الوقت- قال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان إن حركة حماس تبذل جهداً كبيراً لإبرام صفقة تبادل أسرى مع الاحتلال الإسرائيلي. وأضاف حمدان، إنه لا يوجد أي تجاوب من طرف الاحتلال، مشيراً إلى جهود مصرية تتحرك حيناً، ويجمدها الاحتلال أحياناً أخرى.
وأكد حمدان أن لدى حركة المقاومة الاسلامية حماس إصرارًا لتتم هذه الصفقة، منبها أنه إذا اقتضى الأمر أن تأسر المقاومة وحماس مزيداً من الأسرى الاسرائيليين ستفعل.
بات من الواضح أن موضوع حرية الأسرى أمر حيوي، وموجود بشكل دائم على جدول أعمال قيادة حركة حماس، التي تسعى دائماً إلى تحرير الأسرى الفلسطينيين من السجون الاسرائيلية وإسعاد الشعب الفلسطيني.
المعادلة واضحة
كما أن حركة حماس ترفض الابتزاز الاسرائيلي في التمويل وإعادة الإعمار وما شابه وتؤكد أن من لم يستطع أن يفرض معادلته على الشعب الفلسطيني من خلال آلة الحرب لن يستطيع فعل ذلك من خلال الضغوط المادية والاستفزازية. كما تؤكد حركة حماس أنه لا توجد أي تهدئة مع الكيان الصهيوني من دون رفع للحصار وفتح المعابر وأن أي صفقة للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المعتقلين لدى حركة حماس لن تكون مقابل فتح المعابر وإنما المعادلة باتت وضحة وهي الأسرى مقابل الأسرى.
إن الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة على مختلف أطيافها لن تسمح للاحتلال الاسرائيلي أن يهضم حق الأسرى الفلسطيينين من دون مقابل ودائماً ما كانت القيادات والفصائل الفلسطينية تدافع عن الأسرى، وتعمل على تحريك الموقف السياسي والحكومي العربي والدولي لدعم الإفراج عنهم.
الحرب الأخيرة كانت من مصلحة الأسرى
الحرب الأخيرة على قطاع غزة كان هدفها سحق المقاومة وضرب مخزون أسلحتها إلا أنها لم تنجح بذلك بل على العكس كانت إحدى نتائجها تمكن ستة أسرى من الفرار من سجن اسرائيلي وهذا كشف زيف منظومة الاحتلال الأمنية التي يفتخر بها. فالحرب كشفت زيف قبته الحديدية والهروب من السجن ضرب منظومته الأمنية فأتى مهرولاً نحو انجاز اتفاق يحفظ به ماء وجهه ولكن الجواب من المقاومة أيضاً كان صارماً ومحكماً وهو أن الأسرى مقابل الأسرى.
ما بعد الحرب وكواليس الصفقة المنتظرة
شهدت الآونة الأخيرة تقدماً في مواقف الطرفين؛ فمن ناحية الكيان الإسرائيلي باتت حكومته الجديدة برئاسة نفتالي بينيت تدرك أنها لن تنجح في الضغط على حماس أو ابتزازها لا عسكرياً ولا اقتصادياً، وذلك بربط ملف الجنود الأسرى بملفات الحصار وإعادة الإعمار.
كما ان حركة حماس تحاول إسعاد الشعب الفلسطيني وخاصة بعد تردي الأوضاع المعيشية لمليوني فلسطيني في قطاع غزة لذلك ترى أنه آن الوقت لإنجاز صفقة تبادل يتحرر بموجبها مئات الأسرى، وتضمن انفراجة في الحصار، وإزالة للقيود الإسرائيلية أمام الحركة التجارية والمنحة القطرية المجمدة من قبل السلطة الفلسطينية.
وهناك أنباء أن الوسيط المصري في صفقة التبادل لمس هذا التطور في مواقف الطرفين، وتقدم بمقترح لتنفيذ الصفقة على مرحلتين؛ تشمل الأولى إطلاق حماس سراح الإسرائيليين أبراهام منغستو وهشام السيد -اللذين دخلا غزة في ظروف غامضة قبل سنوات- وتقديم معلومات عن الجنديين هدار غولدن وشاؤول آرون اللذين أسرتهما الحركة خلال حرب عام 2014، ورفضت الإفصاح عن مصيرهما منذ ذلك الحين.
وفي مقابل ذلك يفرج الكيان الاسرائيلي في هذه المرحلة عن الأسرى من الأطفال والنساء الذين يقدر عددهم بنحو 300 أسير وأسيرة.
وعرضت مصر هذا المقترح على حماس التي طالبت أن تشمل هذه المرحلة أيضاً الإفراج عن محرري "صفقة وفاء الأحرار" المعروفة باسم "صفقة شاليط". وكانت إسرائيل أعادت اعتقال العشرات منهم عام 2014، إثر خطف مقاومين فلسطينيين 3 مستوطنين وقتلهم جنوب الضفة الغربية.
كما طلبت حماس من مصر أن تقدم موقفها النهائي من مقترح الصفقة برمته بعد دراسته في هيئاتها القيادية، ووصول رد الكيان الإسرائيلي عليه رسميا.
وفي المرحلة الثانية تفرج حماس عن الجنديين غودلن وآرون مقابل تحرير نحو 800 أسير فلسطيني، من بينهم قيادات وازنة في الفصائل الفلسطينية.
ولكن حركة حماس تتمسك بأن تشمل هذه المرحلة القيادي البارز في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) مروان البرغوثي المعتقل منذ عام 2003. فيما تبدي استعداداً للتجاوب مع "فيتو" إسرائيلي على عدد من أسماء الأسرى، للدفع باتجاه إنجاح الجهود المصرية.
ولا يستبعد أن تؤسس هذه المرحلة إلى التوصل لاتفاق تهدئة لفترة طويلة في غزة، يضمن تحسين الأوضاع الإنسانية والمعيشية، بعد سنوات مريرة من الحصار، امتدت منذ العام 2007 وتخللتها 4 حروب.
اذاً الصهيوني بات على يقين أنه لم ولن يتمكن من هزم حركات المقاومة في قطاع غزة لا عسكرياً ولا اقتصادياً ويحاول أن يحصل على امتيازات وأهداف أخرى من خلال صفقة التبادل لكن المقاومة الفلسطينية تفاوض من مبدأ المنتصر والمنتصر هو من يضع الشروط وعلى الجانب الآخر إما أن يرضخ لها أو يتحمل تبعاتها والمعادلة والشرط الأساسي لن يكون سوى "الأسرى مقابل الأسرى".