستعداد والجهوزيّة لمواجهة أي عدوان صهيونيّ، وعندها نعد اهلنا بأننا سنصنع النصر الاكبر الذي سيكون اكبر من نصر عامي 2000 و2006".
وفي الوقت الذي فرضت فيه المقاومة نفسها بقوّة على الساحتين السياسيّة والعسكريّة، وبالأخص بعد الانتصار العظيم لمحور المقاومة في أكثر من ملف، باتت المقاومة اللبنانيّة المتمثلة بـ "حزب الله" كابوساً حقيقيّاً يؤرق الكيان الصهيونيّ الغاصب، حيث إن الحزب استطاع بالفعل فرض معادلة ردع فريدة على العصابات الصهيونيّ العنصريّة، الشيء الذي جعله حاضراً بقوّة على المستويين الداخليّ والخارجيّ ولا يمكن تجاهله أبداً، ورغم كل العداوات التي تتربص بهذا الحزب المقاوم ومحاربته من خلال عملاء الداخل، لمحاولة تغيير قرار المقاومة في لبنان والمنطقة، وتغليب لغة المساومة، وعلى هذا الأساس شدّد الشيخ قاووق على أنّ قوة المقاومة ازدادت كمّا ونوعاً عمّا كانت عليه في العام 2006، وهي اليوم الحصن الحصين لكل الوطن وكل اللبنانيين من جميع المناطق والطوائف، وهي اليوم عنوان الكرامة والمجد والعزة والعنفوان لكل العرب.
وفي ظل تأكيدات الحزب المتكررة بأنّه سيحمي الشعب اللبنانيّ ويسانده مهما كان الوضع وأياً تكن الظروف الداخليّة التي كان منقذاً فيها رغم كل المخاطر، بعد أن تحدى الثالوث العربيّ العبريّ الغربيّ وأفشل كل الضغوط التي تمارس على اللبنانيين لتعزيز الانقسام الداخليّ حول المقاومة، لفت قاووق إلى أنّ الجنوب بمعادلة "الجيش والشعب والمقاومة" هو اليوم المتراس الاول للدفاع عن كل الكرامة والسيادة الوطنية، التي سيّجناها بدماء الشهداء، موضحاً أنّه لا يمكن للحزب أن يسمح أو أن يقبل بأن يفرّط بهذه الكرامة مثقال ذرة، فالكرامة التي حُميت بالدم، هي اقدس من أن ينتقص منها احد مثقال ذرة.
ومن الجدير بالذكر أنّ المطبعون العرب وبالأخص النظامين الإماراتي والسعودي، استخدموا ذريعة "التطبيع" للانخراط بالتعاون الشامل مع العدو العنصريّ، عقب منحه السيطرة الكاملة على بعض المجالات الحيويّة والحساسة في بلادهم ما أدى إلى تغلغله فيها رغم خطورة ذلك، وقد مهدت العلاقة المتناميّة بشدّة بين تل أبيب وبعض العواصم العربيّة لكثير من الاختراق في المنطقة التي يجب أن تكون محرمة على الصهاينة بسبب مشاريعهم الهدامة والتي يتحدثون عنها علانيّة، بعد أن شكلوا تحالفاً جديداً يزداد نمواً بشكل سريع للغاية، حيث قامت تلك العواصم التي أدخلت في حظيرة التطبيع الأمريكيّة برفع حجم التعاون الأمنيّ والعسكريّ بشكل كبير مع الكيان الغاصب، لتحقيق أحلام الدولة العبريّة المزعومة وداعميها في المنطقة.