الوقت-شجّعت المرجعية الدينية العليا في العراق "الجميع على المشاركة الواعية والمسؤولة في الانتخابات المقبلة، فإنها وإن كانت لا تخلو من بعض النواقص، ولكنها تبقى هي الطريق الأسلم للعبور بالبلد الى مستقبل يرجى أن يكون أفضل ممّا مضى، وبها يتفادى خطر الوقوع في مهاوي الفوضى والانسداد السياسي".
ودعا السيد علي السيستاني، في بيان اليوم الأربعاء، الناخبين إلى أن "يأخذوا العِبَر والدروس من التجارب الماضية، ويعوا قيمة أصواتهم ودورها المهم في رسم مستقبل البلد، فيستغلوا هذه الفرصة المهمة لإحداث تغيير حقيقي في إدارة الدولة وإبعاد الأيادي الفاسدة وغير الكفوءة عن مفاصلها الرئيسة".
وأضاف أنّ هذا التغيير "أمر ممكن إن تكاتف الواعون وشاركوا في التصويت بصورة فاعلة وأحسنوا الاختيار، وبخلاف ذلك سوف تتكرر إخفاقات المجالس النيابية السابقة والحكومات المنبثقة عنها، ولات حين مندم".
وأكّدت المرجعية الدينية العليا أنّها "لا تساند أيّ مرشح أو قائمة انتخابية على الإطلاق، والأمر كله متروك لاقتناع الناخبين وما تستقر عليه آراؤهم".
ودعت الناخبين إلى أن "يدقّقوا في سِيَر المرشحين في دوائرهم الانتخابية، ولا ينتخبوا منهم إلا الصالح النزيه، الحريص على سيادة العراق وأمنه وازدهاره، المؤتمن على قيمه الأصيلة ومصالحه العليا".
وحذّرتهم من أن "يمكّنوا أشخاصاً غير أكفاء أو متورطين في الفساد أو أطرافاً لا يؤمنون بثوابت الشعب العراقي الكريم أو يعملون خارج إطار الدستور من شغل مقاعد مجلس النواب، لما في ذلك من مخاطر كبيرة على مستقبل البلد".
كما طالبت القائمين على أمر الانتخابات بأن "يعملوا على إجرائها في أجواء مطمئنة بعيدة عن التأثيرات الجانبية للمال أو السلاح غير القانوني أو التدخلات الخارجية، وأن يراعوا نزاهتها ويحافظوا على أصوات الناخبين فإنها أمانة في أعناقهم".
وعلّق الرئيس العراقي على بيان السيد السيستاني بالقول إنّ الموقف الذي عبّر عنه "هو موقف وطني حريص وفي ظرف دقيق، لحماية الوطن والانتصار للمواطن بضرورة ضمان الإرادة الحرة للعراقيين والمشاركة الواسعة، من أجل إصلاح مكامن الخلل في منظومة الحكم والإنطلاق نحو الإصلاح المنشود".
يذكر أنّه في الـ 10 من تشرين الأول/أكتوبر المقبل، سيُدعى نحو 25 مليون ناخب عراقي إلى اختيار ممثليهم من بين نحو 3249 مرشحاً يتنافسون في 329 مقعداً في البرلمان.